الدبابات تعود للشارع المصري في ذكرى تنحي مبارك.. وجدل حول العصيان المدني

«العسكري» يهاجم الجامعة الأميركية.. ونشطاء يصفون انتشار وحداته بـ«استعراض قوة»

TT

تصاعدت في مصر أمس حدة الجدل بشأن الدعوة إلى إضراب عام غدا (السبت)، والتي دعا إليها طلاب مدارس وجامعات حكومية وخاصة، بالإضافة إلى قوى وحركات سياسية، ورفضتها معظم التيارات الإسلامية وبعض الأحزاب الليبرالية.. بينما كان الرد الرسمي على الدعوة أكثر حدة، مع اتهامات السلطات المصرية الداعين للإضراب بـ«العمل على إسقاط الدولة»، من خلال تبنيهم الدعوة للعصيان ومحاولتهم إدخال البلاد في نفق مظلم.

وبينما طيرت وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية صور إعادة انتشار وحدات الجيش في شوارع العاصمة المصرية وعدد من المحافظات، استعدادا لبدء الإضراب الذي يتزامن مع ذكرى تخلي الرئيس المصري السابق حسني مبارك عن السلطة في البلاد - علق مصدر بالجيش المصري، طلب عدم ذكر اسمه، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا معلومات تفيد بوقوع حوادث سرقة وتخريب بالتزامن مع دعوة الإضراب، لهذا انتشرت قوات تأمين الجيش من دبابات ومدرعات وجنود لحماية الشعب المصري»، مشيرا إلى انتشار القوات بطول الطريق الدائري وطريق المحور وأمام المنشآت العامة والحيوية، موضحا أن القوات لديها تعليمات بالعودة إلى ثكناتها صباح يوم الأحد 12 فبراير (شباط)، إن لم تحدث أي تطورات تؤثر على الحالة الأمنية للشارع المصري.

من جهته، قال إبراهيم عبد العزيز، وهو سائق تاكسي: «أتجول في شوارع القاهرة ولم أر قوات للجيش تقف أمام مؤسسات أو بنوك أو أمام فنادق»، مضيفا أنه قرر عدم المشاركة في الإضراب.. «أعتقد أن الجيش نزل للشارع لكي يحرس مؤسساته، الجيش لا يستطيع أن يدخل في مواجهات مع الناس لوضعه الحساس بعد الأحداث الأخيرة»، مشيرا إلى أن الجميع على يقين بقدرة الجيش في استعادة الأمان للشارع المصري، ولكن الجميع لا يريد أن يظل تحت حكم العسكر.

وقال السيد صبري، طالب جامعي: «عقب تولي الجيش زمام الحكم بدأ رصيده يتناقص لدى الناس والآن نفد هذا الرصيد تماما، الجيش قام بالعديد من المواجهات ضد الشعب المصري، وهو ما لم نكن نسمع عنه من قبل».

وفي غضون ذلك، شن أدمن (مسؤول) الصفحة الرسمية للقوات المسلحة المصرية، هجوما عنيفا على الجامعة الأميركية بالقاهرة، قائلا إن الجامعة وقفت وراء المخطط الداعي للعصيان المدني في مصر يومي السبت والأحد المقبلين، من خلال عدة طرق مثل زيادة الاحتقان بين الطلبة والعسكر، والترويج لحملة «كاذبون» بالجامعة الأميركية، وغيرها من الوسائل التي عددها الأدمن لإدخال البلاد في نفق مظلم وفي حالة من العداء بين الشعب والجيش.

وقال الأدمن إن المجلس العسكري يكفل حرية التظاهر والاعتراض بشرط ألا تتسبب في الإضرار بالصالح العام، مؤكدا أن العلاقات الاستراتيجية مع مصر الثورة لن تكون إلا في إطار المصالح المتبادلة، وأن «مصر لن تبتز أو تذل».

وقال نشطاء مصريون إن قوات الجيش ألقت القبض على نشطاء أثناء توزيعهم لبيان يدعو إلى المشاركة في الإضراب يوم السبت، ولم يتسن التأكد من صحة المعلومات من مصادر مستقلة.

بينما اجتمع أمس نحو 40 حركة وائتلافا ثوريا بمقر حزب «غد الثورة» لمناقشة ترتيبات الدعوة للإضراب والعصيان المدني، وأعلن المشاركون عقب اجتماعهم عن تنظيم مسيرات كثيرة اليوم (الجمعة) عقب الصلاة، تنطلق من عدد من الميادين العامة والمساجد في اتجاه وزارة الدفاع بحي العباسية (شرق القاهرة).

وقال المشاركون في الاجتماع إن تنظيم مسيرات الجمعة يعد تمهيدا للعصيان المدني المقرر اليوم التالي (السبت)، وأوضح منسق اتحاد شباب الثورة حمادة الكاشف، لـ«الشرق الأوسط»، أنه تجري حاليا اتصالات مكثفة مع عدد من القيادات العمالية لتوسيع نطاق الإضراب، وتوقع مشاركة قطاعات عمالية كثيرة في العصيان المدني.

إلى ذلك، هاجم مصدر عسكري رفيع المستوى، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، الدعوة التي وجهتها منظمة العفو الدولية للتضامن مع العصيان المدني في مصر غدا، وقال «على المنظمة أن تدعو إلى إيجاد حل لما يحدث في سوريا، ودماء السوريين تراق في الشوارع.. عليها أن توقف نزيف الدم الفلسطيني، الذي لا تمر ساعة إلا وإسرائيل تهدر دماء الفلسطينيين فيها، ولا نسمع شيئا من مثل هذه المنظمات، التي تدعي حماية الشعوب.. إن المنظمات الدولية عليها أن تراجع دورها الحقيقي، وأن تقف من جميع الدول والشعوب على مسافة واحدة».