حديثه في البرلمان أثار مخاوف من قلة خبرة السلفيين السياسية

مصر: «النور» يقر بخطأ نائبه في اتهام متظاهري التحرير بتعاطي حبوب مخدرة

TT

عاد الجدل مرة أخرى حول الأداء السياسي للتيار الإسلامي بمصر، بعدما اتهم نائب لحزب النور السلفي متظاهرين قرب مبنى وزارة الداخلية بتعاطي مخدر «الترامادول» وتلقي تمويل من جهات خارجية يبلغ 200 جنيه (33 دولارا أميركيا)، بالإضافة لوجبتي طعام (يوميا)، بطريقة أعادت للأذهان اتهامات العقيد الليبي الراحل معمر القذافي للثائرين عليه بأنهم «يتعاطون حبوب هلوسة».

واعترف الدكتور عماد عبد الغفور، رئيس حزب النور السلفي، بالخطأ الكبير الذي وقع فيه النائب، مشددا على أن الحزب لفت نظره لضرورة توخي الحذر في حديثه تحت قبة البرلمان.

وكان النائب محمد مصطفى، عضو حزب النور، هاجم المتظاهرين خلال كلمته في جلسة البرلمان أول من أمس، قائلا إن لديه مقاطع فيديو توضح وجود أشخاص يقومون بتمويل المتظاهرين بمحيط وزارة الداخلية بـ200 جنيه في اليوم، وشرائط من (حبوب) مخدر «الترامادول». وأضاف في الجلسة نفسها: «لا نعرف من هؤلاء الأشخاص ولصالح من يعملون».

ويتظاهر منذ عدة أيام آلاف المصريين في ميدان التحرير وعدة شوارع مجاورة وقريبة من مبنى وزارة الداخلية، خاصة بعد سقوط أكثر من 70 قتيلا في اشتباكات بين مناصري فريقين لكرة القدم في مدينة بورسعيد المجاورة للقاهرة.

ويعد حزب النور السلفي من التيارات الإسلامية التي كانت منبوذة أيام حكم الرئيس السابق حسني مبارك، وحصلت على ترخيص بالعمل بعد سقوط نظامه العام الماضي في ثورة «25 يناير». ويمثل حزب النور السلفي بنحو 120 نائبا في البرلمان، وانتخب أحد نوابه لشغل منصب وكيل البرلمان.

وقال النائب محمد مصطفى، خلال الجلسة التي ناقشت اشتباكات المتظاهرين مع رجال الأمن قرب وزارة الداخلية، إن ما يحدث بمحيط الوزارة «مؤامرة» الهدف منها إسقاط الوزارة، مضيفا أن الشرطي «عندما يدافع عن نفسه نسميه قاتلا، بينما حين يتعدى عليه بلطجي نسميه ثائرا»، مشيرا إلى أن «الموجودين حاليا بمحيط الوزارة ليسوا هم ثوار 25 يناير».

من جهته، قال عماد عبد الغفور إن التعميم في اتهام المتظاهرين بتعاطي «الترامادول» (الحبوب المخدرة) هو أمر خاطئ تماما ونحن لا نقبله، وقال عبد الغفور لـ«الشرق الأوسط» إن «الكتلة البرلمانية لحزب النور لفتت نظر النائب مصطفى إلى ضرورة توخي الحذر فيما يصرح به أعضاء الحزب في مجلس الشعب»، قبل أن يتابع «لا يوجد من هو كبير على الخطأ.. وسوف نتدارك أي أخطاء حدثت في المرحلة المقبلة».

لكن عبد الغفور استدرك قائلا «تصريحات النائب أسيء فهمها، وتم استغلالها في وسائل الإعلام، وأعتقد أنه لم يكن يقصد الإساءة لثوار التحرير بالمرة»، موضحا أن الحزب طلب منه توضيح ما يقصده من هذه التصريحات.

ويعتقد عبد الغفور أن هناك عناصر مندسة بين المتظاهرين، قائلا «أي شخص يذهب إلى ميدان التحرير مدرك لهذا الأمر تماما، لكن الخطأ الذي وقع فيه النائب هو تعميمه». وقال: «أرفض القول إن هذه الواقعة متماشية مع بعض التحليلات السياسية التي تتهم السلفيين بقلة الخبرة السياسية»، قائلا «لدينا أعضاء محترمون للغاية وذوو قدرات علمية كبيرة ولديهم نهم شديد لمزيد من المعرفة والقراءة والتعامل السياسي».