المغرب: الشرطة تتدخل لفض مظاهرة في وسط الرباط لخريجين جامعيين من حملة الماجستير والدكتوراه

طالبوا فيها بتوظيفهم في الإدارات الحكومية

TT

تدخلت الشرطة أمس لفض مظاهرة في وسط الرباط، حيث كان يعتزم خريجون عاطلون عن العمل التوجه بها نحو مقر الوزارات للاحتجاج على عدم تعيينهم. وحالت الشرطة بينهم وبين الوصول إلى هناك مستعملة الهراوات. وقال أحد المشاركين في المظاهرة إنهم جميعا من حملة الدكتوراه والماجستير، ويطالبون بأن يشملهم مرسوم أصدرته الحكومة السابقة بتوظيف زملائهم الذين تخرجوا قبل سنتين.

يشار إلى أن قرارا اتخذه أحمد خشيشن، وزير التربية والتعليم السابق في آخر أيام حكومة عباس الفاسي، خلق إشكالات أمام حكومة عبد الإله بن كيران بشأن وضع سياسة جديدة لتوظيف خريجين جامعيين عاطلين في الإدارات الحكومية المغربية. وكان من تداعيات هذا القرار اقتحام مجموعة من العاطلين لمبان تابعة لوزارة التربية والتعليم في وسط الرباط، واعتصامهم بداخلها منذ أربعة أسابيع. وكان وزير التربية والتعليم السابق اتخذ قرارا بتوظيف 166 من الجامعيين العاطلين، وهو ما أثار استياء باقي الخريجين.

ويواصل نحو 141 خريجا عاطلا الاعتصام منذ أربعة أسابيع داخل البنايتين الحكوميتين، احتجاجا على عدم توظيفهم في القطاع العام. وكان عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة، زار هؤلاء المعتصمين برفقة محمد الوفا، وزير التربية والتعليم، في بادرة غير مسبوقة، لكن تلك الزيارة لم تؤد إلى نتيجة. وهذه المجموعة من المعتصمين ضمن مجموعات أخرى من الخريجين العاطلين توصلوا إلى اتفاق مع الحكومة السابقة أسفر عن صدور مرسوم حكومي يقضي بتوظيفهم مباشرة وبدون تنظيم اختبارات مسبقة.

وتواصلت عمليات تعيين خريجين في وظائف حكومية، لكن أعضاء هذه المجموعة يقولون إنهم استبعدوا من التوظيف، وأشاروا إلى أنهم يعتصمون داخل البنايتين من أجل معاملتهم أسوة بزملائهم الذين جرى تعيينهم.

وفي معرض تفسيره أسباب استبعادهم، قال أحدهم ويدعى عبد الله القاسمي، لـ«الشرق الأوسط»: «طلبنا من الحكومة السابقة أن تستجيب لمطلبنا الذي اتفقت معنا بشأنه، وكان جوابها أنها مجرد حكومة لتصريف الأعمال». وأضاف القاسمي: «نحن لا نتحدث الآن عن التوظيف بل نطالب بمساعدة أسرة زميلنا الذي أحرق نفسه احتجاجا في وقت سابق، ويدعى عبد الوهاب زيدون، وأن تتكفل الدولة بمصاريف علاج زميل آخر حاول أيضا إحراق نفسه، وأمكن إنقاذه ويدعى محمود الهواس، ولا يزال يتلقى العلاج في مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء بقصد العلاج».

ويقول كل من عبد الله القاسمي ومصطفى كركاب باسم المجموعة، إن السلطات لم تتعامل بجدية مع تهديدات المحتجين بالانتحار، وطالبا بإجراء تحقيق حول ملابسات الحادث، وقالا إنهما يحملان «السلطات مسؤولية عدم أخذ هذه التهديدات بالجدية اللازمة»، وفي رأيهما فإن أسباب اندلاع النار في جسد زميليهما ما زالت مجهولة، وهما يظنان أن من أضرم النار في جسد الشابين ربما يكون شخصا ثالثا، خاصة أنهما سكبا البنزين على جسديهما ولم يشعلا النار فورا.

وفي سياق الغموض الذي يلف أسباب إضرام النار، استبعدت مصادر واكبت الواقعة أن يكون الشابان قد أضرما النار في جسديهما على الرغم من أنهما هددا بذلك. وأضافت أن المكان الذي تعرض فيه الشابان للحريق كان يعج بالناس، لذلك يطالب المعتصمون السلطات بفتح تحقيق في الموضوع.