مجموعة مستوطني الليكود تطالب ببناء الهيكل مكان الأقصى

تعتزم تأدية صلاة تظاهرية في باحة الحرم القدسي بعد غد

TT

دعت مجموعة اليمين الاستيطاني المتطرف داخل حزب الليكود الحاكم في إسرائيل أعضاء الحزب ومؤيديه، إلى المشاركة في أول مظاهرة من نوعها، داخل باحة المسجد الأقصى المبارك، بعد غد، وذلك كما جاء في الدعوة، من أجل دفع الحكومة الإسرائيلية إلى «اتخاذ قرار سليم بإعادة بناء الهيكل اليهودي المقدس».

وجاءت هذه الدعوة من طرف موشيه فايغلين، الذي تنافس مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، على رئاسة الليكود في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي وحصل على 23 في المائة من الأصوات. وقال فيها، إن هدف الوصول إلى باحة الأقصى هو «حمد الله والإعلان بأن قيادة سليمة لإسرائيل تبدأ نشاطها بالسيطرة على جبل البيت (هكذا تسمى باحة الأقصى في إسرائيل) وتطهير المكان من أعداء إسرائيل، سارقي الأرض، وإعادة بناء الهيكل على أنقاض المساجد».

ومع أن هذه الدعوة تعتبر مرفوضة لدى أوساط واسعة في إسرائيل، قيادة وشعبا، إلا أنها لم تثر هذه المرة أي ردود فعل معارضة لها. وتوجهت «الشرق الأوسط» إلى مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب الليكود، لمعرفة رده على هذه الدعوة وإن كان يعرف بها ويرفضها أو يوافق عليها ويراها منسجمة مع سياسة الليكود الذي يقوده أو الحكومة التي يرأسها؟.. وبداية قالوا إنهم يعتقدون أنها دعوة مزيفة، ونصحوا «الشرق الأوسط» بالحديث مع موشيه فايغلين نفسه للتيقن من صحة النبأ. وبالفعل توجهت «الشرق الأوسط» إلى فايغلين فلم يرد. وقالت زوجته إنها لا تعتقد أنه مستعد للحديث مع صحيفة عربية. وعند البحث في موقعه على الإنترنت، وجدت «الشرق الأوسط» نص الدعوة، إضافة إلى عدة مواد تتحدث بنفس روح هذه الدعوة.

وعدنا إلى مكتب نتنياهو، فأبلغوا «الشرق الأوسط» بأن الدعوة ثبتت صحتها، لكنه رفض إعطاء رد على هذه الدعوة. ومن جهتها، ردت الشرطة على سؤال «الشرق الأوسط» بالقول إنها لا تعلم بهذه الدعوة. وعند لفت نظرها إلى وجودها في موقع علني في الإنترنت، أجابت الناطقة باسمها، لوبي سامري، بأن الشرطة تحدد مواعيد واضحة لزيارة باحة الأقصى لغير اليهود ولكنها لا تسمح لمن يصل إلى هناك لغير الصلاة أو بأهداف سلبية مثل تلك التي وردت في الدعوة المذكورة.

من جهتها، دعت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث»، في بيان أمس، العرب والمسلمين للتوجه إلى الأقصى لمواجهة المعتدين. وقالت: «إننا نعتبر أن ديمومة الرباط وشد الرحال إلى الأقصى في كل وقت وحين، على مدار أيام السنة كلها، سيظل صمام الأمان الذي يحميه من تدنيسه، ويحفظ حرمته وقدسيته». وأضافت: «إن هذه الدعوات المحمومة للاقتحامات المتواصلة للأقصى المبارك تنم عن نية مبيتة لدى الاحتلال تجاه الأقصى، وعليه فإن على الأمة الإسلامية قاطبة وعلى العالم العربي الوقوف عند مسؤولياتهم في وجه هذه الغطرسة الإسرائيلية».

وجدير بالذكر أن موضوع دخول مصلين يهود إلى باحة الأقصى، بحث في محكمة العدل العليا في الأسبوع الماضي، بناء على طلب أحد نشطاء اليمين المتطرف، جرشون سلمون، فأصدرت قرارا مبدئيا يجيز لهم ذلك.

وأكدت مؤسسة الأقصى أن «الحرم حق خالص للمسلمين، ولا حق لغيرهم فيه ولو بذرة تراب واحدة. ورفضت ما يصدر عن الاحتلال وأذرعه وإن كان من المحكمة العليا، بحق الأقصى من قرارات أو إجراءات، واعتبرتها باطلة لأن الاحتلال باطل، وما يبنى على باطل فهو باطل». وأضافت: «إن تضمين قرار المحكمة العليا هذا النص، هو عبارة عن محاولة لشرعنة الانتهاكات الإسرائيلية للأقصى، من ضمنها أداء اليهود للشعائر الدينية والتلمودية والصلوات عند اقتحامهما للمسجد، وإننا إذ ننبه الجميع لمثل هذه القرارات المبطنة، نشير إلى أن المحكمة تحاول مرة تلو مرة تضمين قراراتها بخصوص الأقصى، هذا النص الذي يعطي اليهود حقا باطلا زائفا في الأقصى أو الصلاة فيه، مما اقتضى التنويه والتنبيه، ونؤكد هنا مرة أخرى أن الأقصى وقضيته غير خاضعين للقضاء الإسرائيلي، فهو فوق القانون الإسرائيلي، وهي قضية عقائدية، الذي قضى فيها هو الله رب العزة، وسيظل الأقصى فوق الاحتلال الإسرائيلي، فالمسجد الأقصى باق، والاحتلال الإسرائيلي إلى زوال».