بان كي مون يطرح ضم مراقبين دوليين مع فريق الجامعة العربية

باريس تؤيد عودة المراقبين للعمل لكن بضمانات.. والمعارضة السورية ترفض المقترح

عناصر من «الجيش السوري الحر» يسيرون في شوارع إدلب أمس (أ.ب)
TT

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أنه يدرس حاليا إرسال فريق من المراقبين التابعين للأمم المتحدة مع فريق الجامعة العربية إلى سوريا، موضحا أنه ناقش مع الأمين العام للجامعة العربية في اتصال هاتفي سبل إنهاء القتل والتوصل لحل للأزمة، وأن العربي أخبره بأنه ستتم إعادة نشر فريق المراقبين التابعين للجامعة العربية في سوريا، وأن الجامعة العربية ستطلب مساعدة الأمم المتحدة في هذا الخصوص. وتابع كي مون قائلا «نحن لم نتناقش في هذا الأمر بعد، وسوف ندرسه في الأيام القليلة المقبلة».

وردا على سؤال بشأن مدى شرعية الرئيس السوري بشار الأسد، قال الأمين العام «إذا استمرت أعمال القتل في سوريا، فإن شرعية الأسد كرئيس لسوريا سوف تتآكل.. وقد كررت ذلك من قبل.. إن شرعيته تتآكل، والموقف الحالي غير مقبول، فهناك أكثر من 5 آلاف قتيل في سوريا حتى الآن، ولا ندري كم من السوريين سوف يموتون حتى يتوقف العنف».

ومن جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن الإعلان عن عودة المراقبين العرب إلى سوريا «يصب في الاتجاه الصحيح، شرط أن يتمكنوا من ممارسة مهمتهم بحرية وبشكل كامل». وعبرت أيضا عن تأييدها لعقد مؤتمر تنظمه أنقرة حول الأزمة السورية. وقال الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو إن المراقبين «يجب أن يتمكنوا من التنقل بحرية، ومن إجراء كل الاتصالات اللازمة». وقال الناطق الفرنسي إن «التعاون بين الأمم المتحدة والجامعة العربية في إطار هذه العودة يجب أن يتيح لها مواصلة عملها بشكل فاعل وموثوق»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

من جهة أخرى، أبدت فرنسا تأييدها لمبادرة تركيا الهادفة إلى تنظيم مؤتمر دولي «في أقرب وقت» حول الأزمة السورية. وتابع الناطق الفرنسي أن وزير الخارجية آلان جوبيه «بادر لإجراء اتصالات مع كل نظرائه لا سيما (الوزير التركي أحمد) داود أوغلو، في كل الدول الراغبة في وقف القمع في سوريا وتطبيق مبادرة الجامعة العربية بكل أبعادها» من دون تحديد الوزراء المعنيين.

ومن جانبه، قال ثائر الحاجي، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد تنسيقيات الثورة السورية والناطق الإعلامي باسمها، في اتصال هاتفي مع الشرق الأوسط أمس، إن اتحاد التنسيقيات يرفض «مبادرة العربي رفضا تاما، ونرى أنها فقط إضاعة للوقت، والأشرف للعربي أن يصمت ويترك الملف للدول الغربية والعربية الشقيقة التي اتخذت مواقف مشرفة، والجامعة العربية فقدت مصداقيتها ولا نرى أنها حريصة على الشعب السوري، هي فقط حريصة على إطالة عمر النظام. ونكرر.. أي مبادرة تكون مقبولة فقط لتسليم السلطة ومحاكمة (القتلة)».

ومن جهته، عقد السفير التركي بالقاهرة حسين عوني لقاء مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أمس بمقر الجامعة. وبينما رفض السفير الإفصاح عن نتائج اللقاء، قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن تركيا تطرح مبادرة لحل الأزمة السورية بالتنسيق مع الجامعة العربية.

وبينما قام وزير خارجية تركيا بزيارة إلى واشنطن لبحث مبادرته لحل الأزمة السورية، والتي من بينها عقد مؤتمر دولي لمناقشة الأزمة، أشارت بعض المصادر إلى أن تركيا ترى أهمية معالجة المشكلة من خلال برنامج مشترك خارج رعاية الأمم المتحدة.

وعن زيارة وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو واجتماعه المقرر الأسبوع المقبل مع هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، قالت نولاند، إن «الدور التركي جزء من الدور العالمي للحكومات التي تريد الاتفاق على أشياء معينة». وقالت إن كلينتون كانت قابلت الوزير التركي في ميونيخ في الأسبوع الماضي، خلال مؤتمر الأمن الأوروبي. لكن «كانت مقابلة عابرة». وإن الوزيرة «تنتظر مواصلة المشاورات عندما تقابل وزير الخارجية التركي».

وبينما كان الوزير التركي تحدث عن «مؤتمر عالمي» كخطوة فعلية لجمعية أصدقاء سوريا، قالت نولاند إنها لا تريد أن تسميه «مؤتمرا» أو «اجتماعا». وإن «المشاورات التي تتم حاليا هي لتقديم إطار للجمعية، قبل الدخول في عملية التنفيذ».

وعن «جمعية أصدقاء سوريا»، قالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، إنها «مفتوحة لكل من يريد مساعدة سوريا الديمقراطية، ودعم خطة الجامعة العربية». ودون الإشارة إلى تصريح روسي رسمي انتقد الجمعية، قالت: «نحن نقوم في الوقت الحالي بدراسة كل الخيارات، والمؤهلات، والمساهمات».

وعما إذا كانت الجامعة العربية تعتزم إرسال بعثة مشتركة مع الأمم المتحدة، قالت المصادر إن هذا الطرح مرهون بموافقة دمشق، خاصة أن تركيبة البعثة في البروتوكول المتفق عليه تنص على أن يكون أعضاء البعثة عربا، لكن انسحاب ثماني دول عربية من عمل البعثة يعوق طبيعة عملها. وأوضحت المصادر أن وزراء الخارجية العرب سوف يبحثون مقترحات الدكتور نبيل العربي الخاصة بالبعثة وطرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبادرة تركيا، في الاجتماع الوزاري المقرر عقده في 12 فبراير (شباط) الحالي، من أجل العمل على حقن دماء الشعب السوري.