بلجيكا: السجن لمسؤول جماعة «الشريعة» لاتهامه بالتحريض على العنف ضد غير المسلمين

أبو عمران لـ «الشرق الأوسط»: هؤلاء هم أعداء الله ولا نريد ديمقراطيتهم

أبو عمران
TT

أصدرت محكمة أنتويرب البلجيكية قرارا يقضي بمعاقبة أبو عمران، مسؤول جماعة «الشريعة» ببلجيكا، بالسجن عامين وغرامة 550 يورو، بسبب اتهامات تتعلق بالتحريض على العنف والكراهية ضد غير المسلمين، كما أدين شخص آخر في القضية وعاقبته المحكمة بالحبس لمدة عام.

وجاء قرار المحكمة متوافقا مع ما طالب به الادعاء العام. ويصف الإعلام البلجيكي جماعة الشريعة بأنها أصولية متطرفة. ودأب أبو عمران، وهو المتحدث باسمها، على نشر أفلام على الإنترنت تدعو إلى العنف ضد غير المسلمين ورفض الديمقراطية. وضرب الإعلام البلجيكي المثال على ذلك بتصريحات أطلقها أبو عمران عقب وفاة البرلمانية ماري روز موريل متأثرة بمرض السرطان، حيث قال بعدها إن مرضها كان عقابا من الله. وأشار إلى أن سياسيين وقيادات حزبية أخرى، ومنهم زعيم اليمين المتشدد فيليب ديونتر، سيلقون المصير نفسه، وحكمت المحكمة للمتضررين بالحق في الحصول على تعويض من أبو عمران. ووصف الادعاء العام في المحكمة البلجيكية مثل هذه الأمور بأنها تعتبر تعديا لحدود حرية التعبير.

من جانبه، أشار الإعلام البلجيكي إلى أن أبو عمران له ملفات في الشرطة تتضمن إدانات في جرائم مختلفة. وقبل أيام قليلة من المحاكمة التقينا بأبو عمران، وسألناه عن الحملة التي بدأها اليمين المتشدد في بلجيكا بقيادة حزب «فلامس بلانغ»، تحت عنوان «الإسلام أو الحرية»، وتتضمن الأفيشات صور ابنة زعيم حزب «فلامس بلانغ» فيليب ديونتر وهي ترتدي فقط البرقع والبكيني، وقال أبو عمران إن ذلك يمثل اعتداء على الإسلام والمسلمين «وعلى الرغم من ذلك نرى المسلمين في غيبوبة ولا يتحركون ولا أحد يتكلم، وهذه مشكلة.. لكننا بصدد حملة أو برنامج مضاد لتشجيع المسلمين على تمزيق أي ملصقات والتصدي لهذا المجرم (يقصد ديونتر)، وحتى وإن كانت بعض الأحزاب تختلف معه في الطريقة وكيفية التعامل مع المسلمين، لكن الكفر ملة واحدة (حسب رأيه)». واستطرد «هم لا يختلفون معه في البغض والحقد على الإسلام والمسلمين، لأنهم عندما منعوا النقاب كان هناك إجماع من كل الأحزاب في البرلمان، ونحن لا نقبل بأن يضحك علينا أحد لأنهم يريدون أن يكون المسلمون كفارا». وأضاف بالقول «نحن نكفر بالديمقراطية، ونقول لهم إننا نرفض هذا النظام والفكر الديمقراطي بأكمله لأننا مسلمون».

وأبو عمران هو شاب من أصل مغربي، اسمه الحقيقي فؤاد بلقاسم، ويعتبر المتحدث الرسمي باسم الجماعة التي بدأ الإعلام البلجيكي يركز عليها منذ مشاركة عناصر منها في إفساد ندوة أقيمت في جامعة أنتويرب البلجيكية في أبريل (نيسان) الماضي، كان من المفترض أن يحاضر فيها كاتب هولندي مثير للجدل اسمه برنار بيتو، وكانت الندوة تحمل عنوانا ساخرا «يحيا الله.. بعيدا عن الله». وحسب الإعلام البلجيكي لم يقتصر نشاط الجماعة على بلجيكا فحسب، حيث قام عناصر من الجماعة في السابع من الشهر الحالي بإفساد ندوة في أمستردام كان من المفترض أن تناقش ملفات شديدة الحساسية.

وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي قالت جماعة الشريعة في بلجيكا إنها ستقوم بتحطيم مبنى الأتوميوم، أكبر مزار سياحي في البلاد والذي تتخذه بروكسل رمزا لها. وفي شريط فيديو مصور قال أبو عمران إنه كما فعل الملا عمر في أفغانستان مع تمثال بوذا، ستقوم الجماعة بتحطيم مبنى الأتوميوم الذي يقصده زوار من داخل بلجيكا والدول الأوروبية الأخرى. وانتقد أبو عمران في الشريط ما خصصته السلطات البلجيكية من أموال لإجراء ترميمات وإصلاحات في المبنى تكلفت الملايين.