الناطق باسم الدعوة السلفية بمصر: ضحايا مباراة كرة القدم ليسوا شهداء.. وماتوا في سبيل لهو محرم شرعا

السفير السعودي ينفي اعتبار «هيئة الأمر بالمعروف» كارثة بورسعيد عقوبة من الله

TT

بينما نفى السفير السعودي في القاهرة، أحمد القطان، مزاعم ترددت حول اعتبار «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في المملكة أحداث كارثة بورسعيد الأسبوع الماضي في مصر «عقوبة من الله للاعبين بسبب لباسهم غير الشرعي». أثار الشيخ عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية بمصر، جدلا شديدا أمس بعدما أفتى بأن «الذين لقوا مصرعهم من جماهير كرة القدم في استاد بورسعيد ليسوا شهداء، إنما هم ماتوا في سبيل اللهو المحرم شرعا»، مؤكدا أن «كرة القدم حرام شرعا وأنها لعبة دخيلة على المسلمين ومستقاة من الغرب».

وأوضح الشحات، في مؤتمر للدعوة السلفية بمسجد الفتح أمس بالإسكندرية، أن الرياضات الثلاث الوحيدة التي أحلها الإسلام هي: «الرماية والسباحة وركوب الخيل»، وفقا لما تضمنه الأثر في هذا الشأن، وقال: «إن من ذهبوا إلى مباراة كرة القدم من الجماهير الذين لقوا مصرعهم لم يكونوا ذاهبين في سبيل الله إنما في سبيل اللهو». وأضاف موضحا كلامه: «واللهو هو الذي يلهي عن عبادة الله».

وواصل الشحات قائلا: «للأسف كرة القدم أصبح يطبق فيها نظام الاحتراف مثل الغرب تماما، حتى بات لاعبو كرة القدم يتقاضون أجورا أكبر من العلماء الذين لا يجد الكثير منهم قوت يومه». وطالب الشحات بأن يتم تخصيص الأموال والميزانيات التي تصرف على لعبة كرة القدم على مسابقات تحفيظ القرآن الكريم.

وشن الشحات هجوما عنيفا على الائتلافات الشبابية والحركات السياسية الثورية، وقال: إن الذين يهتفون: «يسقط يسقط حكم العسكر» إنما يسعون لإسقاط الدولة، ليسقط الحكم في أيديهم فيقفزون على شرعية مجلس الشعب المنتخب الذي باتت أغلبيته إسلامية باختيار وإرادة الله ثم الشعب - على حد تعبيره.

لكن الشيخ محمود الكتامي، منسق ائتلاف علماء الأزهر بالإسكندرية، استنكر فتوى الشحات، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن من مات مظلوما دون ذنب جناه ودون أن يكون معتديا والمتوفى فجأة هو شهيد، وبذلك من قضوا في أحداث بورسعيد هم شهداء، وأكد أن مشاهدة كرة القدم وممارستها كغيرها من الرياضات مستحب ولا شيء فيه، وعلى العكس فهو أمر مشروع يقضي الناس فيه أوقات فراغهم بدلا من التسكع على النواصي والمقاهي أو حانات الخمر.

من جهته، نفى سفير المملكة العربية السعودية في القاهرة، أحمد عبد العزيز قطان، علاقة «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في المملكة، بالأخبار المنشورة على حسابات موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بشأن موقفها من الكارثة الإنسانية التي شهدتها مدينة بورسعيد مؤخرا بعد مباراة الأهلي والمصري والتي راح ضحيتها 74 وأكثر من ألف مصاب.

كانت صفحة منسوبة للجماعة قد نقل عنها كلام «رحم الله من يستحق الرحمة من بورسعيد، وما حدث بعد مباراة الكرة هو عقوبة من الله للاعبين؛ لأن لباسهم كان غير ساتر». وقال القطان، أول من أمس: «للأسف الشديد هناك الكثير من الحسابات المنتشرة في (تويتر) تزعم أنها مواقع رسمية سعودية، إلا أنها غير موثقة، بما في ذلك الحساب المزعوم لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي يهدف إلى الإساءة للهيئة وللمواطن السعودي ولعدد من الدول الصديقة».

وأضاف القطان: «نحن على ثقة من أن وسائل الإعلام المصرية والشعب المصري الشقيق يدرك هذا الأمر، وهذه المزاعم لا تنسجم إطلاقا مع سياسة السعودية التي لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ولا تحاول الإساءة إليها بأي شكل من الأشكال»، مشيرا إلى أن موقف السعودية تجاه كارثة بورسعيد واضح، وأنه انعكس في قيام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بإصدار توجيهاته بإلغاء الأوبريت الغنائي في مهرجان الجنادرية الذي سيقام يوم الأربعاء المقبل.