الوحدات العسكرية السورية «تتوحد» لقمع الثورة

على رأسها المخابرات العسكرية والجوية وأمن الدولة

TT

يؤكد الناشطون السوريون والضباط المنشقون أن العمليات العسكرية التي يقوم بها النظام في سوريا لقمع الثورة والتي وصلت إلى حد المجازر والقتل الجماعي، تنفذ ضمن عمل موحد اجتمعت فيه كل الوحدات العسكرية التي تنتشر في المناطق السورية، لا سيما تلك التي تشهد تصعيدا ملحوظا في الفترة الأخيرة، خصوصا حمص والزبداني وريف دمشق. وهذا ما يقوله أحد الضباط المنشقين لـ«الشرق الأوسط»، لافتا إلى أن كل الفروع الأمنية؛ وعلى رأسها فروع المخابرات العسكرية والجوية وتليها وحدات أمن الدولة، تقوم بالعمليات على الأرض. ويضيف: «حتى وحدات الدفاع الجوي المعروف عنها أنها متخصصة في مواجهة الطائرات المعادية، تحولت إلى وحدات لقتل الشعب السوري، وهي متمركزة في هذه الفترة بشكل رئيسي في حمص، وتقوم بعمليات القصف بالرشاشات والمدفعية الثقيلة، والأمر نفسه ينسحب أيضا على الوحدات البحرية التي تم نشر زوارقها في مدينة اللاذقية».

ويؤكد الضابط أن «الفرقة الرابعة» تلعب دورا أساسيا في عمليات القتل، ومن المعروف عنها أنها من أقوى وأخطر فرق الجيش السوري وصرف عليها الكثير من الأموال، وهي توازي 5 فرق لناحية قدراتها العسكرية وعديدها العسكري الذي يصل إلى 50 ألف عنصر توزعوا على معظم الأراضي السورية، لكن مهمتها الأساسية تتركز في المناطق المشتعلة في هذه المرحلة، لا سيما في حمص وحماه؛ حيث تتولى مهمة القصف المدفعي وإطلاق راجمات الصواريخ والذخيرة الحية. ويضيف: «ولوحدات الحرس الجمهوري التي يصل عديدها إلى نحو 30 ألف عنصر ويعرف عنها أنها قوات نخبة وتملك سلاحا متميزا، وقعها العملي العسكري أيضا في قمع الثورة السورية وقتل المدنيين، رغم أنها لا تزال متمركزة بشكل رئيسي في العاصمة دمشق، فيما تبقى مهمة بعض الكتائب الأساسية هي عمليات (التأديب الممنهج)، أي عمليات القمع والقتل المروعة التي تفتك بالمدنيين، على غرار ما يقومون به في حمص من ذبح للعائلات والأطفال. مع العلم بأن وحدات الحرس الجمهوري التي تؤازر الوحدات الأخرى في العمليات الأمنية، تنفذ مهامها في المناطق ثم تعود إلى مواقعها الأساسية في العاصمة، حيث يحرص النظام على أن تبقى مسيطرة على الأمن للعمل على القضاء على أي تحركات قد تظهر في أي وقت».

أما وحدات المخابرات على اختلاف فئاتها التي تعتبر قدراتها القتالية محدودة، فقد أكد الضابط أنها انضمت بدورها إلى الجيش، وتقوم بعمليات القتل والاعتقال والتعذيب بعد أن يعمد الجيش إلى اقتحام المناطق.

كذلك، أشار الضابط إلى أن النظام وسع دائرة الوحدات العسكرية التي تشارك في العمليات، من خلاله إدخاله الفرقة 18، المؤلفة من الوحدات الاحتياطية، بعدما استدعى عناصر الاحتياط، ويقدر عديدها بما بين 10 آلاف و15 ألفا.

من جهته، يقول أبو عبد الحمصي، وهو أحد أعضاء مجلس الثورة في حمص، إن النظام في سوريا عمد إلى توحيد جهود الفرق والوحدات العسكرية على اختلافها لقمع الثورة، مضيفا: «كل الوحدات توحدت تحت لواء قتل الشعب؛ من الحرس الجمهوري والأمن السوري، إلى الدفاع الجوي والفرقة 18 والفرقة الرابعة. وللحرس الثوري الإيراني وعناصر حزب الله، دور رئيسي في العمليات التي تنفذ في حمص وغيرها من المناطق السورية، إضافة إلى استقدام أعداد كبيرة من الشباب العلويين وتسليحهم للدخول إلى المنازل وقتل العائلات».

ويلفت الحمصي إلى أن شباب الأحياء والمدن كانوا يتعاونون قبل بدء القصف المدفعي لقتل القناصة الذين كانوا منتشرين على أسطح المباني، من خلال تطوع 3 أو 4 شبان للقيام بمهمة رصدهم، رغم معرفتهم بأنهم سيواجهون الموت، فيقدمون على رمي القناص من على السطح، بعد مفاجأته من الخلف.

ويؤكد أبو عبد أن «الفرقة الرابعة»، هي من أكثر الفرق العسكرية دموية من خلال اعتمادها على كل أنواع الأسلحة الرشاشة والمدفعية. أما الأمن السوري، الذي تملك عناصره سيارات من نوع «جيب»، فيتولون بدورهم مهمة مداهمة المنازل وقتل المدنيين، كما أنهم يدخلون أيضا إلى المستشفيات فيعتقلون الناشطين ويقتلونهم.