كشفت صحيفة بريطانية، أمس، عن أن وزراء في الحكومة الهندية حاولوا، العام الماضي، وقف المعونة المالية التي تقدمها بريطانيا إلى بلادهم، إلا أنهم تراجعوا في الأخير بعد إلحاح الجانب البريطاني.
وأفادت «تليغراف» بأنها حصلت على مذكرة مسربة تضم تصريحا غير مسبوق لوزير المالية، براناب موخرجي، قال فيه أمام البرلمان الهندي: «إننا لا نريد المساعدة (البريطانية). إنها بمثابة فول سوداني في مجمل إنفاقنا للتنمية»، مضيفا أن الحكومة الهندية تريد، طواعية، التخلي عن المساعدة البريطانية. وذكرت الصحيفة، أيضا، أن وزير الخارجية الهندي، راو نيروباما، دعا إلى التوقف عن الاستفادة من المساعدة التي تقدمها وزارة التنمية الدولية البريطانية اعتبارا من 1 أبريل (نيسان) 2011، بسبب «الدعاية السلبية» التي تروج لها وزارة التنمية الدولية البريطانية عن الفقر في الهند.
واعتبرت الصحيفة أن من شأن القضية أن تؤجج الجدل المتصاعد حول المساعدات البريطانية للهند، مشيرة إلى أن الهند تعد الآن أكبر بلد في العالم يستفيد من المعونة البريطانية، على الرغم من أن اقتصادها نما بما يصل إلى نسبة 10% العام الماضي، ومن المتوقع أن يصبح الاقتصاد الهندي أكبر من الاقتصاد البريطاني في غضون عقد من الزمن.
لكن الصحيفة كشفت عن أن حرص الجانب البريطاني على الإبقاء على تقديم المعونة ارتبط في الآونة الأخيرة بصفقة طائرات مقاتلة. والأسبوع الماضي، رفضت الهند طائرات مقاتلة من طراز «تايفون» في إطار صفقة قيمتها 6.3 مليار جنيه إسترليني (9.9 مليار دولار)، بينما قال وزير التنمية البريطاني أندرو ميتشل: إن المساعدات البريطانية إلى نيودلهي تهدف جزئيا إلى ضمان إتمام صفقة مقاتلات «تايفون». وحسب المصدر نفسه، فإن وزارة التنمية الدولية البريطانية أبلغت الجانب الهندي بأن إلغاء برنامج المساعدات سيسبب «حرجا سياسيا خطيرا» لبريطانيا.
وتفيد «تليغراف» بأن وزارة التنمية الدولية البريطانية أرسلت أكثر من مليار جنيه إسترليني (1.58 مليار دولار) إلى الهند خلال السنوات الخمس الماضية، وأنها تخطط لتقديم مساعدات أخرى إلى الهند قيمتها 600 مليون جنيه إسترليني (949 مليون دولار) في الفترة الممتدة حتى عام 2015. ونقلت الصحيفة عن أحد المصادر قوله: «إن وزراء بريطانيين قضوا فترتهم السياسية في تبرير المساعدات لدى ناخبي (دائرتهم الانتخابية)». ويتابع المصدر أن الوزراء البريطانيين يقولون إنه «سيكون محرجا للغاية» توقف الهند عن تلقي المساعدات.
وتقدم بريطانيا حاليا إلى الهند نحو 280 مليون جنيه إسترليني في السنة، أي 6 أضعاف ما تقدمه ثاني أكبر جهة مانحة، وهي الولايات المتحدة. وتحصل الهند على 3 أرباع المساعدات الأجنبية من بريطانيا، بينما تقدم فرنسا، التي اختارتها الهند كجهة مفضلة لصفقة المقاتلات، ما قيمته 30 مليون دولار في السنة.
وشملت مشاريع المساعدات البريطانية المثيرة للجدل منح مدينة بهوبال الهندية ما قيمته 118 ألف جنيه إسترليني (186 ألف دولار) لبرنامج يتعلق بحافلات البلدية وأنظمة تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية، لكن اللافت أن حافلات مدينة بهوبال بدأت في الأخير العمل بأنظمة الأقمار الصناعية قبل أن تفعل ذلك الحافلات في بريطانيا نفسها.