تأجيل الاجتماع الوزاري العربي بطلب خليجي.. وبن علوي: الكل في ورطة بعد إخفاق مجلس الأمن

بن حلي يؤكد أن الجامعة العربية مصرة على استكمال مبادرتها.. والعربي يندد بمجازر حمص

TT

قررت جامعة الدول العربية أمس تأجيل اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية المخصص لتدارس الأوضاع في سوريا، وعقده الأحد المقبل الموافق الـ12 من شهر فبراير (شباط) الحالي، بدلا من السبت المقبل، بناء على طلب من دول مجلس التعاون الخليجي التي قررت عقد اجتماع طارئ عشية الاجتماع العربي لبحث الأزمة في سوريا.

وقال السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الجامعة تلقت مذكرة من دول مجلس التعاون الخليجي تطلب تأجيل الاجتماعين الوزاريين «مجلس الجامعة ولجنة مبادرة السلام العربية» لمدة 24 ساعة؛ نظرا لعقد هذه الدول الست اجتماعا وزاريا لها في الرياض السبت المقبل لبحث التطورات ولتنسيق مواقفها، مضيفا أنه بناء على الطلب الخليجي تقرر عقد الاجتماع الوزاري العربي ولجنة مبادرة السلام العربية الأحد المقبل بالقاهرة.

وأكد بن حلي أن «الجامعة مصرة على استكمال تنفيذ مبادرتها لحل الأزمة السورية لتحقيق طموحات الشعب السوري وأهدافه بما يحقن الدماء السورية ويوقف عجلة القتل والعنف المتبادل ويمنع التدخل الأجنبي في الأراضي السورية». وأشار بن حلي في تصريحات له إلى أن الموقف في سوريا سيخضع لتقويم شامل خلال اجتماع الأحد المقبل، حيث سيتم خلاله طرح كل البدائل المتاحة لضمان الحفاظ على الدم السوري ووقف العنف وتنفيذ الخطة العربية بشكل سلمي لمساعدة سوريا على الخروج من المأزق الحالي، ولفت إلى وجود اتصالات عربية - عربية، وعربية - دولية لحشد الجهود المختلفة لتنفيذ الخطة العربية التي لاقت تأييدا عربيا ودوليا لما تتضمنه من آليات وطرق سلمية لإنقاذ الموقف المتأزم في سوريا.

وبدوره قال وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي أمس لوكالة الصحافة الفرنسية إن وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي سيعقدون السبت في الرياض اجتماعا مخصصا لبحث الوضع في سوريا عشية اجتماع مجلس الجامعة العربية في القاهرة، مشددا على عدم وجود «وسيلة أخرى للحل إلا الحوار». وذكر أن الاجتماع الخليجي «سيبحث ما انتهى إليه الأمر بعد إخفاق مجلس الأمن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية لحل الأزمة السورية وتبادل وجهات النظر حول إمكانية أن يوجد وضع جديد لحل هذه الأزمة أو يؤسس على مسيرة أخرى أو منظور آخر».

وأشار إلى أن الحل في سوريا قد «لا يكون بالضرورة على نمط ما حصل في اليمن، لكن الحوار تحت أي مخطط يؤدي إلى إزالة هذه الأزمة». وقال إن «العرب والكل في ورطة بشأن سوريا بعد إخفاق مجلس الأمن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية (...) هناك نوع من الفهم لمواقف روسيا والغرب، حيث ستدفع روسيا بالحوار والغرب لن يمانع في ذلك في هذه المرحلة».

إلى ذلك، ندد نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بعمليات القصف العنيف الذي استهدف بابا عمرو وأحياء متفرقة من مدينة حمص فجر أمس، التي أدت إلى سقوط العشرات من الضحايا المدنيين السوريين. وأكد أن لجوء الحكومة السورية إلى تصعيد الأعمال العسكرية والعنف والحملات الأمنية ضد المدنيين لن يؤدي إلا إلى المزيد من الدمار وإراقة الدماء، وهو أمر لا يمكن السكوت عنه من قبل جامعة الدول العربية، إضافة إلى كونه يشكل انتهاكا واضحا لالتزامات الحكومة السورية طبقا لأحكام القانون الدولي الإنساني والميثاق العربي لحقوق الإنسان.

وفي غضون ذلك كشف السفير طارق بخيت، الناطق الرسمي باسم منظمة التعاون الإسلامي للشؤون السياسية، عن اتصالات دولية تجريها المنظمة بشأن التطورات الجارية عقب فشل التصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في سوريا.

وأكد بخيت في مؤتمر صحافي عقده في مقر المنظمة في جدة أمس أن المنظمة سوف تعلن عن نتائج هذه الاتصالات خلال الأيام القادمة، وذلك في إطار سعيها الدائم لحل المشكلات في كل الدول الإسلامية. وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» قال بخيت: «إن رسالة المنظمة هي عملية الإصلاح في البلدان الإسلامية وعدم التدخل الأجنبي».