عدد اللاجئين من حمص الى دمشق في تصاعد

يعيشون في رعب وفاقة.. وناشطون دمشقيون يساعدونهم رغم المخاطر

طفلان سوريان يمشيان تحت المطر أمس في مركز للاجئين السوريين على الحدود التركية (رويترز)
TT

أصبح من الصعب تحديد عدد اللاجئين الذين توافدوا على العاصمة السورية دمشق، وهم منتشرون في مختلف مناطق المدينة، وتنسق جماعات محلية في كل منطقة لإيوائهم. ولكن مع تصعيد نظام الأسد للقصف على حمص في الأيام الأخيرة، تصاعد عدد العائلات الفارة إلى دمشق بشكل ملحوظ، وأصبح صعبا جدا البحث عن مساكن لهم حسب ما قالت ناشطة متطوعة بتقديم مساعدات للاجئين لدمشق لصحيفة «الدايلي تلغراف» البريطانية.

وأضافت الطالبة هناء «إنهم كثيرون، كثيرون جدا، كل من في البلاد يهربون».

ويتصرف الناشطون السوريون بكل سرية خوفا من أن يعاقبوا بتهمة مساعدة «الخونة»، ويقومون بتوزيع الأغطية، والماء وأكل الرضع. ويقع اعتماد بعض المنازل كمراكز لإجراء العمليات الجراحية حيث يخاف الناس اللجوء للمستشفيات، ويتم الاعتماد فيها على معدات تم التبرع بها.

والبعض الآخر تعتمد كأماكن لإقامة العائلات التي تعيش رعبا وخوفا من أن يتم القبض عليها من طرف أجهزة النظام السورية.

وقامت صحيفة «الدايلي تلغراف» البريطانية هذا الأسبوع بمتابعة مجموعة مكونة من ثلاث سيدات وطالب وصيدلي وأستاذ في مقاطعة برزا في دمشق والذين اشتروا أغراضا للوافدين الجدد من حمص.

ويتم تنظيم الأدوار داخل المجموعة لتوزيع المساعدات بطريقة سرية جدا، ويبعث أعضاؤها رسائل مشفرة عبر هواتفهم وتنسق النساء ويعملن مع بعضهن ولا أحد يعرف الاسم الكامل للطرف الآخر الذي يتعامل معه.

وقالت زينب وهي مدرسة لـ«الدايلي تلغراف» إن «عملنا خطر، وإذا قبض علينا وتحت التعذيب يمكننا البوح بأكثر مما يجب من المعلومات، فمن الأحسن أن لا نعرف عن بعضنا، وبنينا علاقاتنا عبر الإنترنت، وبعدما علمنا أننا يمكن أن نثق ببعضنا تجمعنا للعمل معا».

وأخذ الناشطون الصحيفة البريطانية إلى منزل آمن حيث فتح طفل في التاسعة من عمره وكان «رجل البيت» الباب الحديدي الأبيض المتين بقدر يسمح فقط بالدخول. وكانت أخواته الأربع يختبئن في جانب من الغرفة لسلامتهن. ووقفت الأم التي يبدو عليها الإنهاك وسط غرفة الجلوس الخاوية ومنعها خوفها الشديد وتعبها من التكلم عن حالتها، وكانت قد هربت صحبة عائلتها من منطقة كرم الزيتون في حمص قبل أسبوع.

هم يعيشون من دون تدفئة ويفترشون الأغطية بدلا عن الزرابي على الأرض لمقاومة برد الأرض الحجرية، وعلى الغطاء يضعون 5 مفارش. وقالت زينب «جلبنا كل شيء لهذه العائلة، الأغطية، والمفارش، يجب أن نساعدهم، إنهم يعانون». وأضافت «لا يعرفون أحدا هنا، وليس لهم مال، ويخافون من الخروج من البيت، هم يحتاجون إلى كل شيء طول الوقت».

وقالت الطالبة هناء إنهم يحاولون توفير الدواء للاجئين لدمشق، وإنهم يتنقلون بسيارتهم في أرجاء دمشق مخبئين الأدوية تحت الكرسي الأمامي للسيارة. وتحدثت عن أن من لجأوا إلى دمشق أغلبهم من العائلات المكونة من نساء وأطفال فقط فالرجال إما تم القبض عليهم أو قتلوا من طرف أجهزة النظام السوري أو منهم من اختار العودة للقتال في حمص. وقالت إنهم يحاولون جمع التبرعات المالية لهم من دمشق، ليتمكنوا من دفع إيجار مساكن لهم. واستدركت أن بعض الناس لا يتجرأون على تأجير مساكن لهم لأنهم يخافون من الأجهزة الأمنية التي قد تحاسبهم على مساعدتهم.