3 من قادة التيار السلفي في المغرب يدعون إلى «مصالحة شاملة»

قالوا إنهم تعرضوا للتعذيب وطالبوا بإطلاق سراح جميع سجناء الرأي

قادة «السلفية الجهادية» الثلاثة خلال اللقاء الصحافي أمس في الرباط (تصوير: عبد اللطيف الصيباري)
TT

دعا ثلاثة من قادة تيار ما يعرف باسم «السلفية الجهادية» في المغرب، أفرج عنهم أخيرا، إلى إطلاق سراح جميع سجناء الرأي حتى من غير السلفيين، وإجراء مصالحة وطنية شاملة لطي صفحة الاعتقالات التي طالت آخرين بمقتضى قانون الإرهاب على خلفية الأحداث الإرهابية التي عرفها المغرب منذ 2003.

وخلال لقاء صحافي عقده كل من محمد حسن الكتاني، وعمر الحدوشي، ومحمد عبد الوهاب رفيقي، أمس بالرباط، ذكرت سيدة تسمى أم محمد وكانت ترتدي النقاب، متحدثة باسم بعض العائلات التي ما زال أفراد منها قابعين في السجون، أسماء هؤلاء المعتقلين منهم بوشتى الشارف، الذي دخل في إضراب عن الطعام منذ سادس يناير (كانون الثاني) الماضي، وأبو معاذ نور الدين نافع.

من جهته، قال عمر الحدوشي إن «فرحة الإفراج عنا لن تكتمل إلا من خلال الإفراج وإطلاق سراح جميع السجناء المعتقلين ظلما دون استثناء وبلا قيد أو شرط». وتحدث عن التعذيب الذي تعرض له خلال فترة الاعتقال الاحتياطي بالدار البيضاء وهو معصب العينين، مضيفا أنه لم يكن يعرف من أين كانت تأتيه الضربات. وزاد قائلا «إن شدة الضرب والتعذيب أفقدته بصر عينه اليسرى وأصابت كليته اليسرى أيضا»، لكنه أعرب عن الصفح عن الذين عذبوه، وتمنى «عدم تكرار ما فعلوه معه مع غيره من المغاربة».

من جانبه، قال محمد حسن الكتاني، ثاني المفرجين عنهم، إن كثيرين ما زالوا يقبعون في السجون وإن حل هذا الملف لا يمكن الحديث عنه بمعزل عن أحداث الربيع العربي التي عمت بلاد العرب. واعترف الكتاني أن الإصلاح في المغرب جاء من الأعلى، في إشارة واضحة إلى مبادرات العاهل المغربي الملك محمد السادس الإصلاحية، ومنها الدستور الجديد، وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. بيد أنه قال إن هذه الإصلاحات ما زالت موضوع أخذ ورد، واشترط إنهاء ملف المعتقلين الإسلاميين من خلال الدعوة إلى مصالحة وطنية شاملة، مشيرا إلى ضرورة الإفراج عن جميع معتقلي الرأي والفكر حتى من غير الإسلاميين.

وقال ثالث المفرج عنهم إنه يستصغر محنه، وما قاساه عندما يسمع قصص وغرائب ما تعرض له معتقلون آخرون. وعبر عما يحز في نفسه عندما يسمع ممن كانوا معه في السجن وهم يعبرون عن سخطهم على الأحكام الصادرة في حقهم وأعطى المثل بقاتل زوجته الذي حكمت عليه المحكمة بالسجن مدة عشر سنوات بينما صدر في حقه هو حكم بالسجن مدة 20 سنة من دون أن يرتكب أي جرم، على حد قوله.