قصف مدفعي يستهدف المنازل التي تؤوي الجرحى في بابا عمرو والخالدية

ناشطون يتحدثون عن طائرات شراعية وعملاء للنظام يعملون على تحديد مواقعها

TT

لم توفر قوات الأمن السورية في قصفها في اليومين الأخيرين الذي طال أحياء مدينة حمص، مشافي ميدانية ومنازل استخدمها الناشطون بشكل سري لإيواء الجرحى والمصابين الذين تتم معالجتهم بعيدا عن الأضواء من قبل الأطباء والمسعفين المنضمين إلى صفوف الانتفاضة السورية.

وأثار استهداف هذه المنازل والمشافي، التي يفترض أنها آمنة وبعيدة عن عيون النظام ومناصريه، لا سيما تلك الواقعة في أحياء بابا عمرو والخالدية تساؤلات عدة، خصوصا أن قصفها وكما تظهره الجدران جاء قصفا متعمدا ومباشرا، وهو أدى إلى مقتل عدة جرحى ومسعفين.

وفي مقطع فيديو نشره ناشطون أمس على موقع «يوتيوب»، بدا أحد المسعفين داخل المشفى الميداني في حي بابا عمرو وهو يشير إلى جريح مصاب بطلق ناري بالرأس، متسائلا وهو يصرخ: «أين الهلال الأحمر، أين الدنيا، أين العرب وأين المسلمون».

وفي مقطع فيديو ثان، يظهر أحد الأطباء ويدعى محمد المحمد وهو يجول أمام الكاميرا في مشفى ميداني متحدثا عن قتلى وجرحى بالعشرات. وتبدو بقع الدماء على الأرض إضافة إلى صيدلاني مبتور الساقين يعرف عنه الطبيب باسم الصيدلاني عبد القادر.

وبينما تعذرت الاتصالات أمس بناشطين في مدينة حمص، التي تعرضت لقصف عنيف أمس، قال أحد الناشطين لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «النظام السوري يستخدم الطائرات الشراعية التي تحلق بكثافة في الفترة الأخيرة فوق مدينة حمص، والتي بإمكانها أن تحدد الأماكن التي يكثر التجمع فيها».

وأعرب عن اعتقاده أنه من «خلال الإحداثيات التي تحددها الطائرات، ومن ثم بمؤازرة عملاء للنظام داخل الأحياء يكلفون بمراقبة الأماكن المشكوك فيها، يتم تحديد المنازل التي تستخدم كمشاف ميدانية وتعطى إحداثياتها للدبابات، التي تقصف بدورها هذه الأماكن».

ونفى هذا الناشط أن «يكون لجولات بعثة المراقبين العرب أي أثر في تحديد مكان المشافي الميدانية، باعتبار أن الناشطين هم من تولوا عملية اصطحاب لجنة المراقبين العرب إلى داخل الأحياء في مدينة حمص».

وكانت تنسيقية الثورة السورية في حي بابا عمرو، دعت إعلاميي الثورة السورية إلى «عدم إظهار تفاصيل المكان، عند تصوير الإصابات والمشافي الميدانية، والاكتفاء بالتصوير داخل المشافي وعدم تصوير المحيط الخارجي». وقالت إن «عصابات النظام و(العواينية) تستهدف أي مكان يتم تصويره ويكون بإمكانهم تحديده»، مجددة دعوتها إلى «عدم إظهار ما يؤدي إلى التعرف على المكان».

ويظهر مقطع فيديو ثالث بثه ناشطون على موقع «يوتيوب» أحد المنازل بعد إصابته بقصف مركز، كان يستخدم لإيواء الجرحى والمصابين بعد تلقيهم العلاج في مشفى ميداني مجاور. وبدت بقع الدماء على فرشات نوم موزعة في غرف المنزل الذي أصيب بطلقات مدفعية عدة.