المئات تظاهروا في طرابلس وصيدا والبقاع الأوسط «نصرة لأهل سوريا»

رئيس «هيئة علماء الصحوة الإسلامية»: حزب البعث في سوريا يخوض اليوم حرب إبادة

TT

لم يردع الوضع الأمني المتوتر الذي يسود منطقة طرابلس في شمال لبنان نتيجة تبادل إطلاق النار والقذائف بين منطقتي جبل محسن العلوية وباب التبانة السنية، المئات من أبناء المنطقة من الخروج بعد صلاة الجمعة في مظاهرات دعت إليها فعاليات المدينة لـ«نصرة الشعب السوري».

وكانت مصادر ميدانية أفادت بأن إطلاق نار سجل بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن، بعد سقوط قذيفة إينرغا وانفجار قنبلة في حارة السيدة بين منطقتي القبة وجبل محسن. وقد طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الموجود في فرنسا، من قائد الجيش العماد جان قهوجي في اتصال هاتفي أجراه معه من فرنسا «اتخاذ التدابير اللازمة لوقف الأحداث الجارية في طرابلس وإعادة الهدوء إلى المدينة».

وكان المئات انطلقوا بعد صلاة الجمعة أمس في مظاهرة من مساجد منطقة القبة في طرابلس (شمال لبنان) تنديدا بالمجازر والمذابح التي ينفذها جيش النظام السوري في حمص وغيرها من المدن والبلدات السورية، وجابت المظاهرة شوارع القبة وأحياءها، وردد المتظاهرون هتافات مطالبة بالتدخل الدولي لوقف المذبحة بحق الأبرياء، ومحاكمة (الرئيس السوري) بشار الأسد وأركان نظامه. وحطت المظاهرة في ساحة ابن سيناء، حيث ألقيت كلمات عبر خلالها الخطباء عن سخطهم لما يجري في سوريا وتحديدا في حمص على مرأى العالم الذي لا يحرك ساكنا.

وفي كلمته، اعتبر رئيس «هيئة علماء الصحوة الإسلامية» الشيخ زكريا المصري، أن حزب البعث في سوريا يخوض اليوم حرب إبادة ضد الشعب السوري الأعزل في المدن والقرى السورية، لا سيما حمص وحماه والزبداني وإدلب وجسر الشغور واللاذقية، سائلا «كيف يمكن لهذا النظام المجرم أن يحكم سوريا بعد هذه الممارسات العدوانية، وبعد أن فرق الشعب السوري ومزقه فجعله طوائف واتجاهات، وكبت النفوس وكمم الأفواه؟».

وفي نهاية المظاهرة أقام المتظاهرون صلاة الغائب عن أرواح الذين سقطوا في سوريا، كما أقيمت هذه الصلاة في مساجد طرابلس وجوارها بدعوة من دار الفتوى في الشمال.

بالتزامن، لبى المئات من سكان صيدا في الجنوب اللبناني الدعوة التي أطلقها إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير للتظاهر «نصرة لأهل سوريا»، حيث احتشد المواطنون من رجال ونساء وأطفال عقب صلاة الجمعة منطلقين من أمام مسجد بلال بن رباح في صيدا، في مسيرة ضخمة جالت شوارع المدينة وصولا إلى دوار مدرسة مرجان في مدينة صيدا، حيث أقيم الاعتصام.

وقد رفع المتظاهرون خلال المسيرة الرايات والشعارات المنددة «بنظام القمع السوري»، كما رفعوا صور الأطفال والضحايا الذين يسقطون يوميا في مدن درعا وحمص وحلب وريف دمشق. وقد علت هتافات المتظاهرين الداعية لـ«وقف حمام الدم الذي يتعرض له الشعب بشكل يومي»، كما تم إحراق علمين كبيرين لروسيا والصين، وندد المعتصمون «بسياسة القتل والإرهاب التي ينتهجها النظام السوري تجاه أبناء شعبه».

وفي البقاع خرجت مظاهرات في كل من تعلبايا وسعدنايل وقب إلياس في البقاع الأوسط، للتنديد بالنظام السوري وبالأعمال الوحشية التي يقوم بها. وقد تسبب المتظاهرون بزحمة سير خانقة على الأوتوستراد الرئيسي، حيث انتشرت وحدات مؤللة للجيش اللبناني، كما حضرت عناصر لقوى الأمن الداخلي.