مشعل قد يتخذ من الدوحة مقرا مؤقتا ونائبه يقيم في القاهرة

تواصل حماس البحث عن قاعدة تمارس منها نشاطاتها عوضا عن دمشق

TT

لم تجد قيادة حماس في الخارج، حتى الآن بلدا آخر يعوضها عن مقرها الرئيسي في العاصمة السورية دمشق، التي بات من الصعب عليها ممارسة أي عمل أو نشاط سياسي، بسبب الثورة الشعبية التي تعيشها سوريا، منذ نحو عام.. بلد يمكن أن يكون مرتكزا وقاعدة لنشاط أعضاء المكتب السياسي للحركة، الذين كانوا يجدون في دمشق ملاذا لعائلاتهم ومنطلقا حرا لنشاطاتهم وتحركاتهم السياسية. وليس من المتوقع أن تجد هذا البلد على الأقل من دول الطوق، الذي يمكن أن يقبل بأن تنقل مقرها الرئيسي ومركز نشاطها إليه.

وقد رفض الأردن بصراحة ووضوح، هذه الفكرة وإن كان قد رحب بعودة قادة حماس الذين يحملون الجنسية الأردنية كمواطنين عاديين، شريطة عدم ممارستهم العمل السياسي والتنظيمي، مثلهم في ذلك مثل كل الفصائل الفلسطينية من الجبهة الشعبية الديمقراطية وغيرهما. وجاء هذا الكلام واضحا في كلام العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لدى استقباله خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، برفقة ولي عهد قطر، الذي قال لمشعل «أنت مرحب بك في بلدك الأردن، وبإمكانك البقاء فيه المدة التي تريدها».

* مشعل يذكر أن مشعل، المولود في بلدة سلواد في الضفة الغربية، من حملة جواز السفر الأردني، وظل يمارس نشاطه السياسي من عمان كعضو في المكتب السياسي للحركة ورئيس لمكتبها السياسي الذي يشغله منذ عام 1996، وحتى ترحيله عنها عام 1999 إلى قطر قبل أن يستقر في دمشق.

وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، إن قادة حماس لن يعودوا إلى دمشق، على الأقل في ظل الظروف الحالية، لا خوفا على أنفسهم، بل أولا تجنبا للإحراج الذي تسببه لهم الثورة السورية، التي يلعب فيها الإخوان المسلمون دورا رئيسيا، وهي الجماعة التي تنتمي إليها حماس، وثانيا الصعوبات التي تحول دون ممارسة نشاطاتهم بالأريحية التي كانت قائمة قبل الثورة.

ونقل عن مشعل القول إن الأوضاع السياسية في سوريا «لا تسمح لنا بالتحرك، ولن تسمح لنا باستقبال الزوار الذين يرفضون الحضور إلى سوريا» كما حصل مع المبعوث السويسري الذي اضطر مشعل إلى لقائه في القاهرة، وكذلك الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الذي كان يفترض أن يلتقيه، لكن اللقاء لم يتحقق لأسباب لم تذكر.

وبناء على ذلك، فإن من المتوقع أن يبقى مشعل الذي أعاد أسرته، التي يحمل أعضاؤها جوازات سفر أردنية، إلى الأردن، قبل زيارته لها برفقة ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعلى متن طائرته الخاصة، ولو مؤقتا، في العاصمة القطرية التي عاد إليها من الأردن ووقع فيها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ما يسمى «إعلان الدوحة» لتشكيل حكومة انتقالية فلسطينية برئاسة أبو مازن.

وهذا الأمر لا ينطبق على مشعل فحسب، بل على جميع أعضاء المكتب السياسي، باستثناء عزت الرشق، وكبار الكوادر الذين غادر نحو 75 في المائة منهم دمشق. ووفق ما قالته مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، فإن جميع أعضاء المكتب السياسي للحركة غادروا فعلا دمشق ولم يعودوا إليها. وحسب هذه المصادر، فإن قيادة حماس لن تعترف بمغادرة دمشق ولن تقوم بإغلاق مكاتبها ومقارها هناك، بل ستبقي عليها مفتوحة حتى يتبين لها الخيط الأبيض من الخيط الأسود، خاصة أنها لا تتعرض لأي ضغوط من السلطات السورية، كما قالت مصادر فلسطينية أخرى لـ«الشرق الأوسط».

