ميقاتي في فرنسا بحثا عن الدعم

باريس مرتاحة لأداء رئيس الوزراء اللبناني

TT

يلتقي رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اليوم مع كبار المسؤولين الفرنسيين، أولهم رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي. ووصفت مصادر دبلوماسية لبنانية في باريس الزيارة بأنها «سياسية بامتياز» وأنها تأتي في «ظروف بالغة الدقة بالنسبة للمنطقة وللبنان». ورغم «البرود» الذي أظهرته باريس بداية تجاه ميقاتي الذي خلف سعد الحريري في رئاسة الحكومة، فإن علاقتها به تحسنت مع مرور الوقت. وتقول المصادر الفرنسية إن «وجود حكومة لبنانية في الظروف الراهنة وإن كانت بصيغتها الحالية وبهيمنة حزب الله وحلفائه عليها أفضل من عدم وجود حكومة». فضلا عن ذلك، ترى باريس أن دعوة ميقاتي من شأنها «تقوية موقعه على الساحة الداخلية والدولية» وبالتالي تقوية استقلاليته. لكن هذه الزيارة أثارت انتقادات في بيروت باعتبارها تتم إلى العاصمة الغربية التي تتخذ الموقف الأكثر تشددا من النظام السوري والتي كانت الأولى التي اعتبرته فاقدا للشرعية ودعت إلى رحيله وإلى فرض عقوبات أوروبية ودولية عليه.

وتقول المصادر اللبنانية إن باريس «مرتاحة» لممارسة ميقاتي الحكم وتشاطره حرصه على تدارك المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها لبنان بسبب انعكاسات ما يحصل في «جواره القريب» كما أنها «تدرك مدى الضغوط التي تمارس عليه والتي يواجهها بشجاعة». وسيقول الرئيس ساركوزي لميقاتي إن فرنسا «حريصة على أن يبقى لبنان بمنأى عن تداعيات الأزمة السورية على وضعه الداخلي». وأبدت مصادر فرنسية لـ«الشرق الأوسط» «غبطتها» باستمرار الوضع اللبناني على استقراره رغم العوامل الضاغطة.

وسيكون الموضوع السوري على رأس الملفات التي سيطرحها الجانب الفرنسي على ميقاتي. وتقول هذه المصادر إن باريس «تتفهم» الموقف اللبناني الذي عبر عنه في المحافل الدولية مثل مجلس الأمن والجامعة العربية، في إشارة إلى «الظروف» الداخلية للبنان وتركيبته الحكومية. وحرصت وزارة الخارجية الفرنسية على تجديد «إدانتها الشديدة» لـ«تجاوزات» الجيش السوري على الحدود و«تذكير» السلطات اللبنانية بـ«الأهمية» التي توليها لحماية اللاجئين السوريين في لبنان.