ميقاتي من الإليزيه: باريس تتفهم موقف لبنان «النائي بنفسه»

قال إن ساركوزي وعد بدعم الجيش اللبناني

TT

أعلن رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أنه أكد للرئيس الفرنسي الذي استقبله في قصر الإليزيه عصر أمس على الموقف اللبناني القائم على أن يكون «بمنأى» أو «بمعزل عن كل هذه التطورات»، في إشارة إلى ما يحصل في سوريا التي لم يذكرها بالاسم مطلقا في تصريحه القصير للصحافة بعد الاجتماع. وقال ميقاتي إن أساس عمله هو المحافظة على الاستقرار وإنه طلب من ساركوزي «دعم» موقفه، مضيفا أن الأخير «بدا متفهما جدا» ووعده بتوفير المساندة له.

ونقل ميقاتي عن الرئيس الفرنسي الذي «اختلى» به لبعض الوقت ولم يعقد معه اجتماعا انفراديا كما كان متوقعا، حرص فرنسا على أن يتمتع لبنان «بكل مقومات الاستقرار» وحرصه على توفير الدعم الكامل له وكذلك على «الثوابت» الفرنسية المتمثلة في المحافظة على سيادة واستقرار لبنان.

وأعلن ميقاتي أنه «طلب المزيد» من المساعدات العسكرية للجيش اللبناني، من غير الدخول في التفاصيل، وأنه شدد على أن الأساس في منطقة الشرق الأوسط «ليس هذه الحركات»، في إشارة إلى «الربيع العربي»، بل «الحاجة إلى السلام الذي هو الأساس».

وأفاد ميقاتي بأنه طلب كذلك من ساركوزي الضغط على إسرائيل لوقف كل خروقاتها البحرية والأرضية والجوية في لبنان.

ووصف ميقاتي اجتماعه بساركوزي بـ«الجيد جدا»، غامزا من قناة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري عندما أشار إلى أن هذه العلاقات «لا تتعلق بأشخاص وإنما تتعلق ببلدين». وكان مقررا أن يزور ميقاتي الرئيس سعد الحريري الذي يتعافى في بيته في باريس من كسر في رجله بسبب سقوطه أثناء التزلج، ووصف ميقاتي زيارته للحريري بأنها «واجب».

ونقلت مصادر الإليزيه عن الرئيس ساركوزي تأكيده لميقاتي أن فرنسا «تدعم كل ما يقوم به من أجل سيادة واستقلال لبنان»، لكن هذه المصادر أدرجت تناول الوضع في سوريا من خلال مناقشة «الوضع الإقليمي»، نافية أن يكون الحديث تناول وضع السوريين الذين ينتقلون إلى لبنان أو الوضع على الحدود اللبنانية - السورية وانتشار الجيش اللبناني فيها.

ورأت مصادر دبلوماسية في باريس أن ذلك عائد إلى رغبة باريس في «عدم إحراج» ميقاتي وتحاشي تعريضه للانتقاد داخل لبنان من قبل حلفاء سوريا مما يبرر تفاديه الحديث عن الوضع في سوريا علنا والاكتفاء بالتشديد على الاستقرار وما يتطلبه من «النأي بالنفس».

وأكدت مصادر الإليزيه أن ساركوزي أعرب عن استعداد باريس لمساعدة الجيش اللبناني بالعتاد والسلاح والتأهيل، رافضة الخوض في التفاصيل.