باكستان تعد بالمساعدة في تحقيق السلام الأفغاني

بشرط أن يقوده الأفغان وليس أي قوة أجنبية

رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني يرحب برئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أمس قبل جولة محادثات في الدوحة (إ.ب.أ)
TT

يجري رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني، محادثات مع القيادة القطرية حول الجهود الحثيثة الرامية إلى إعادة حركة طالبان إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة الأفغانية والقوات الأميركية الموجودة في أفغانستان. وأكد مسؤولون باكستانيون لـ«الشرق الأوسط» أن باكستان جزء من تلك الجهود. مع ذلك تؤكد القيادة الباكستانية أن ذلك «يجب أن يكون تحت قيادة أفغانية، وليست أي قوة أجنبية». وقال المسؤولون الباكستانيون إن زيارة رئيس الوزراء إلى الدوحة ستركز على تعزيز العلاقات التجارية بين الدولتين. مع ذلك، سيناقش الطرفان الجهود الحثيثة التي يبذلها المسؤولون القطريون والباكستانيون. وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن الشيخ حمد «استقبل في مكتبه بالديوان الأميري، صباح أمس، يوسف رضا جيلاني، رئيس الوزراء بجمهورية باكستان، والوفد المرافق». وبحسب الوكالة «جرى خلال المقابلة استعراض علاقات التعاون الثنائية والسبل الكفيلة بدعمها وتطويرها». كان جيلاني قد وصل الاثنين إلى قطر بهدف بحث جهود السلام في أفغانستان بعدما بدأ مسؤولون أميركيون وآخرون من طالبان اتصالات تمهيدية في العاصمة الدوحة. ونقلت مصادر مقربة من جيلاني عنه تأكيده «موقف حكومته الداعم لمبادرات تقوم بها أو تقودها أفغانستان لإحلال الاستقرار في البلاد». وسيتم التطرق إلى أفغانستان خلال المباحثات، ومن المؤكد «أننا أيضا مهتمون بتطورات الاتصالات التي أجراها القادة القطريون حتى هذه اللحظة والتقدم الذي تم تحقيقه في أمر فتح مكتب حركة طالبان»، على حد قول مسؤول باكستاني رفيع المستوى. كذلك لم يكن سحب أفغانستان لاعتراضاتها الشهر الماضي على مقترح فتح مكتب لحركة طالبان في قطر في اليوم الذي كان فيه رئيس الاستخبارات الباكستانية، الجنرال شوجاع باشا، في زيارة سرية للدوحة لمقابلة مسؤولين أميركيين، محض مصادفة. ويقول دبلوماسيون ومراقبون إن دور إسلام آباد في نجاح المصالحة يعد هو العنصر الأهم؛ نظرا لتأثيرها على قيادة حركة طالبان التي يقال إنها تتخذ من باكستان مقرا لها. وقال مسؤولون باكستانيون في إسلام آباد إن الجانب الأميركي يطلعهم باستمرار على الاتصالات التي يجرونها مع حركة طالبان في أفغانستان. ويحلل المسؤولون احتمالات اضطلاع الحكومة الباكستانية بدور لإعادة حركة طالبان إلى طاولة المفاوضات. وقال أحد المسؤولين الحكوميين رفيعي المستوى: «سوف نتفق مع هذا التحليل والدور الذي يمكن أن تضطلع به الحكومة الباكستانية في المصالحة الأفغانية». ويتم النظر إلى إنجاز المصالحة بقيادة أفغانية في أفغانستان جديا بعد تصريح وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، بانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان العام المقبل. يذكر أن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي كان قد أعرب عن غضبه تجاه الجهود الأميركية والقطرية لإطلاق عملية السلام من دون مشاورة حكومته بصورة كاملة. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي استدعى كرزاي السفير الأفغاني في الدوحة، لكن من المتوقع وصول وفد قطري إلى كابل في القريب العاجل في محاولة لحل الخلاف الذي نشب بين الجانبين. ووفقا لصحيفة «دايلي تليغراف» البريطانية، فقد وصل عدد من مسؤولي طالبان بالفعل إلى قطر.

ويضم الوفد بحسب مصادر أفغانية مطلعة شير محمد ستاناكزاي، نائب وزير خارجية طالبان السابق، وشهاب الدين ديلاواري، سفير حكومة طالبان السابق لدى السعودية، ومحمد طيب أغا، أحد المستشارين المقربين من الملا عمر زعيم الحركة.