إيران: تجدد الاحتجاجات في الأحواز.. والأمن يعتقل العشرات استباقا للانتخابات

«هيومان رايتس ووتش» دعت إلى محاسبة المسؤولين عن التعذيب

TT

على امتداد الأسبوعين الماضيين، خرج المئات من المحتجين الأحواز في مدينة السوس الواقعة شمال إقليم الأحواز الذي تقطنه غالبية عربية، بينما كانت تمتلئ المظاهرات التي يتم تنظيمها بلافتات تندد بـ«الاحتلال الفارسي وبسياساته الاستعمارية الجائرة»، وتطالب «بإنهاء احتلاله الإقليم العربي منذ عام 1925».

وقال ناشطون أحوازيون إن المظاهرات التي استمرت أحيانا ليومين متتالين؛ قوبلت بـ«القمع والبطش بواسطة الضرب وإطلاق النار الحي واستخدام مسيل الدموع في تفريق المتظاهرين؛ في حين أن المتظاهرين الأحوازيين كانوا يمارسون مظاهرتهم بكل سلمية، إلا أن هذا الأمر لم يرُق للعدو الإيراني». كما تم اعتقال الكثير من المتظاهرين ونقلهم إلى المعتقلات، بينما قامت فرق من جهاز الاطلاعات (المخابرات الإيرانية) المصحوبة بقوات من الحرس الثوري الإيراني بمداهمة منازل العرب في مدينة السوس الأحوازية مدعومة بمجموعة من الأحوازيين المتعاملين مع الأجهزة الأمنية الإيرانية.

وأشار بيان صادر عن حركة التحرير الوطني الأحوازي إلى أن المواطن الأحوازي محمد جاسم الكعبي، (35 عاما)، توفي بعد اعتقاله تحت التعذيب أثناء التحقيق الذي «كانت تمارس فيه عمليات التعذيب الوحشية بحقه طيلة ثلاثة أيام متواصلة لم يتحملها الشهيد ففارق الحياة». وأشار البيان إلى أن «أهالي مدينة السوس العربية التاريخية تعاني حاليا أقسى أنواع الاضطهاد القومي، وكل من يقع بيد المخابرات الإيرانية إما أن يستشهد تحت التعذيب أو أنه يخرج وهو معاق عضويا، فضلا أن المعتقل يصاب بصدمة نفسية ترافقه طيلة حياته». وقالت الحركة إن «المخابرات الإيرانية قامت بدفن الكعبي من دون علم ذويه تحسبا من اندلاع مظاهرات صاخبة حين رؤية جثمانه الذي يظهر عليه علامات التعذيب الواضحة، بينما حذرت المخابرات الإيرانية (الاطلاعات) ذوي الشهيد بعدم إقامة مجالس عزاء له».

وتشير المصادر الأحوازية إلى أن الاعتقالات في مدينة السوس وحدها تصل إلى العشرات وكلهم من الشباب، في حين ما زالت المواجهات متواصلة في مدينة السوس ومدينة الأحواز العاصمة والحميدية وعبادان والمحمرة والخفاجية وتستر والحويزة، وغيرها من مدن وقرى وصلت لها موجة الغضب العربي الأحوازي الذي يقول الناشطون الأحوازيون إنه يأتي «رفضا للاحتلال الإيراني وقمعه الجائر».

إلى ذلك، أكد قيادي أحوازي في حركة التحرير الوطني الأحوازي، إحدى أقدم حركات التحرر في الإقليم العربي، أن «سكان الأحواز ومنذ تاريخ 14 - 4 - 2011 يعيشون يوم غضب متواصل، وأن القمع الإيراني كبير جدا ومتواصل، والاعتقالات طالت الآلاف من العرب، بينما بلغ عدد الشهداء أكثر من ألف شهيد أحوازي، قتلوا بدم بارد على يد الحرس الثوري الإيراني وعناصر الأمن الإيراني»، معتبرا أن الثورات العربية عززت الأمل لدي الأحوازيين الذين يعتبرون الدول العربية عمقا تاريخيا لهم، متأسفا في ذات الوقت «لأن الدم العربي الأحوازي ينزف دون أن تكون هناك تغطية إعلامية لما يحدث من انتهاكات»، لافتا إلى أن الأمور لن تستقيم للنظام الإيراني إلى ما لا نهاية. وبدورها، قالت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، أمس، إن إيران تحتجز أكثر من 65 من أبناء الأقلية العربية بعد حملة أمنية في ولاية خوزستان الجنوبية بدأت خلال الأشهر القليلة الماضية.

وقالت المنظمة في بيان، استندت فيه على معلومات من نشطاء محليين، إن بعض الاعتقالات على الأقل تمت بناء على خلفية كتابة على جدران منشآت عامة تشيد بثورات «الربيع العربي» وتدعو إلى مقاطعة الانتخابات التشريعية الإيرانية المقرر أن تجرى في 2 مارس (آذار).

وأضافت أن رجلين يدعيان محمد كعبي (34 عاما)، وناصر البوشوكيه ديرافشان (19 عاما)، توفيا أثناء اعتقالهما بسبب التعذيب على ما يبدو. وأشارت المنظمة إلى أنه تم فرض «تعتيم» إعلامي على الحملة الأمنية في إيران التي بدأت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011.

ودعت إلى السماح للمحامين والأقارب بمقابلة المعتقلين الآخرين، ومحاسبة أي شخص مسؤول عن ممارسة التعذيب.

وخوزستان منطقة تقع على الحدود مع العراق ويسكنها نحو مليوني شخص يتحدثون اللغة العربية، وتسودها مشاعر معادية للحكومة الإيرانية منذ سنوات، بحسب المنظمة. واتهم مسؤولون إيرانيون أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية بتأجيج الاضطرابات الإثنية في تلك المنطقة.