إدانة مسلم هدد مخرج مسلسل تلفزيوني عن النبي

رغم تقرير قلة خطر المسلمين في أميركا

TT

رغم تقرير صدر أول من أمس قال إن خطر المسلمين في أميركا انخفض كثيرا عما توقعت الحكومة الأميركية، من وقت لآخر، يعتقل ويدان ويحاكم مسلمون بتهم الإرهاب. وأمس في محكمة ألكساندريا (ولاية فرجينيا) بضواحي واشنطن العاصمة، أدين جيسي مورتون، (33 سنة)، الأميركي الأسود الذي اعتنق الإسلام قبل سنوات قليلة، بتهمة تهديد مخرج مسلسل تلفزيوني قدم النبي محمد عليه السلام في صورة دب قطبي.

وكان المسلسل التلفزيوني الساخر «ساوث بارك» مناظر فكاهية عن النبي محمد. وهدد مورتون، الذي غير اسمه إلى يونس عبد الله محمد، المشرفين على المسلسل. غير أن الشرطة اعتقلته بتهمة أخرى وهي إدارة موقع في الإنترنت يشجع المسلمين على ارتكاب أعمال عنف ضد ما يراهم أعداء الإسلام.

وأمس حكمت محكمة ألكساندريا، على مورتون بأنه مذنب لإرساله رسائل تهديد مستخدما الإنترنت. ولبث الخوف في نفوس الآخرين. ولاستخدام منصبه كمسؤول عن مواقع الإنترنت التابع لـ«منظمة مسلمي الثورة» في التآمر لارتكاب أعمال قتل. وإنه عمل في شبكة الإنترنت مع زكاري تشيسر، الذي كان أقر في سنة 2010 بأنه مذنب لإرساله رسائل تهديد إلى كتاب المسلسل الساخر وتهم أخرى.

وكان مورتون اعتقل في المغرب، التي كان هرب إليها بعد إدانة زميله. وفي البداية، لم تعرف الشرطة الأميركية الدولة التي هرب إليها. وعندما تأكدت من أنه في المغرب، أجرت اتصالات مع الشرطة في المغرب، واعتقل، وأعيد إلى أميركا. ويواجه مورتون السجن لمدة تصل إلى 15 عاما. وفي اعترافه أمس، قال إنه ساعد تشيسر لتشجيع متطرفين على مهاجمة مخرجي وكتاب مسلسل «ساوث بارك».

وأمس، قال المدعي العام نيل ماكبرايد في بيان للصحافيين: «أدار جيسي مورتون منظمة (مسلمي الثورة) لدعوة من شاهدوا وسمعوا ما يبثه من مواد على الإنترنت إلى التشدد. ولتحريضهم على ارتكاب أعمال عنف في حق من يعتقدون أنهم أعداء الإسلام».

وقال ماكبرايد إن موقع «الثورة الإسلامية» في الإنترنت هو «منفذ للدعاية لتنظيم القاعدة».

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن حالتي مورتون وشيستر حالتان من حالات فردية، من وقت لآخر، لمسلمين يعتقلون ويحاكمون بتهمة الإرهاب. وكان تقرير صدر أول من أمس قال إن خطر المسلمين في الولايات المتحدة انخفض كثيرا عما كان عليه في سنوات ماضية، منذ هجوم سنة 2001، وعما توقع المسؤولون الأميركيون. ولأن التقرير استثنى الحالات الفردية، قالت المصادر الإخبارية الأميركية إن الشرطة الأميركية التي أعلنت الحرب على ما سمته «الإرهاب الداخلي» ربما لن تجد غير هذه الحالات المنفردة، التي لا تهدد الأمن الأميركي تهديدا مباشرا، أو لها صلة بقضايا أجنبية بعيدة.

وكانت محكمة فيدرالية في شيكاغو أدانت، أول من أمس، جان خان سائق تاكسي أميركي باكستاني لأنه أرسل تبرع 200 دولار إلى منظمة «جنود محمد» الكشميرية التي تقاوم احتلال الهند لجزء من كشمير. وفي هذه القضية، قال الادعاء إن منظمة «جنود محمد» لها صلة بتنظيم القاعدة. واستند الادعاء إلى أن المنظمتين في قائمة الإرهاب الأميركية.

وكان خان اعترف بما فعل خلال صفقة لتخفيض الحكم عليه ليكون أقل من عشر سنوات، وربما ثماني، بدلا عن السجن المؤبد الذي كان الادعاء عرضه في البداية على خان.

وأمام المحكمة، عرض الادعاء صورة شيك بألف دولار أرسله خان إلى أقرباء له في باكستان. وأيضا، صورة خطاب بأن يرسلوا مائتي دولار منه إلى «جنود محمد».