عمليات أمنية للجيش السوري تثير الذعر في قرية تركية

اللواء المنشق مصطفى الشيخ: الجيش السوري سينهار خلال فبراير.. والنظام ساعد على تحويل المنطقة إلى قاعدة للمؤامرات الإيرانية

متظاهرون سوريون وأتراك يرددون شعارات مناوئة للأسد في مظاهرة بإسطنبول أمس (أ.ب)
TT

قال نائب قائد «الجيش السوري الحر» العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط» إن إطلاق النار الذي تم قرب الحدود التركية - السورية ليل السبت - الأحد الماضي، نجم عن «تبادل إطلاق للنار بدأه الجيش الأسدي ضد مجموعات من الجنود السوريين المنشقين»، مشيرا إلى أن «بعض الطلقات تجاوزت الحدود لتطال إحدى البلدات التركية من دون أن توقع إصابات في الأرواح فيها أو في صفوف (الجيش الحر)».

وأوضح الكردي أن «الجانب التركي يدرك جيدا ماذا يحدث على حدوده مع سوريا من خلال خواصر المراقبة التي تلحظ أن الحدود تشكل مسرح عمليات للجيش الأسدي»، مشيرا إلى أن الأخير «دخل منذ زمن في عمق المنطقة التي ترعاها اتفاقية أضنة لناحية عدم وجود السلاح في عمق 5 كلم على الحدود».

وكانت مصادر محلية في محافظة هاتاي الحدودية أفادت بأن «إطلاق نار كثيفا سمع ليل السبت - الأحد على الحدود بين سوريا وتركيا، مما أدى إلى حالة هلع بين القرويين الأتراك الذين تحدثوا عن عمليات للجيش السوري في قريتين سوريتين».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد سكان قرية غوفيتشي الواقعة في محافظة هاتاي على الحدود، قوله إن «إطلاق نار من رشاشات ثقيلة تواصل حتى وقت متأخر من الليل»، مؤكدا أن «الجيش السوري نظم عملية ضد معارضين في قرية عين البيضة على الجانب السوري». ولفت إلى أن أهالي قريته الحدودية يشعرون «بخوف شديد» وأن «إطلاق النار ألحق أضرارا بالصحون اللاقطة على أسطح منازلنا».

وفي حين ذكرت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اتصل بمحافظ هاتاي ليستفسر عن الوضع، نقلت قناة «إن تي في» التركية عن سكان بلدة غوفيتشي قولهم إن الجيش السوري قام بعمليات في عين البيضة وكذلك في قرية خربة الجوز، وأصابت قذائف منازل في البلدة، حيث نصحت السلطات المحلية السكان بعدم مغادرة بيوتهم. ولفت العقيد السوري المنشق والمقيم مع قائد «الجيش الحر» رياض الأسعد في تركيا، إلى أن مجموعات «الجيش الحر» الموجودة قرب الحدود «تحاول إيجاد ملجأ آمن لها ليس أكثر، خصوصا أنه لا يوجد نشاط متوقع للجيش الأسدي في هذه المنطقة لمهاجمة وحداته».

وعما إذا كان النظام السوري يحاول جر «الجيش الحر» إلى مواجهات على الحدود التركية، قال الكردي: «لا نستبعد ذلك، فهذا النظام يحاول قمع الثورة على امتداد الأراضي السورية ويرتكب المجازر وهو يتعقب أفراد (الجيش الحر) أينما وجودوا»، موضحا أن «لدى الجيش الأسدي المدفعية والأسلحة الثقيلة، فيما نرد عليه بأسلحة متواضعة لا تتجاوز قاذف (آر بي جي) والكلاشنيكوف، عدا عن أننا نتنقل بين الأشجار والصخور، ولا يوجد مكان ثابت لدينا ونخوض كما بات معروفا معارك (كر وفر)».

وأعرب الكردي عن اعتقاده بأن «النظام السوري، وعلى خلفية تداول إمكانية إقامة منطقة عازلة على الحدود التركية - السورية، ربما اعتقد أن ثمة محاولة لتحقيق ذلك، فأراد أن يبسط سيطرته على كامل المنطقة الحدودية وأن يؤكد وجوده فيها».

يشار إلى أن قرابة 7500 سوري لجأوا إلى تركيا منذ بدء الانتفاضة الشعبية في سوريا في 15 مارس (آذار) الماضي، وتم إيواؤهم في مخيمات خاصة في منطقة هاتاي، حيث يتمركز أفراد من «الجيش السوري الحر» وقيادته.

إلى ذلك، إلى ذلك، قال اللواء مصطفى أحمد الشيخ، المنشق عن الجيش النظامي السوري، إن الجيش «سينهار خلال فبراير (شباط)». ونسبت إليه صحيفة «تلغراف» البريطانية أمس قوله إن «السبب هو نقص الكوادر في الجيش التي، حتى قبل 15 مارس (آذار) الماضي، لم تكن تتجاوز 65 في المائة. كما أن نسبة المعدات القتالية الصالحة لم تتجاوز هذه النسبة بسبب نقص قطع الغيار»، وأضاف: «أقدر نسبة الجاهزية القتالية للجيش بنحو 40 في المائة من حيث المعدات، و32 في المائة من حيث الكوادر»، وقال: «إنهم يرسلون عناصر من الشبيحة ومن الطائفة العلوية لتعويض هذا النقص، لكن هذا الجيش لن يقدر على الصمود أكثر من شهر. بعض عناصر الجيش يتصلون بالجيش السوري الحر لمساعدتهم على الانشقاق». وقال اللواء الشيخ إنه فكر كثيرا قبل انشقاقه في الـ37 عاما التي قضاها في الخدمة وفي ما قد تتعرض له عائلته إذا انشق، موضحا أن ما ساعده على اتخاذ قراره في النهاية هو تعرض عروس للاغتصاب في قرية قرب حماه.

ويرى اللواء الشيخ أن الجيش قد تحول إلى «آلة قتل مجنونة» وأنه من دون حل خلال أسبوعين «ستشتعل المنطقة برمتها». وتابع: «المنطقة على أقصى درجة من التوتر بسبب دور إيران.. والنظام السوري ساعد على تحويلها إلى قاعدة للمؤامرات الإيرانية». وحذر اللواء الشيخ من أنه «ليس هناك وقت.. هناك تعجيل خطير يجري بسبب انهيار الجيش والجهاز الأمني. نريد تدخلا عاجلا خارج إطار مجلس الأمن بسبب الفيتو الروسي. نريد تحالفا مشابها للذي تدخل في كوسوفو وساحل العاج».