«المجلس الوطني» يعتبر «الفيتو» على قرار مجلس الأمن «رخصة للقتل دون محاسبة»

سرميني لـ «الشرق الأوسط»: روسيا والصين أعلنتا شراكتهما رسميا للأسد.. وخسرتا الشعب السوري

TT

أدان «المجلس الوطني السوري»، بشدة، قيام حكومتي موسكو وبكين بإعاقة مشروع القرار العربي - الغربي حول سوريا، وحملهما «مسؤولية تصاعد عمليات القتل والإبادة»، معتبرا أن «هذه الخطوة غير المسؤولة بمثابة رخصة للقتل من دون محاسبة».

وقال المجلس الوطني، الذي يضم غالبية أطراف المعارضة السورية، في بيان أمس، إنه سيتوجه «نحو الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرار دولي يدعم شعبنا، إلى جانب العمل على إنشاء مجموعة اتصال دولية من الدول المساندة لنضال الشعب السوري بما يعزز عزل النظام وتقويضه».

ودعا المجلس «الشعب السوري والشعوب العربية والصديقة» إلى «اتخاذ كل التدابير السياسية والاقتصادية والدبلوماسية بحق الدول التي أعاقت صدور قرار عن مجلس الأمن، بما في ذلك المقاطعة الاقتصادية المباشرة ووقف التعاون التجاري، وإعادة تقييم العلاقات التي تجمع تلك الدول مع شعبنا والشعوب الشقيقة والصديقة».

وأكد محمد سرميني، عضو المجلس الوطني، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن «روسيا والصين أعلنتا، بشكل رسمي، شراكتهما للأسد في قتل الشعب السوري وخسرتا الشعب السوري مقابل الأسد». ووصف تصرفهما بأنه «تصرف غير مسؤول وغير أخلاقي ضد قرار لم يرنُ إلى تطلعات الشعب السوري، واعتبرناه خطوة مهمة لمحاصرة النظام ووقف حرب الإبادة التي يقوم بها ضد الشعب السوري».

واعتبر أنه «إذا كان (الفيتو) الروسي والصيني قد أغلق أمام الشعب السوري باب مجلس الأمن، إلا أنه فتح أمامنا بابا لتحالف دولي، خصوصا أن هناك 13 دولة في مجلس الأمن تؤمن بإرادة الشعب السوري»، مؤكدا ضرورة «الاستفادة من تأسيس تحالف دولي لأصدقاء سوريا من خارج مجلس الأمن يكون على هيئة تجمع دولي دائم يقود التحرك الدولي ويقدم كل الدعم المطلوب لتحرير الشعب السوري ودعم (الجيش السوري الحر) ليستكمل مسيرة التحرير».

وشدد سرميني على أن «المعارضة السورية لن تقف ساكتة وستقوم بكل الإجراءات الممكنة التي من شأنها وقف حمام الدم والمجازر التي يرتكبها الأسد وعصابته»، مجددا دعوة السوريين «في مختلف العواصم والمدن إلى مزيد من المظاهرات أمام سفارات النظام وكذلك روسيا والصين».

وأضاف سرميني: «نداءاتنا للشعوب العربية أن تقوم بواجبها تجاه الشعب السوري، وأن تعبر عن تضامنها الكامل مع معاناة الشعب السوري»، داعيا «العرب في جميع أنحاء العالم إلى التظاهر أمام السفارات الروسية للتعبير عن غضبهم من عمل روسيا الذي أحبط جهد عدد كبير من الدول». ولفت إلى أنه «يجري الإعداد لحملة مقاطعة عربية بكافة الأشكال لكل من روسيا والصين، من شأنها أن توجه رسالة واضحة لروسيا والصين بأن أثر قرارهما سلبي عليهما وليس على الشعب السوري».

ولاقى الموقفان الروسي والصيني تنديدا واسعا في صفوف المعارضة السورية، في وقت اعتبرت فيه صحيفة «تشرين» السورية الحكومية أن استخدام روسيا والصين حق «الفيتو» في مجلس الأمن «يتيح لبعض الدول إمكانية دراسة مواقفها جيدا من الأزمة السورية وإعادة النظر بقراراتها بما يخدم استقلال سوريا وسيادتها».

واعتبرت الصحيفة أن استخدام «الفيتو» يؤكد «نقطتين رئيسيتين في سياسة كل من موسكو وبكين حيال ما يحدث في سوريا، هما: أن الحل سياسي سوري بامتياز، وواجب المجتمع الدولي دعم هذا الحل، لا التدخل في صياغته، واحترام استقلال سوريا وسيادتها». ورأت أن «ما حدث في مجلس الأمن سيكون حافزا لسوريا لتسريع خطواتها الإصلاحية المتبقية من إجراء استفتاء على مشروع الدستور الجديد وإجراء انتخابات تشريعية تعددية وتشكيل حكومة موسعة تضم أطيافا مختلفة من المجتمع السوري».

في موازاة ذلك، نددت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا «بالتواطؤ الروسي - الصيني على دعم مشروع القتل ونظام الاستبداد في سوريا». ودعت، في بيان أصدرته، إلى «مقاطعة سلع البلدين»، مذكرة «كل مواطن عربي بأنه عندما يمد يده إلى أي سلعة روسية أو صينية فإنه يغمس يده في دماء الشعب السوري».

ورأت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «قرر أن يجعل من دماء أطفالنا مدادا لدعايته الانتخابية، بينما أرادت حكومة الاستبداد الصيني أن تبعد عن نفسها شبح الربيع العربي الذي تتوجس أن يطرق أبوابها». ودعت المعارضة السورية إلى «التوافق حول بدائلنا الإنسانية والسياسية والاستراتيجية لتحقيق تطلعات شعبنا (...) بعدما ثبت بالدليل القاطع أن مفتاح مجلس الأمن في جيب النظام».

واتهم نائب المراقب العام للجماعة، محمد فاروق طيفور «موسكو وبكين بأنهما شريكتان في جرائم النظام السوري». وتوقع أن يكون «لاستخدام (الفيتو) تداعيات مستقبلية خطيرة على مصالح روسيا والصين في العالمين العربي والإسلامي»، داعيا «الدول العربية والإسلامية إلى طرد سفراء سوريا لديها والاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للشعب السوري».

كانت لجان التنسيق المحلية، الفاعلة ميدانيا في سوريا، قد انتقدت أمس «تكرار روسيا والصين، بتواطؤ دولي، استخدام حق (الفيتو) في مجلس الأمن لتمنعا تمرير قرار يدين عنف النظام السوري ضد شعبه، ولتعلنا بذلك دعمهما المستمر للنظام وتغطيتهما لجرائمه».

وأعلنت «لجان التنسيق» أنه بعد أن «قام النظام الأسدي في الأيام القليلة الماضية بقصف الكثير من الأحياء السكنية ليضيف لسجل مجازره بحق هذا الشعب العظيم مجزرة جديدة في أحياء حمص فاق عدد الشهداء 7339 شهيدا منذ بداية الثورة».