تونس: حركة التجديد تقود تحالفا سياسيا جديدا

دعا إلى تأسيس نظام حكم جمهوري ديمقراطي يضمن الحريات ويفصل بين السلطات

TT

أعلنت ثلاثة أحزاب سياسية تونسية معارضة تقودها حركة التجديد (الحزب الشيوعي سابقا)، عن تأسيس حزب سياسي يجمع أحزابا تلتقي معها في الاتجاه السياسي، وتضم القائمة، إلى جانب حركة التجديد، حزب العمل التونسي بزعامة عبد الجليل البدوي، ومناضلين من القطب الديمقراطي الحداثي، الذي تقدم لانتخابات المجلس التأسيسي بشكل جماعي إلا أنه لم يجن سوى خمسة مقاعد من جملة 217 مقعدا في المجلس.

وأصدرت الأطراف الثلاثة بيانا أكدت من خلاله التمسك بالنموذج الثقافي والحضاري الخاص بتونس، والاعتماد على نمط اقتصادي جديد يقطع مع النموذج الليبرالي المتوحش الذي أدى لاختلال التوازن بين الجهات والقطاعات، وأفرز واقع الحيف الاجتماعي. كما دعا البيان إلى تأسيس نظام حكم جمهوري ديمقراطي يضمن الحريات ويفصل بين السلطات. وينتظر أن تعقد الأحزاب الثلاثة مؤتمرا تأسيسيا يكون مفتوحا أمام كل الأطراف الديمقراطية والشخصيات الوطنية المنخرطة في رؤية تشاركية متكافئة. وقالت مصادر قريبة من حركة التجديد إن المؤتمر سيعقد مباشرة بعد تنظيم الحركة مؤتمرها الثالث أيام 9 و 10 و11 مارس (آذار) المقبل.

وقال عادل الشاوش عضو المكتب السياسي لحركة التجديد لـ«الشرق الأوسط» إن الخطوة والفكرة في حد ذاتها تعتبر إيجابية، إلا أنها غير كافية لخلق أرضية تفاهم بين أطراف سياسية تسعى في معظمها للإطاحة بالأغلبية الحاكمة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة. واعتبر أن الإعلان عن التحالف لوحده لا يكفي، وقال إن على تلك الأحزاب أن تنزل إلى الشارع التونسي، وأن تتعرف على مشاكله الأساسية حتى لا تمنى بخيبة انتخابية ثانية بعد نحو السنة ونصف السنة. وانتقد الشاوش تمسك بعض الأحزاب بالشعارات الآيديولوجية الجوفاء، مشيرا إلى أن التونسيين في حاجة إلى عمل اجتماعي واقتصادي قاعدي يقرب القيادات السياسية من القاعدة الانتخابية.

وفي السياق ذاته، قال جمال العرفاوي، المحلل السياسي التونسي إن تجارب التحالف وخلق التكتلات السياسية كانت في معظمها فاشلة لتمسك كل قيادة سياسية بالزعامة دون غيرها، وعدم الاعتراف بالأطراف الأخرى المكونة للتحالف.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن على تلك الأحزاب أن تتبنى سلوكا براغماتيا يخدم مصالح مجموعة من الحساسيات السياسية بقطع النظر عمن سيكون الرابح الأول أو الأخير.

وعدد العرفاوي بعض التجارب على غرار التحالف بين حركة التجديد والحزب الديمقراطي التقدمي والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، والتي باءت بالفشل في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي، على الرغم من اقتراب الأحزاب الثلاثة من بعضها البعض من الناحية الآيديولوجية. ودعا تلك الأحزاب إلى النضج السياسي بعد الثورة.