المجلس الأعلى للقوات المسلحة: لن نخضع لتهديدات ولن نرضخ لضغوط أو نقبل إملاءات

حذر من مؤامرات تستهدف بث الفتنة والفرقة بين المصريين

مواطن مصري يحمل لافتة تتحدث عن انتهاء صلاحيات المجلس العسكري، في مظاهرات ميدان التحرير، أمس (أ.ب)
TT

حذر المجلس الأعلى للقوات المسلحة من مؤامرات تستهدف بث الفتنة والفرقة بين أبناء الشعب المصري. جاء ذلك في رسالة وجهها المجلس مساء أمس إلى الشعب المصري في ما يلي نصها:

«أيها الإخوة المواطنون.. منذ عام تسلمت قواتكم المسلحة سلطة إدارة البلاد، بتأييد من جماهير هذا الشعب العظيم وبشرعية فرضتها ثورة يناير، تلك الثورة المجيدة التي فجرها شباب هم قلب هذا الوطن النابض، وخاضتها جماهير حرة أبية، تنشد العزة لوطنها والكرامة لشعبها والعدالة لمواطنيها، والعيش الكريم لكل المصريين، وشارك فيها جيش مصر برجاله الشجعان البواسل حاميا للثورة في أدق لحظاتها ومساندا للشعب في مطالبه العادلة المشروعة، ومنحازا لحاضر ومستقبل وطن نفتديه بدمائنا وأرواحنا ونقدمها رخيصة في سبيل حريته.

شارك جيش هذا الشعب في ثورته، دون أن تنتابه حيرة أو يراوده لحظة تردد في اختياره الوطني بأن يكون درع الحماية لهذا الشعب العظيم، وثورته العظيمة التي غيرت مجرى التاريخ.

أيها المصريون الأحرار.. لقد جابهنا معا على مدار عام كامل تحديات جسام غير مسبوقة، ووقف جيشكم ساندا قويا للشعب وعمدا وحيدا للوطن عند مفترق طرق حاسم بين الصمود والانتكاس حين غاب الأمن وعز الأمان، وانفتحت السجون وعربدت جماعات الإجرام حين تداعت مؤسسات الدولة الدستورية وتفككت أجهزة الأمن والنظام وفرض القانون. اجتزنا معا كل هذا وخطونا على الدرب قدما نصطدم أحيانا بعقبات وتعترضنا العراقيل، لكنها أبدا لم توهن عزائمنا، ولم تضعف تصميمنا على عبور الفترة الانتقالية بسلام، وعلى الوفاء بتعهدنا للشعب بتسليم الحكم إلى سلطة مدنية منتخبة.

ومنذ أيام أوفينا بأول عهد وسلمنا سلطة التشريع إلى مجلس الشعب في أولى جلسات انعقاده بعد انتخابات جرت في حرية ونزاهة.

وها نحن نستعد لإكمال تعهداتنا، فقد تم الإعلان عن فتح باب الترشيح لرئاسة الجمهورية يوم العاشر من مارس (آذار) المقبل، وسوف تسلم سلطة الرئاسة إلى رئيس الجمهورية بعد إجراء الانتخابات لتنتهي المرحلة الانتقالية، ويعود جيشكم الوفي الشجاع إلى مهمته الأصلية مدافعا عن الحدود وحاميا للثغور والأجواء.

إننا نواجه هذه الأيام مرحلة هي الأصعب في ما واجهناه منذ قيام ثورتنا المجيدة، ونمر بمنعطف هو الأخطر على طريق مسيرتنا نحو الحرية والحكم الديمقراطي الرشيد والعدالة الاجتماعية. نصارحكم القول بأن مصرنا الغالية تتعرض لمخططات تستهدف ضرب ثورتنا في الصميم عن طريق بث الفتنة بين أبناء الشعب والفرقة والوقيعة بينهم وبين قواتهم المسلحة.

إننا في مواجهة مؤامرات تحاك ضد الوطن هدفها تقويض مؤسسات الدولة المصرية، وغايتها إسقاط الدولة نفسها لتسود الفوضى ويعم الخراب ويهنأ أعداء الوطن، وهو ما لن يتحقق بإذن الله بفضل إرادة الشعب وصلابة قواته المسلحة.

إننا أيها الإخوة المواطنون.. عازمون بكل ما نملك من إصرار على المضي قدما وإلى الأمام مهما كانت الصعاب من أجل الوفاء بعهدنا لهذا الشعب العظيم.

سنبقى أيها الأحرار.. أوفياء للعهد والقسم.. نحفظ لهذا الشعب كرامته، نرعى مسيرته، ندافع عن مقدراته، نحمي تراب الوطن المقدس الذي ارتوى بدماء زهرة الشباب، وأغلى الرجال في معاركنا من أجل الوطن، وثورتنا في سبيل حرية الشعب.

إننا نؤكد لكم أيها الأحرار، أننا إخوتكم وأبناؤكم في جيش مصر العظيم، سنظل أمناء على المسؤولية التي حملنا بها الشعب حتى نسلم الأمانة في نهاية المرحلة الانتخابية.

أبدا لن نخضع لتهديدات، ولن نرضخ لضغوط، ولن نقبل إملاءات. أبدا لن ننحني أمام عواصف أو أنواء.. وأبدا لن نركع إلا لله الواحد القهار.

العزة لمصر وأبنائها، والمجد لشهداء الوطن، وعاشت وحدة الجيش والشعب.. والله نسأل أن يسدد خطانا وأن يهدينا من أمرنا رشدا».