الجيش اللبناني ينتشر على الحدود الشمالية ويبدد القلق من توغل محتمل للقوات السورية

مصدر في الجيش لـ «الشرق الأوسط»: الانتشار يهدف لحفظ الاستقرار ومنع الإخلال بالأمن

TT

بدد انتشار وحدات من الجيش اللبناني في القرى والبلدات الواقعة على الحدود السورية في شمال لبنان، المخاوف التي انتابت أبناء هذه المنطقة في الأيام الأخيرة، في ضوء التعزيزات العسكرية للجيش السوري على طول المنطقة، وإزالته سواتر ترابية وألغاما كان زرعها مسبقا، مما أوحى بأن ثمة عملية عسكرية يُحضّر لها، وقد أشاعت خطوة انتشار الجيش اللبناني ارتياحا واسعا لدى أهالي المنطقة الذين تبلّغوا أن «هدف انتشار الجيش هو منع إي اقتحام سوري للأراضي اللبنانية ومنع تهريب أسلحة من لبنان إلى سوريا».

وفي هذا الإطار أعلن مصدر في الجيش اللبناني، أن «الجيش ينتشر حيث تدعو الحاجة من أجل حفظ الأمن والاستقرار ومنع أي إخلال بالأمن من أي جهة كانت». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش اللبناني موجود في كل المناطق اللبنانية بقرار من السلطة السياسية باستثناء المخيمات الفلسطينية». مشيرا إلى أن «أبناء عكار والشمال هم الأقرب إلى الجيش اللبناني كما أن الجيش هو الأقرب إليهم، لأن معظم جنود وضباط الجيش هم من أبناء هذه المنطقة، ومن الخطأ تصوير الأمور وكأن هناك منطقة خارجة على القانون والجيش يدخل إليها لقمعها». وحول المعلومات التي تتحدث عن مخاوف من توغل الجيش السوري في الأراضي اللبنانية، قال المصدر «لا أحد بإمكانه دخول أراضي أحد، والأمور ليست بالسهولة التي يتصورها البعض، علينا كلبنانيين أن نحفظ أمننا وتكون مناطقنا كلها خالية من الإشكالات والمظاهر المسلحة وبذلك نكون مرتاحين وبعيدين عن القلق».

إلى ذلك اعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب معين المرعبي، أن «انتشار الجيش اللبناني على الحدود الشمالية مع سوريا، هو مطلب لأبناء المنطقة تحقق بعد أكثر من عشرة أشهر». وأكد المرعبي لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا الانتشار أشاع الطمأنينة والارتياح العارم لدى الناس، ووجدوا فيه خطوة على الطريق الصحيح لأن جيشهم هو من يتكفّل حمايتهم». ولفت إلى أن «الخطوة الأولى من هذا الانتشار تمثلت بتمركز سرية للجيش مع ملالاتها وآلياتها في بلدتي حنيدر والكنيسة في وادي خالد، وتحديدا في الأماكن التي كانت تحصل فيها خروقات من قبل الجيش السوري». وردا على سؤال عن خلفيات وأسباب تحذيره من اقتحام الجيش السوري للأراضي اللبنانية، قال المرعبي «وردتنا معلومات تفيد بأن هناك نيّة لدى الجيش السوري بالتوغل في الأراضي اللبنانية لتعقب نازحين، وهذه المعلومات ترافقت مع مشاهدتنا بأم العين لجرافات سورية تزيل أجزاء من السواتر الترابية التي رفعتها في بداية الأزمة وفتح ممرات للآليات، وكذلك تفكيك الجيش السوري ألغاما كان زرعها بنفسه.