عدنان للقاضي: أنا لا أستعرض بل أضرب ضد التعذيب والاعتقال الإداري

تأجيل محاكمة الأسير الفلسطيني التي عقدت في مستشفى.. والطلب من النيابة كشف «البنود السرية»

مظاهرة تضامنية مع الأسير المضرب عن الطعام عدنان خضر في مدينة جنين التي يتحدر منها أمس (أ.ب)
TT

أجلت محكمة إسرائيلية عقدت في مستشفى في إسرائيل إلغاء أو تثبيت الحكم الصادر بحق الأسير خضر عدنان بالسجن إداريا 4 أشهر، وطلبت من النيابة الإسرائيلية كشف الوثاق السرية المرتبطة بقضية عدنان الذي يخوض إضرابا عن الطعام منذ 55 يوما ضد سياسة الاعتقال الإداري التي طالته أكثر من مرة.

وعقدت جلسة الاستئناف لعدنان، في مستشفى «زيف» في صفد، بعدما رفض الأطباء نقله من هناك إلى محكمة عوفر الإسرائيلية قرب رام الله، بسبب سوء حالته الصحية. وقال مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير، المحامي جواد بولس، إن القرار جاء بعد مداولات جرت بخصوص عملية نقل الأسير عدنان إلى المحكمة في عوفر في ظل ما يعنيه من وضع صحي خطير. وأوضح أن رئيس قسم الأمراض الباطنية في مستشفى زيف في صفد وجه رسالة لمحكمة «عوفر» العسكرية قال فيها «إن الأسير خضر يرفض أي علاج وأي فحص ووضعه صعب للغاية، وبدأت معدته تفرز سائلا يميل لصفرة»، موضحا أن «عملية نقله عبر سيارة إسعاف قد تسبب له مضاعفات صحية خطيرة نتيجة لعدم توازن الأملاح في جسده». وحاولت محكمة عوفر تأجيل الجلسة إلى موعد آخر وعدم عقدها نهائيا، إلا أن المحامي بولس اعترض على القرار، وأصر على أن يتم عقد الجلسة كما هو مقرر، فتقرر عقدها في غرفة طعام المستشفى.

وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، لـ«الشرق الأوسط»، إن القاضي استمع إلى الأسير نفسه وإلى المحامين وإلى النيابة الإسرائيلية وطلب من النيابة تقديم الوثائق السرية التي تدين عدنان بحسب زعمهم قبل أن يقرر. وبحسب فارس فقد شهدت المحكمة جدلا ونقاشا بين الأسير والنيابة الإسرائيلية التي ادعت أنه يخوض إضرابا استعراضيا قبل أن يرد ويقول إنه يتعرض للتعذيب والإهانة ويضرب ضد ذلك وضد سياسة الاعتقال الإداري. وأضاف عدنان للقاضي «أنا أرفض التعذيب، وأرفض الاعتقال الإداري، وأرفض الإهانة والمعاملة اللاإنسانية التي أتلقاها حتى في المستشفى، لقد حولوا المستشفى إلى مركز تحقيق وأنا أضرب ضد كل ذلك».

وقال محامو نادي الأسير الذين حضروا المحكمة، إن حالة عدنان قبل وأثناء عقد المحكمة كانت مروعة. ونقل النادي عن المحامين قولهم إن الأسير المضرب دخل إلى قاعة المحكمة على سرير، وقد خسر من وزنه الكثير. ويرفض عدنان فك الإضراب، مصرا على إلغاء الحكم بحقه، وإطلاق سراحه. وتحول عدنان إلى رمز لمناهضة الاعتقال الإداري الذي يعتقل ويحاكم فلسطينيون بموجبه من دون تهم، وتستند فيه المحكمة إلى «بنود سرية».

وانضم مزيد من الأسرى للإضراب عن الطعام تضامنا مع عدنان، فيما تظاهر مئات من الناشطين والمتضامنين الفلسطينيين أمس يتقدمهم عدنان موسى والد الأسير أمام سجن عوفر ورفعوا شعار «اصحوا قبل أن يموت»، وحملوا نعشا رمزيا كتب عليه أسماء شهداء الحركة الأسيرة. ودعا موسى إلى تكثيف حملة التضامن مع ابنه، قائلا إن وضعه أصبح أكثر من خطير بينما لا يتلقى معاملة جيدة من أطبائه. وحذر فارس من أن خضر «ربما يعد ساعاته الأخيرة، إذا لم يتدخل أحد لإنقاذ حياته»، داعيا السلطة والجماهير إلى أخذ دور أكبر وأكثر جدية لإنقاذ حياته.