سانتوروم يفوز في 3 ولايات ويقلب حسابات المعسكر الجمهوري

تقدمه على رومني وغينغريتش فاجأ الجميع.. وأعاد إطلاق السباق نحو الرئاسة

سانتوروم وزوجته كارين يحييان المؤيدين في سانت تشارلز بميسوري الليلة قبل الماضية (أ.ف.ب)
TT

أحدث ريك سانتوروم مفاجأة في المعسكر الجمهوري بتحقيقه الليلة قبل الماضية 3 انتصارات في السباق نحو الفوز بتسمية الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية. واعتبر محللون أن تقدم سانتوروم في 3 ولايات، على المرشحين المتقدمين حتى الآن، ميت رومني ونيوت غينغريتش، قد أعاد إطلاق السباق مجددا إلى «الثلاثاء الكبير» في السادس من مارس (آذار) المقبل.

ففي الانتخابات التمهيدية التي شهدتها كولورادو (غرب)، حصل سانتوروم على 40.2 في المائة من الأصوات، متقدما على رومني (34.9 في المائة) وغينغريتش (12.8 في المائة) ورون بول (11.7 في المائة)، بحسب راين كال مسؤول الحزب الجمهوري في الولاية. وشكل هذا الانتصار مفاجأة كبيرة في ولاية كان فيها رومني الأوفر حظا بعد أن فاز في الانتخابات التمهيدية فيها قبل أربع سنوات. وفاز سانتوروم أيضا في مجالس الناخبين في ولاية مينيسوتا (شمال) محققا تقدما ملحوظا على منافسيه، حتى إن رومني حل ثالثا وراء رون بول، وفق نتائج تم الحصول عليها من 86 في المائة من مراكز الاقتراع.

وفي ميسوري (وسط) حيث الانتخابات رمزية لأن الناخبين مدعوون للتصويت ضمن إجراء مختلف في غضون بضعة أسابيع، كان فوز سانتوروم لافتا مع 55 في المائة من الأصوات متقدما على رومني (25 في المائة)، بينما لم يكن غينغريتش مسجلا في تلك الولاية.

وصرح تشارلز فرانكلين المحلل السياسي وأحد مؤسسي موقع «بولستر.كوم»: «إنها ليلة حافلة لسانتوروم وكارثة لرومني. من المؤكد أنها ستعيد إطلاق السباق للثلاثاء الكبير» في 6 مارس المقبل، عندما ستقوم 10 ولايات بالتصويت. وأضاف أنه «حظ كبير لسانتوروم أن يصبح الخيار البديل عوضا عن غينغريتش». وأشاد رومني بفوز منافسه حتى قبل إعلان النتائج في كولورادو، وقال: «لقد كانت ليلة جيدة لسانتوروم. لكنني وعلى الرغم من الخسارة ما زلت مستعدا لقيادة الحزب والأمة».

وفي مؤشر إلى سهرة لم تجر فيها الأمور كما كان متوقعا، عرضت شبكات التلفزيون الأميركية رجلا حاول الاقتراب من رومني على الأرجح للتعرض له، قبل أن يبعده الحرس الشخصي للمرشح الجمهوري.

من جهته، بدا سانتوروم شبه متفاجئ بأدائه. وقال أمام مؤيديه: «من اللافت أن التيار المحافظ لا يزال موجودا وله أداء جيد في ميسوري ومينيسوتا. لست هنا لأكون البديل المحافظ لميت رومني بل لأكون البديل المحافظ لباراك أوباما».

ولا يزال رومني الذي فاز في 3 من الانتخابات التمهيدية منذ انطلاق السباق الانتخابي في مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي، المرشح الأوفر حظا، خصوصا بفضل تمويله وحملته المنظمة بشكل لا يمكن مقارنته بالمرشحين الباقين، إلا أن نجاح سانتوروم يمكن أن يعقد مهمة رومني ويعيد خلط الأوراق، خصوصا إذا نجح سانتوروم في استغلال انتصاره لكسب تأييد الجمهوريين القريبين من حركة «حزب الشاي» المحافظة المتشددة.

وحتى الآن، انقسمت أصوات هؤلاء الناخبين الذين يرفضون الاعتراف برومني، بين عدة مرشحين، وخصوصا سانتوروم الذي فاز في آيوا، وغينغريتش الذي فاز في كارولينا الجنوبية.

ويركز سانتوروم حملته على القيم المسيحية ويرى نفسه رأس حربة الجمهوريين الأميركيين في مواجهة الديمقراطيين.

ويؤكد سانتوروم، المعروف بتصلبه في الفترة التي شغل فيها مقعدا في الكونغرس، أنه بديل محافظ حقيقي للمعتدل رومني. وفي سن الـ53 يعبر هذا المرشح عن مواقف ليبرالية جدا في المجال الاقتصادي.

وجاء على موقع حملته الانتخابية على الإنترنت أن «رؤيته لأميركا هي إعادة عظمتها عبر تشجيع الدين والعائلة والحرية» ما يجعله «محافظا متماسكا على كل الجبهات في أقواله وأفعاله». وخلال المقابلات التلفزيونية أكد مجددا معارضته لزواج مثليي الجنس والإجهاض حتى في حال الاغتصاب، ولوسائل منع الحمل رغم أنه لا يعتزم حظرها. وقال مؤخرا: «أعتقد أن ذلك يؤدي إلى الكثير من الأمراض المنقولة جنسيا وإلى حمل غير مرغوب به، ومن غير السليم أن يقيم الناس علاقات جنسية خارج إطار الزواج».

وهذا الكاثوليكي المتزوج منذ 21 عاما وله سبعة أولاد، ولد في عام 1958 في وينشستر (فرجينيا، شرق) من أب مهاجر من إيطاليا وأم من أصل إيطالي - آيرلندي. وبعدما درس الحقوق، أصبح محاميا في بيتسبورغ المدينة الصناعية الكبرى في بنسلفانيا قبل أن يصبح مساعدا برلمانيا في واشنطن. وريك سانتوروم الذي يهوى رياضة كرة المضرب، انتخب للمرة الأولى في مجلس النواب عام 1990 وهو في سن الثانية والثلاثين حيث هزم منافسا قويا في ولاية ديمقراطية تقليديا. ثم تولى مقعدا في مجلس الشيوخ اعتبارا من 1995 قبل أن تلحق به هزيمة كبرى في 2006. وتميز في الكونغرس بمعركته ضد حق الإجهاض. وبخصوص إيران يرى سانتوروم أن الرئيس باراك أوباما «ساذج» بالنسبة للطموحات النووية التي تنسب لطهران. ووصف هذه الدولة بأنها «دولة دينية متطرفة توعدت بتدمير إسرائيل والحضارة الغربية».