توقعات باستمرار الموجة حتى مارس المقبل.. وارتفاع ضحايا الصقيع والاختناق

أوروبا تلجأ إلى المتفجرات وكاسحات الجليد لإنقاذ آلاف المعزولين

TT

لجأت الدول الأوروبية إلى استخدام المتفجرات وكاسحات الجليد والجرافات أمس للتغلب على موجة الجليد التي تعم أوروبا بصورة غير مسبوقة منذ عقود، بينما قضى نحو 400 شخص بسبب انخفاض درجات الحرارة، وعزل الآلاف بسبب الثلوج، التي صاحبت موجة البرد التي تجتاح أوروبا منذ 11 يوما.. ولا تتوقع هيئات الأرصاد الجوية تحسن الطقس قريبا.

ورغم تحسن الجو قليلا في أوكرانيا التي قتل فيها أكثر من 130 شخصا انخفضت الحرارة إلى ما دون 39 درجة تحت الصفر في منطقة كفيلدا في جمهورية تشيكيا. وعثر على مزيد من الجثث في الشوارع وفي السيارات وفي المنازل، في ألمانيا واليونان وإيطاليا وبولندا والمجر وفي دول البلقان.

كما ذكرت السلطات في صربيا أن الثلوج تحاصر 70 ألف شخص في قرى في شمال البلاد، بينما أعلن مسؤولون «حالة الطوارئ». وفي جهود للحيلولة دون إغلاق المجريين المائيين الرئيسيين في البلاد، استدعى المسؤولون خبراء المتفجرات في الجيش.

وتهدد طبقات الجليد المتراكمة بحدوث فيضانات واسعة في نهر إيبار، بحسب ألكسندر برودانوفيتش، مسؤول المياه في البلاد، مما دفع السلطات إلى اللجوء للديناميت لكسر الكتل الجليدية الضخمة التي تشكلت.

واستأجرت السلطات سفن كاسحات الجليد من المجر لفتح نهر الدانوب، الذي يعد مجرى مائيا رئيسيا لجميع عمليات الشحن التجارية في صربيا. وقالت سلطات الميناء إن الدانوب صالح للملاحة في المناطق المحيطة ببلغراد، ولكن بصعوبة.

وشهدت مناطق أخرى من البلقان فوضى مماثلة، حيث خرج قطار عن مساره بينما كان في طريقه بين مدينة سبليت الساحلية وسط كرواتيا والعاصمة زغرب بسبب الثلوج، ولم ترد أي تقارير عن وقوع إصابات، بينما يحاول الجيش ورجال الإطفاء وأجهزة الإنقاذ إيصال الطعام والأدوية إلى السكان في مئات القرى في جنوب كرواتيا، حيث وصل ارتفاع الثلوج المتراكمة إلى 1.4 متر.. حيث قال أحد السكان: «هذه كارثة، لقد انقطعنا عن باقي العالم.. عربات إزالة الثلوج لا تستطيع الوصول إلينا».

كما عزلت أجزاء كبيرة من شرق وجنوب البوسنة بسبب الثلوج والانهيارات الثلجية، وانقطعت الاتصالات منذ الجمعة بقرية زيملي التي تبعد نحو 30 كلم عن بلدة موستار.. وقال رئيس بلدية موستار لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا نعلم ما الذي يجري هناك. انقطعت عنهم الكهرباء منذ الجمعة كما انقطعت خطوط الهاتف ولا مياه جارية».

وفي رومانيا، تم نقل امرأتين حاملتين بواسطة مروحية من منطقة أياسي الشرقية بعد أن عزلت قريتهما تماما، كما تم نقل امرأة حامل أخرى إلى المستشفى بواسطة جرار في منطقة بالتينيس الشرقية بعد أن علقت عربة الإسعاف في الثلج. وأغلقت المدارس في أنحاء واسعة من البلاد بما فيها العاصمة بوخارست، بينما ألغيت الكثير من رحلات القطارات. وأغلقت نحو 40 في المائة من الطرق، إلا أنه تم استئناف الرحلات الجوية من مطار بوخارست.

واجتاحت عواصف ثلجية بلغاريا بعد يوم من غرق ثمانية أشخاص عقب انهيار أحد السدود في المنطقة الجنوبية الشرقية، كما غرق مواطن بريطاني في فيضان أحد الأنهار في جزيرة سيمي اليونانية بسبب الأمطار الغزيرة.. وارتفع عدد من قضوا بسبب البرودة في اليونان، وكذلك بسبب غاز أول أكسيد الكربون المنبعث من المدافئ، خلال اليومين الماضيين.

وأوضحت أجهزة الرصد الجوي في أوكرانيا أن درجات الحرارة هناك سترتفع إلى ست درجات تحت الصفر، إلا أنها توقعت أن تعود درجات الحرارة إلى الانخفاض إلى ما دون 30 تحت الصفر خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وذكرت وكالة الطقس التابعة للأمم المتحدة أن درجات الحرارة ستبقى منخفضة حتى مارس (آذار)، وصرح عمر بدور، العالم في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: «قد نتوقع أن تبدأ حدة موجة البرد الحالية في الانخفاض ابتداء من الأسبوع المقبل حتى نهاية الشهر».

كما قالت الأرصاد الجوية في بريطانيا إن موجة البرد يمكن أن تستمر أسبوعين آخرين، كما يستمر تساقط الثلوج الكثيف في عطلة نهاية الأسبوع. وفي فرنسا ناشدت السلطات السكان الاقتصاد في الطاقة قدر الإمكان، مع توقعها وصول استخدام الكهرباء إلى معدل قياسي.