المعارضة السورية ترحّب بسحب دول الخليج سفراءها وتأمل الاعتراف بالمجلس الوطني

هيثم المالح لـ«الشرق الأوسط»: تلقينا وعودا في هذا الصدد وقد تكون تونس الثانية بعد ليبيا

ثائر الحاجي
TT

لاقت الخطوة التي أقدمت عليها دول مجلس التعاون الخليجي عبر سحب سفرائها من سوريا ودعوة سفراء سوريا المعتمدين لديها لمغادرة أراضيها، ترحيبا من المعارضة السورية التي وجدت فيها بادرة إيجابية باتجاه الاعتراف بالمجلس الوطني ودعم «الجيش الحرّ».

وقال ثائر الحاجي، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد تنسيقيات الثورة السورية والناطق الإعلامي باسمها، إن الاتحاد يوجه الشكر إلى «ملك الإنسانية والرحمة الملك عبد الله بن عبد العزيز، على هذا القرار الشجاع الذي أتى في الوقت المناسب، وإلى حكومات الخليج العربي حكومة وشعبا، ونتمنى أن تحذو باقي الدول نفس الخطوات». وأضاف أن «هذا ما يؤكد أن النظام السوري بات قاب قوسين أو أدنى من السقوط».

وحول زيارة لافروف لسوريا، قال الحاجي لـ«الشرق الأوسط» إن «بشار الأسد أراد إطلاع الروس على أنه سينهي هذه الثورة». وأضاف: «نحن ندد ونشجب هذه الزيارة». وعما نقله وزير الخارجية الروسي من استعداد الأسد للتحاور مع مختلف الأطياف المعارضة في سوريا، قال: «لا حوار مع القتلة، مع المجرمين. والمسألة الوحيدة التي نحن مستعدون للتحاور حولها هي فقط من أجل تسليم السلطة خلال أقل من أسبوعين ومحاكمة بشار وعائلته».

وحول الخطوات التي تقوم بها التنسيقيات، قال عضو المكتب التنفيذي في اتصال هاتفي أمس: «الآن نقوم باتصالات مع جهات خارجية - التي تم الإعلان عنها (أصدقاء الشعب السوري) - كفرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا وأستراليا وبعض الدول العربية، لنتجاوز مجلس الأمن الذي أصبح مثل الجامعة العربية، ونسعى لفرض حظر جوي».

وحول المبادرة التركية الجديدة التي طرحها أردوغان بعد إحباط المشروع العربي - الغربي في مجلس الأمن، قال الحاجي: «نقول لأردوغان كفاك كلاما إعلاميا.. يجب تأكيد ما قلته سابقا ولن نسمح بإسالة دماء الشعب، ولن نقبل أية مبادرة لا تنص على رحيل الأسد ومحاكمته».

وأضاف: «نحن سنصعد العمل الثوري، ونحن في الاتحاد نناشد العرب إلى دعم الجيش الحر في الداخل».

ومن جهته، وحول سحب سفراء مجلس الخليج، اعتبر هيثم المالح، عضو المجلس التنفيذي في المجلس الوطني، أنّ هذه الخطوة مهمّة جدا. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نأمل أن تتبعها خطوات مماثلة من كلّ الدول العربية للمساهمة في إسقاط النظام الماكر والفاشل والخارج عن القانون المحلي والدولي»، مضيفا: «إن سحب هؤلاء السفراء الذين هم أذرعة الأجهزة الأمنية السورية، يساهم في عزل النظام عزلا كاملا ويساعد الشعب في الوصول إلى هدف ثورته».

وأعلن المالح أنّ تصريحات ووعود عدد من وزراء الخارجية العرب ولا سيّما منهم دول الخليج العربي، الذين التقاهم المجلس الوطني، تصب في اتجاه الاعتراف القريب بالمجلس الوطني السوري. لافتا إلى أنّه قد تكون تونس الدولة الثانية التي ستعترف في وقت قريب بالمجلس بعد ليبيا. وأعلن المالح أنّ الاجتماع الذي يعقده المجلس التنفيذي للمجلس الوطني في قطر في هذين اليومين، سيضع خطّة تحرّك دبلوماسية للمرحلة المقبلة وللتواصل مع الدول العربية والأوروبية.

وفي حين أشار المالح إلى أنّ ما يقوم به النظام في المرحلة الأخيرة من قصف للمدن والأحياء وارتكاب المجازر بحق الشعب السوري يضع مسألة دعم الجيش الحرّ على نار حامية، لفت إلى أنّ المجلس تلقّى وعودا بتقديم هذا الدعم من عدد من الدول العربية.

وكان المجلس الوطني السوري قد ثمّن في بيان له طلب دول مجلس التعاون الخليجي من السفراء السوريين المعتمدين لديها مغادرة أراضيها، معربا عن تقديره «لموقف دول مجلس التعاون الخليجي بطرد سفراء النظام السوري على الفور وسحب سفرائها من دمشق تنديدا بالمجزرة الجماعية التي ينفذها النظام بحق الشعب السوري وخصوصا في حمص».

وعبّر المجلس عن أمله بأن تتعزز تلك الخطوة بإعلان الاعتراف الرسمي بالمجلس الوطني بوصفه ممثلا لإرادة الثورة والشعب في سوريا»، مناشدا «كل الدول العربية والبلدان الصديقة طرد سفراء النظام وقطع العلاقات الدبلوماسية معه».

ومن جهته، رحّب نائب قائد الجيش الحرّ العقيد مالك الكردي بخطوة دول مجلس التعاون الخليجي. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كان على الدول العربية أن تقدم على هذه الخطوة منذ بدء الثورة السورية، واليوم لا يزال مطلوبا من الدول العربية الأخرى والدول الأوروبية القيام بالخطوة نفسها».

وفي حين اعتبر الكردي أنّ طرد دول الخليج لسفراء سوريا، سيدفع باتجاه دعم الجيش الحرّ والثورة وسيساعد الدول الأوروبية على اتخاذ موقف أكثر وضوحا وأكثر قوّة، أكّد أن الجيش الحرّ لم يحصل لغاية الآن على الدعم اللازم. وقال: «نستبشر خيرا، لا سيّما أنّ عددا كبيرا من رجال الأعمال السوريين اتصلوا بنا وأبدوا استعدادهم لتقديم الدعم اللازم للجيش والثورة». مضيفا: «إذا تلقينا الدعم والتسليح الجيّد فعندها وتيرة عملياتنا ستتغيّر ولن نبقى في موقف المدافع ودماء شعبنا الذي أصبحنا نشعر أمامه بالحرج، تسيل في كلّ المناطق السورية». وأكّد الكردي أنّ الجيش الحرّ هو في المرحلة الحالية يتلقّى الضربات ولا يقوى على مواجهة القصف المدفعي، لكنّه أضاف: «نحن الآن نستعدّ لخوض معركة حرب شوارع في المرحلة المقبلة، لأنّ القصف الذي يقوم به اليوم النظام على المناطق السورية، هو تمهيد من الجيش المعادي لاقتحام المناطق حيث ستبدأ عندها مهمّتنا في مواجهته بحسب إمكانياتنا العسكرية والدخول معه في حرب شوارع».