* موسى أبو مرزوق علمت «الشرق الأوسط» من مصادر فلسطينية مطلعة أن موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس الذي يحمل هوية غزة ووثيقة سفر مصرية، يقيم الآن مع أسرته بالقاهرة، وسيستقر في العاصمة المصرية، وهو الآن يبحث عن مسكن له ولأسرته في التجمع الخامس في القاهرة الجديدة، وثمة من يقول إن رأيه استقر على فيلا في هذا التجمع وإنه قرر شراءها.

يذكر أن أبو مرزوق، كما قال مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط»، يقود المعارضة لـ«إعلان الدوحة» الذي وقعه مشعل مع أبو مازن لتشكيل حكومة انتقالية. ويأتي هذا الموقف في إطار الخلافات داخل الحركة. فأبو مرزوق من الطامحين إلى خلافة مشعل في رئاسة المكتب السياسي، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1966، إذ اضطر للتنازل عنه بعد اعتقاله في مطار جون كيندي في نيويورك وهو في طريق عودته إلى عائلته، بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي، وأفرج عنه في إطار صفقة تنازل فيها عن جنسيته الأميركية والقبول بترحيله إلى الأردن، الذي وافق على استقباله وإقامته فوق أراضيه.

* محمد نزال اختار نزال، وهو حامل للجنسية الأردنية وقد رحل مع مشعل من عمان إلى الدوحة عام 1999، الإقامة في الأردن، وهو موجود مع أسرته منذ زمن في عمان، وسيسمح له بالبقاء هناك طالما لا يقوم بأي نشاط سياسي أو تنظيمي متعلق بحماس هناك.

* عماد العلمي خدمت الظروف العلمي، الذي شغل منصب ممثل حماس في طهران. وهو الآن موجود في قطاع غزة الذي عاد إليه الأسبوع الماضي بعد نفي استمر عشرين عاما تقريبا.

* أسامة حمدان وهو عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات الخارجية وممثل الحركة في لبنان، وشغل منصب الممثل الرسمي لحركة حماس في طهران في عام 1994 خلفا للعلمي، وبقي في هذا المنصب حتى عام 1998. يرجح ألا يطرأ تغيير على مكان إقامته، ويتوقع أن يبقى في العاصمة اللبنانية بيروت حيث هو الآن.

* محمد نصر عضو المكتب السياسي الأكثر قربا من مشعل، ويرجح أن يبقى برفقته في الدوحة بعد أن عادت أسرته إلى الأردن.

* سامي خاطر، وهو أيضا من المُرحَّلين عن الأردن عام 1999، وقد يستقر به المطاف في عمان بعدما انتقلت أسرته إلى هناك.

* عزت الرشق الرشق، ربما يكون عضو المكتب السياسي الوحيد الذي لم تغادر أسرته دمشق بعد، لذا يرجح أن يقطع زيارته إلى دمشق إلى حين.

وتتكتم حركة حماس على عدد أعضاء مكتبها السياسي ربما لأسماء أمنية. والأسماء المكشوفة هي للأعضاء البعيدين عن متناول السلطات الإسرائيلية. فهم بالإضافة إلى ما تقدم، محمود الزهار وخليل الحية ونزار عوض الله، وثلاثتهم يمثلون قطاع غزة، وهناك عدد مماثل أو ربما أكثر يمثلون الضفة الغربية، لكن يجري التكتم على أسمائهم خوفا من الاعتقال، وكذلك ممثلو الأسرى في المكتب السياسي.

يذكر أن المكتب السياسي للحركة الذي يدير عمل الحركة الخارجي، ينتخب مرة كل أربع سنوات، وهو مسؤول أمام مجلس الشورى للحركة، الذي اجتمع مؤخرا في الخرطوم بحضور 59 من أعضائه، وهو المخول ترشيح رئيس المكتب، وقد رفض طلب مشعل برغبته في عدم الترشح لفترة جديدة. ويقود عمل الحركة اليومي في غزة والضفة والسجون هيئات يطلق عليه اسم هيئات إدارية، وهي مسؤولة أمام المكتب السياسي.

يذكر أن إسماعيل هنية، رئيس الوزراء المقال، عضو في الهيئة الإدارية للحركة في غزة.