مقتل القائد الميداني لـ«القاعدة» في باكستان بضربة أميركية

منصور قتل مع زوجته و3 آخرين بعد استئناف غارات الطائرات بدون طيار

TT

قتل القائد الميداني لتنظيم القاعدة في باكستان، بدر منصور، أمس، بغارة أميركية في شمال غربي البلاد المعقل الرئيسي للتنظيم في العالم. وأكدت مصادر متطابقة مقتل منصور مع زوجته وثلاثة آخرين، بعد أسابيع على استئناف غارات الطائرات بدون طيار الأميركية، والتي كانت توقفت إثر احتجاج باكستان على غارة خلفت أكثر من 20 قتيلا في صفوف الجيش الباكستاني العام الماضي.

وأعلن مسؤولون في الاستخبارات الباكستانية بالإضافة إلى مسؤول من مجموعة منصور أن هذا الأخير قتل خلال الليل في غارة شنتها طائرة أميركية بدون طيار في ميرانشاه، كبرى مدن وزيرستان الشمالية معقل حركة طالبان باكستان المتحالفة مع «القاعدة».

وذكر مسؤول في الاستخبارات الباكستانية، رفض الكشف عن هويته، أن «بدر منصور قتل في الهجوم بالصواريخ هذا الليل (أمس) في ميرانشاه». وأكد مسؤولون آخرون في الاستخبارات الباكستانية في ميرانشاه الخبر، مضيفين أن زوجته قتلت معه. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في الاستخبارات الباكستانية قوله إن «بدر منصور كان يعيش في منزل مستأجر هنا، وقد قتل في هجوم بغارة طائرة بدون طيار هذا الصباح ولدينا تأكيد على مقتل خمسة أشخاص».

وعلق أحد المسؤولين الباكستانيين بقوله إن مقتل بدر منصور «يشكل ضربة قوية لقدرة (القاعدة) على تنفيذ عمليات في باكستان»، مضيفا أنه «وبعد مقتل إلياس كشميري أو توقف نشاطه، بات بدر منصور بحكم الأمر الواقع قائد (القاعدة) في باكستان». ويبقى الشك يحيط بمقتل كشميري القائد العسكري لـ«القاعدة» في باكستان حيث تقول مصادر أميركية إنه قتل بضربة طائرة أميركية بدون طيار في يونيو (حزيران) 2011 في شمال غربي البلاد. وحتى الآن، لا الاستخبارات الباكستانية ولا المتمردون المتشددون أكدوا مقتله ولا حتى عائلته التي تقول إنه ليس لديها أي أخبار عنه.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن خبير غربي في مكافحة الإرهاب في المنطقة، قوله «إذا تأكد مقتله فهو خبر ممتاز لمكافحة الإرهاب في المنطقة لأنه كان أحد أبرز الأهداف للولايات المتحدة ولباكستان على حد سواء». وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته: «كان زعيم تنظيم القاعدة في باكستان بينما كانت عدة أجهزة استخبارات غربية تبحث عنه أيضا».

وبحسب المسؤولين في الاستخبارات الباكستانية فإن منصور، البالغ من العمر 40 عاما والمتحدر من ديرة غازي خان في وسط باكستان، كان المسؤول الرئيسي عن العديد من الهجمات الانتحارية التي تشهدها البلاد منذ أكثر من أربعة أعوام وتنفذها خصوصا حركة طالبان باكستان وأوقعت قرابة 5 آلاف قتيل منذ صيف 2007.

وقال أحد ضباط الاستخبارات إن «منصور كان يقيم في ميرانشاه قبل عدة سنوات واستقر في ضواحي معسكر تدريب لمجموعته التي تدعى حركة المجاهدين». وأضاف: «كان يقوم أيضا بتدريب وإرسال مقاتلين إلى أفغانستان»، مما يفسر أنه كان هدفا بارزا لدى الأميركيين.

ووزيرستان الشمالية الواقعة على الحدود مع أفغانستان تعتبر أيضا إحدى القواعد الخلفية لحركة طالبان الأفغانية من شبكة حقاني المرتبطة بـ«القاعدة». والطائرات الأميركية بدون طيار التي تستهدف بانتظام مناطق قبلية باكستانية منذ 2004، بدأت تركز ضرباتها في السنوات الماضية على وزيرستان الشمالية. وجرى في ما يبدو إيقاف برنامج غارات الطائرات بدون طيار التابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) والذي لا يعلن عنه صراحة، وهو عنصر رئيسي في الجهود الأميركية لمكافحة الإرهاب، بعد غارة جوية نفذها حلف شمال الأطلسي في نوفمبر (تشرين الثاني) عبر الحدود الأفغانية وأسفرت عن مقتل 24 جنديا باكستانيا، مما أثار غضب باكستان. واستأنفت الولايات المتحدة غارات الطائرات بدون طيار في وزيرستان في العاشر من يناير (كانون الثاني) الماضي.