تراجع التشدد الإسلامي في الولايات المتحدة

تقرير: حالات تُهم الإرهاب تتوزع على عدة عرقيات ولا تهدد الأمن الداخلي

رسم لخان المتهم بدعم منظمة إرهابية، أثناء مثوله أمام محكمة شيكاغو الاثنين الماضي (أ.ب)
TT

بينما أدانت محكمة فيدرالية في شيكاغو رجلا أميركيا من أصل باكستاني بسبب إرساله مبلغا من المال إلى منظمة «جيش محمد» التي تنشط في كشمير وتدرجها الولايات المتحدة ضمن قائمتها السوداء - قلل تقرير أميركي من خطر المسلمين المتطرفين في الولايات المتحدة. وبينما استثنى التقرير حالات فردية، مثل حالة شيكاغو، لاحظت مصادر إخبارية أميركية أن الشرطة الأميركية التي أعلنت الحرب على ما سمته «الإرهاب الداخلي» ربما لن تجد غير هذه الحالات المنفردة، التي لا تهدد الأمن الأميركي، ولها صلة بقضايا أجنبية بعيدة.

وأدانت محكمة شيكاغو (ولاية إلينوي) رجا لاهرسيب خان، البالغ من العمر 60 عاما والذي يعمل سائق تاكسي في شيكاغو، بسبب إرساله مبلغ 200 دولار إلى منظمة «جيش محمد» التي قال الادعاء الأميركي إن لها صلة بتنظيم القاعدة. واستند الادعاء إلى أن المنظمتين مدرجتان ضمن قائمة الإرهاب الأميركية. وكان خان قد اعترف بما فعل خلال صفقة لتخفيض الحكم عليه ليكون أقل من عشر سنوات، وربما ثماني، بدلا من السجن المؤبد، الذي كان الادعاء العام طلبه في البداية بحق خان. وعرض الادعاء العام أمام المحكمة، صورة لشيك بألف دولار، أرسله خان إلى أقرباء له في باكستان، إضافة إلى صورة أخرى لخطاب يطلب فيه خان تقديم مائتي دولار من المبلغ الأول إلى منظمة «جيش محمد».

واعتبر التقرير الذي أصدره مركز «تراينغل» لمكافحة الإرهاب في مدينة رالي بولاية نورث كارولينا، أن «موجة الإرهاب الناجم عن أميركيين مسلمين متشددين، التي حذر منها مسؤولون أميركيون كبار، مرارا، لم تتحقق». ورأى أن عدد الاعتقالات والمؤامرات انخفض بشكل حاد خلال العامين منذ ذروة غير عادية في عام 2009. وحسب التقرير، فقد اتُهم من بين الأميركيين المسلمين 20 شخصا فقط على خلفيات «مؤامرات عنيفة أو هجمات في عام 2011». وكان العدد 26 في عام 2010، و47 في عام 2009. وقال التقرير، الذي أعده الأستاذ الجامعي والخبير في المركز، تشارلز كيرزمان، إن «العمليات الإرهابية التي قام بها مسلمون أميركيون لم تشكل تهديدا كبيرا على السلامة العامة». وأضاف أنه من بين نحو 14.000 قتيل في الولايات المتحدة في العام الماضي، لم يقتل أي واحد نتيجة التطرف الإسلامي.

وكشف التقرير أيضا أنه لا توجد جماعة عرقية واحدة تسود وسط المسلمين المتهمين في قضايا الإرهاب التي سجلت في العام الماضي، وأن ستة منهم من أصل عربي، وخمسة من الأميركيين البيض، وثلاثة من أصل أفريقي، واثنين من إيران. واعتبر أن هذا التنوع العرقي لا يختلف كثيرا عن التنوع العرقي وسط الأشخاص الـ19 الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001.

كما كشف التقرير أن 40 في المائة من المتهمين في أحداث سنة 2011 اعتنقوا الإسلام. وهذه زيادة مهمة من نسبة 35 في المائة من جملة المتهمين منذ هجمات سنة 2001.

ورغم عدم صدور رد فعل من المسؤولين الأميركيين على التقرير الذي صدر أمس، رأت تقارير إخبارية أميركية أن هؤلاء يجب أن يحسوا براحة، خاصة بالمقارنة مع أحداث سنة 2009، سنة سلسلة مؤامرات إرهابية وهجمات، منها مقتل 13 شخصا في قاعدة فورت هود العسكرية (ولاية تكساس)، على يدي طبيب نفساني من أصل فلسطيني هو نضال حسن.

وتزامنا مع صدور التقرير، يدور نقاش رسمي وشعبي في الولايات المتحدة حول أسباب لجوء بعض المسلمين في الولايات المتحدة إلى الإرهاب، بينما هم يتمتعون بمستويات عليا من التعليم والدخل، مقارنة مع المتوسط الأميركي.

وزاد هذا القلق بعد اعتقال فيصل شاه زاد، وهو أميركي باكستاني، في سنة 2010 لمحاولته تفجير سيارة في ميدان «تايمز سكوير» في نيويورك. وكان شاه زاد يعتبر من المسلمين المندمجين في المجتمع الأميركي. غير أنه، في كلمة ألقاها عند محاكمته في قاعة كبيرة، وخلال جلسات نقلها التلفزيون، وبعد أن اعترف بما فعل، قال إنه فعل ذلك بسبب تدخل الولايات المتحدة في عدد من الدول الإسلامية.