ليبيا: تأهب أمني خشية وقوع أعمال إرهابية قبيل أسبوع من انطلاق احتفالات الثورة

رئيس أركان الجيش الليبي: احتمال وقوعها وارد ونأخذها على محمل الجد

TT

كشفت مصادر ليبية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، عن وجود مخاوف حقيقية من احتمال قيام ما وصفتهم بعناصر من الطابور الخامس الذي ما زال يحتفظ بموالاته لنظام العقيد الراحل معمر القذافي، بعمليات إرهابية واسعة النطاق في عدة مدن ليبية خاصة في العاصمة طرابلس بالتزامن مع الاحتفالات الرسمية والشعبية المتوقعة الأسبوع المقبل بمناسبة مرور عام على اندلاع الثورة الشعبية ضد القذافي في 17 فبراير (شباط) من العام الماضي. وأوضحت المصادر، التي رفضت ذكر اسمها، في تصريحات خاصة عبر الهاتف من طرابلس أنه سيتم تعزيز الإجراءات الأمنية في طرابلس تحسبا لوقوع أي هجمات أو أعمال إرهابية، مشيرة إلى أن من لا يزالون يتوهمون إمكانية عودة نظام القذافي مجددا إلى السلطة يسعون إلى التشويش على الاحتفال بنجاح الثورة الشعبية ضده.

ولم تفصح المصادر عن المزيد من التفاصيل أو تحدد طبيعة الهجمات المحتملة، لكن اللواء يوسف المنقوش، رئيس أركان الجيش الوطني الليبي، حذر أول من أمس من احتمال شن أنصار القذافي هجمات في الذكرى الأولى لاندلاع ثورة 17 فبراير ضد القذافي، وقال في تصريحات عقب اجتماعه مع الملحقين العسكريين الأجانب في طرابلس: «يجب علينا أن نبقى متيقظين، في 17 فبراير الجاري قد تحصل حوادث يقف وراءها أنصار القذافي»، مؤكدا أن هناك «مخاوف من أن تحدث هجمات في هذا التاريخ». وبينما يقول ناشطون سياسيون ليبيون إن الترويج لهذه المخاوف يمثل فزاعة يستخدمها المجلس الانتقالي الليبي ضد منتقديه لتفويت الفرصة على مطالبهم بشأن إعادة تصحيح مسار الثورة الشعبية، وتطهير المجلس والحكومة المؤقتة من فلول نظام القذافي، فإن قياديين عسكريين من الثوار قالوا في المقابل لـ«الشرق الأوسط»: «إنهم يأخذون هذه التهديدات على محمل الجدل ويتحسبون لها». وأعلن المجلس الانتقالي إحباط أجهزته الأمنية لأكثر من محاولة إرهابية في الآونة الأخيرة، لكنه لم يقدم أي دلائل ملموسة على صحة هذه المعلومات». وقال تجمع سرايا الثوار في المنطقة الشرقية إن كل كتائب وسرايا الثوار التابعة له أعلنت تأهبها التام لوقف أي تجاوز أو فوضى قد تحصل في الأيام القادمة، حرصا على أمن وسلامة المواطن الذي ينشد الاستقرار. وأكد التجمع في بيان نقله موقع «المنارة» الليبي الإلكتروني حرصه التام على إقامة دولة المؤسسات والنظام والعدل والرخاء والمساواة، مضيفا أنه «مستمر في دوره لإنجاح الثورة حتى تتحقق جميع المطالب التي ينادي بها الشعب الليبي والتي ثار من أجلها وبذل كل ما يملك»، مؤكدا أخذ كل الاحتياطات والتدابير اللازمة لتأمين أحياء وشوارع ومؤسسات المنطقة الشرقية بالكامل تحسبا لأي تحرك من الطابور الخامس ومثيري الشغب والفوضى.

إلى ذلك، زار أيان مارتن، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، للمرة الأولى أمس مدينة سرت مسقط رأس القذافي للوقوف على حجم الدمار الذي لحق بالمدينة خلال حرب تحريرها من قوات القذافي.

من جهة أخرى، اطلع وفد مفوضية الاتحاد الأوروبي الذي يزور مدينة مصراتة على آلية الانتخابات لعضوية المجلس المحلي للمدينة والخطوات المتخذة في هذا الإطار. وأعرب وفد المفوضية خلال اجتماع عقده أمس مع أعضاء من اللجنة العليا المستقلة للانتخابات والمجلس المحلي لمدينة مصراتة، عن استعداد المفوضية لمد يد العون لإنجاح التجربة الديمقراطية الوليدة في المدينة.