العراق: الصدر يطالب بإطلاق «معتقلي المقاومة» وتقديم ضمانات لمن يعلن «التوبة»

«دولة القانون»: مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي ربما أخطر مما قبله

TT

طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الحكومة العراقية للإفراج عمن سماهم المعتقلين المقاومين الشرفاء، فورا، ومعاقبة كل من أساء للمقاومة، معتبرا في الوقت نفسه أن المرحلة المقبلة هي مرحلة بناء وسلام للعراق وشعبه. وقال الصدر خلال مهرجان «انتصار المقاومة والتحرير» الذي أقامه تياره أمس في مدينة الصدر المعقل الرئيسي لأنصاره وحضرته وفود شعبية من دول الربيع العربي وبالذات من ليبيا وتونس ومصر والبحرين: «أطلب من الحكومة العراقية الموقرة أن تفرج عن المعتقلين المقاومين الشرفاء فورا ومعاقبة كل من أساء للمقاومة ولسمعتها». وأضاف أن «المرحلة السابقة كانت مرحلة مقاومة عسكرية وسياسية»، داعيا إلى أن تكون المرحلة المقبلة «مرحلة بناء وسلام للعراق وشعبه ودولته»، في إشارة إلى تخليه عن حمل السلاح بعكس ما حذر منه مؤخرا الجانب الأميركي من أنه سيعود للعمل العسكري في حال تكررت الخروقات الأميركية على أثر حادث هبوط طائرة الهليكوبتر الأميركية وسط بغداد. وقال الصدر إن «العار وكل العار لكل من قتل الجيش العراقي وشرطته وشرف كل الشرف لمن لم يوجه سلاحه لعراقي مدني وغيره ووجه سلاحه للمحتل فقط».

وفي السياق نفسه دعا الصدر جميع من تلطخت أيديهم بالدم العراقي تحت عنوان المقاومة «لا عن قصد أو حقد أو إرهاب» للتوبة والرجوع إلى أحضان الدين، مؤكدا أن «المقاومة الشريفة» قررت بعد انتصارها العسكري دحر أفكار المحتل وادعاءاته، داعيا إياهم إلى «إعلان التوبة من كل ذلك لتكون خاتمة لكل سوء واعتداء كي يأخذ العدل مجراه». وأضاف أن «المقاومة الشريفة لم تقف صامتة إزاء ما فعلته جيوش الاحتلال التي زعزعت الأمن وعاثت في الأرض فسادا. فقد قررت بعد انتصارها العسكري الكاسح وانسحاب القوات الظالمة جزئيا وظاهريا من العراق بأنها ستخيب وتدحر أفكار المحتل وادعاءاته». ودعا الصدر إلى «توحيد العراق وتخييب أمل المحتل الذي راهن على أن يكون انسحابه سببا في حروب طائفية». ولفت الصدر إلى أن «شعارنا كان ولا يزال إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه» وليس سنة وشيعة فقط «بل سنكون يدا واحدة مع مسيحيي العراق وطوائفه وأديانه كافة»، مطالبا بأن «تكون المرحلة المقبلة على الرغم من خطورتها صفحة جديدة للجميع وننسى ما كان من بعض المحسوبين علينا». وتابع الصدر بالقول: «على الرغم من أننا سنبقى على أهبة الاستعداد للدفاع عن الدين والمذهب والوطن لكن هذا لا يعني سوى أننا سنكون في المرحلة المقبلة ضمن نطاق الجهاد النفسي والعملي والفكري والثقافي والعمراني لكي نحمي ونبني وطننا وديننا وأنفسنا».

وفي الوقت نفسه أعلن ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي أن «مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي لا تقل خطورة عن سابقتها إن لم تكن أخطر بكثير»، مبينا أن «حدود العراق ومياهه مطمح لعدد من الدول من دون تسميتها». وقال القيادي البارز في حزب الدعوة حسن السنيد في كلمة له خلال المهرجان الذي أقامه الصدريون إن «انسحاب القوات الأميركية من العراق لم يكن حدثا عاديا بل هو أكبر انسحاب في التاريخ، حيث غادر أكثر من 160 ألف جندي ومعهم أكثر من ثلاثة آلاف آلية عسكرية بكل صنوفها المتطورة». وأضاف السنيد، وهو نائب عن التحالف الوطني، أن «هذه المرحلة تتشابك بها التحديات السياسية الإقليمية منها والدولية وتتقاطع بها مشاريع وطموحات ورؤى وأهداف»، مشيرا إلى أن «حدود العراق ومياهه مطمح لدول بعينها وأجواؤه مفتوحة على المجهول». وأكد السنيد أن «الشعب العراقي متماسك بكل مكوناته وطبقاته وانحداراته وقومياته وتركيباته»، لافتا إلى أن «الفتن السابقة والمخططات الشيطانية لم تستطع أن تفرق الشعب أو تمزقه، بل هو شامخ برجاله ونسائه» على حد قوله.