طلاب «الإخوان» يوقفون تصوير مسلسل تلفزيوني في جامعة مصرية

اعترضوا على قصر ملابس الممثلات.. والمخرجة تبكي خوفا على حرية الفن

TT

في واقعة جددت مخاوف الأوساط الفنية والأدبية في مصر بشأن حرية الفن والإبداع، خاصة بعد هيمنة التيارات الإسلامية على مقاعد البرلمان، قام عدد من الشباب الجامعي المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين في كلية الهندسة بجامعة عين شمس، بمنع فريق عمل سينمائي من تصوير أول مشاهد مسلسلهم التلفزيوني بباحة الجامعة. ورفضوا السماح لفريق عمل المسلسل الذي حمل عنوان «ذات» ببدء التصوير بسبب اعتراضهم على ملابس الممثلات المشتركات في العمل، التي وصفوها بـ«القصيرة» وغير الشرعية. وعلى الرغم من محاولات فريق العمل توضيح أن الملابس مصممة خصيصا لتواكب فترة السبعينات التي كانت فيها ملابس طالبات الجامعة بهذه المواصفات، فإن شباب الجماعة أصروا على موقفهم، مما دعا مخرجة العمل، كاملة أبو ذكري، إلى إلغاء التصوير.

وقالت أبو ذكري: «طلاب اتحاد هندسة عين شمس رفضوا تصوير المشاهد، وأيدتهم إدارة الجامعة رغم أننا حصلنا على كل الموافقات الأمنية اللازمة لتصوير العمل، وحصلنا أيضا من قبل على موافقة إدارة الجامعة»، وتابعت: «حاولنا إقناع الطلاب بأن تلك الملابس ضرورية لكي تناسب الفترة الزمنية التي يتم رصدها وهي فترة السبعينات من القرن الماضي التي كانت تتميز ملابس النساء فيها بالقصر، وكانت طالبات الجامعات يرتدين فساتين قصيرة، ولم يكن أحد يعترض وقتها على ذلك؛ إلا أن موقف طلاب (الإخوان) لم يتغير قيد أنملة». ووصفت كاملة هذا الموقف بالحزين، وأنه جعلها تبكي وتشعر بالخوف على مستقبل حرية الفن والإبداع في مصر بعد صعود تيار الإسلام السياسي الذي فاز بأكثر من 70% من مقاعد مجلس الشعب المصري، لكنها أبدت عزمها على استكمال تصوير العمل في أماكن أخرى، وتبحث عن مكان بديل لجامعة عين شمس، بشرط أن يتميز بالطابع الأثري ولا تظهر عليه ملامح الحداثة.

بدورها، أبدت كاتبة سيناريو العمل مريم نعوم غضبها الشديد من الموقف الذي تعرضت له بطلات العمل ومنهن الفنانة نيللي كريم، وقالت نعوم لـ«الشرق الأوسط»: «لا أكاد أصدق عيني، فهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها منع تصوير عمل فني بسبب أن ملابس البطلات قصيرة، فهل المطلوب عندما نرصد فترة السبعينات والستينات من القرن الماضي أن نتغاضى عن طبيعة ملابس الفتيات وقتئذ؟ وهل نجعلهن يرتدين الحجاب حتى يرضى عنا ممثلو التيار الديني؟».

من جهته، قال محمود غزلان، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين لـ«الشرق الأوسط»: «لم أسمع عن هذه الواقعة»، مؤكدا أن الجماعة على تعهداتها السابقة بحماية حرية الفن والإبداع.

وأعلنت «جبهة حرية الإبداع المصري» اعتراضها الشديد على وقف تصوير المسلسل، وأكدت الجبهة أنها ستشكل لجنة لدراسة الموقف، وعلى ضوء تقريرها ستتخذ إجراءات للوقوف مع أسرة العمل وإعلان التضامن معها، وأنها ستبذل قصارى جهدها لكي لا يتكرر ذلك الأمر مستقبلا.