وزير الخارجية الفرنسي يدعو إلى بذل كل المساعي لمنع إسرائيل من شن عملية عسكرية ضد إيران

طهران تقول إن بإمكانها ضرب المصالح الأميركية في العالم إذا هاجمتها

ألان جوبيه
TT

في الوقت الذي اعتبر فيه وزير الخارجية الفرنسي، ألان جوبيه، أنه من الضروري «بذل كل المساعي لمنع إسرائيل من شن عملية عسكرية على إيران»، مذكرا بأن «عقوبات غير مسبوقة» قد تقررت ضد طهران وبرنامجها النووي، قال السفير الإيراني في موسكو، أمس، إن إيران قادرة على شن هجمات عسكرية على المصالح الأميركية في جميع أنحاء العالم إذا هاجمتها الولايات المتحدة.

وحاولت واشنطن إجبار طهران على وقف الأنشطة النووية الحساسة التي تقوم بها، من خلال فرض عقوبات تستهدف البنك المركزي الإيراني، ومنح البنوك الأميركية لسلطات جديدة لتجميد الأرصدة الحكومية الإيرانية. وذكر السفير سيد محمود رضا سجادي بأن الولايات المتحدة «سترتكب خطأ فادحا يصل إلى حد الانتحار إذا شنت هجوما عسكريا على إيران، ثاني أكبر مصدر للنفط في (أوبك)».

ولم تعلن واشنطن عن مثل تلك الخطط، لكنها كررت أنها لن تستبعد الخيار العسكري من الطاولة، إذا لم يتسن منع إيران بطرق أخرى من تطوير أسلحة ذرية.

وقال سجادي في مؤتمر صحافي في موسكو إن «إيران لديها قدرة عالية على الوصول إلى مختلف أنحاء العالم لتوجيه ضربات انتقامية لأميركا»، مضيفا أنه «حتى إذا هاجمت، فلدينا قائمة بالضربات المضادة.. ستصاب (الولايات المتحدة) بخيبة أمل لخطئها الكبير».

وتصدر عن إيران بشكل متزايد في الأسابيع القليلة الماضية تصريحات تنطوي على تهديدات للغرب، مع تنامي التوتر بسبب برنامجها لتخصيب اليورانيوم، الذي نقلته الشهر الماضي إلى موقع تحت الأرض في منطقة جبلية لتوفر له حماية أكبر ضد الغارات الجوية المحتملة. وتقول إيران إن برنامجها النووي لأغراض سلمية، بينما تخشى قوى غربية أن طهران تحاول صنع قنبلة نووية.

وقال سجادي إن «قضية شن أميركا هجوما عسكريا على إيران مطروحة على جدول الأعمال منذ سنوات عدة»، مضيفا أن إيران لن تبدأ أبدا بالهجوم.

وهددت إيران بأن ردها على مثل هذه الضربة سيكون «مؤلما»، وتوعدت باستهداف إسرائيل والقواعد الأميركية في الخليج، بالإضافة إلى إغلاق مضيق هرمز الذي يمر منه ثلث النفط المنقول بحرا في العالم.

وتعارض روسيا، أكبر منتج للطاقة في العالم، أي عقوبات أخرى من مجلس الأمن الدولي على إيران بسبب برنامجها النووي، وانتقدت بشدة العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على طهران.

وفي غضون ذلك، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي، ألان جوبيه، أمس، أنه من الضروري «بذل كل المساعي لمنع» إسرائيل من شن عملية عسكرية على إيران، مذكرا بأن «عقوبات غير مسبوقة» قد تقررت ضد طهران وبرنامجها النووي. وأضاف جوبيه، في تصريحات إعلامية، أن فرنسا تقول للمسؤولين الإسرائيليين إن «هذا التدخل يمكن أن تنجم عنه عواقب يتعذر إصلاحها؛ لذلك يتعين القيام بكل شيء لتجنبه»، وتابع: «ومن أجل تجنبه، قررنا تطبيق عقوبات غير مسبوقة»، مشيرا إلى «تجميد أرصدة البنك المركزي وفرض حظر على الصادرات النفطية (الإيرانية)».

ولتطبيق هذه التدابير الأوروبية والأميركية التي ستدخل تدريجيا حيز التطبيق، تحاول فرنسا أن تقنع أيضا «زبائن آخرين لإيران، وخصوصا اليابان وكوريا الجنوبية»، كما أوضح الوزير الفرنسي، معربا عن أمله في أن «تقنع هذه العقوبات النظام الإيراني بالعودة إلى طاولة المفاوضات».

وفي ذلك الإطار، أوضحت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، أن الحكومة الأميركية تعمل على تشجيع نظيرتها الهندية من أجل تقليص اعتمادهم على النفط الإيراني.

وشهدت تجارة إيران النفطية مع الهند، ثاني أكبر عميل لخامها، مشكلات خلال الـ13 شهرا الماضية بعد إلغاء آلية للتسوية. وستسدد الهند قيمة 45 في المائة من مشترياتها من إيران بالروبية، في أحدث محاولة لتسوية النزاع، على أن تستخدمها طهران في سداد قيمة وارداتها من الهند.

وقالت نولاند في تصريحات للصحافيين: «إننا لن نتدخل في المحادثات الهندية - الإيرانية، إننا نشجع الحكومة الهندية، مثلما نشجع حكومات أخرى على مستوى العالم، من أجل تقليص وارداتهم من النفط الإيراني، من أجل تنفيذ مزيد من الضغط على طهران».

وأكدت نولاند أن العقوبات تستثني بعض البنود، مثل المواد الغذائية والدوائية، مضيفة أنها لن تستبق الأحداث بالحكم على ما إذا كانت الشركات الهندية ستلتزم بالعقوبات النفطية. وقالت نولاند: «الحكومة الهندية على دراية كافية بضرورة تقليص الدول لوارداتها النفطية الإيرانية، ونحن نعمل معهم من أجل تنفيذ ذلك بصورة مناسبة».

وسئل جوبيه عما يدور حول هجوم إسرائيلي مقبل، فقال إن هذا الموضوع «مطروح للنقاش»، وأضاف: «هذه تصريحات المسؤولين الإسرائيليين أنفسهم، ويطرح بعض منهم، فعلا القيام بعملية»، موضحا أن «طريق التدخل العسكري ليس الطريق الصحيح»، وواصفا إمكانية حيازة النظام الإيراني قنبلة نووية بأنه «كارثة تنجم عنها عواقب لا تحصى».

إلى ذلك، بعث الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس برسالة سلام إلى الإيرانيين أمس، وقال في كلمة بمناسبة الذكرى الـ63 لإنشاء الكنيست: «لم نولد أعداء، ولا داعي لأن نعيش أعداء»، وأضاف: «لا تسمحوا لرايات العداء بأن تلقي بظلالها على إرثكم التاريخي.. شعبكم حساس ويتطلع إلى الصداقة والسلام، وليس إلى النزاع والحروب».

وكان المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي وصف إسرائيل في خطبة الجمعة بأنها «ورم سرطاني يجب استئصاله»، وأضاف: «من الآن فصاعدا سندعم أي جماعة تقاتل النظام الصهيوني».