الحريري يدعو إلى «خطوات عملية» لوقف الحرب ضد السوريين

قال إن كتائب الأسد تخوض آخر معارك الدفاع عن محور إقليمي يستهدف إخراج سوريا نهائيا من الحاضنة العربية

TT

حذر الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري، من مخاطر الحرب التي يشنها النظام السوري ضد الثورة الشعبية المتنامية في كل أنحاء سوريا، داعيا المتضامنين مع الشعب السوري الشقيق، لا سيما الدول العربية، إلى «المبادرة إلى خطوات عملية لا تقف عند حد الإدانة والاستنكار ولا حتى عند حدود فرض العقوبات الاقتصادية».

وقال الحريري، في تصريح له أمس، إن «الحملة العسكرية التي تشنها الكتائب المسلحة للنظام السوري ضد مدن حمص والزبداني ودرعا وسواها من مناطق الحراك الشعبي، تشكل حلقة خطيرة في مسلسل دموي ترعاه جهات دولية وإقليمية توافقت على إعطاء بشار الأسد فرصة الانقضاض على شعبه وحماية نظامه السياسي بكل الأساليب الوحشية. وأضاف الحريري أن «الشعب السوري يواجه آلة عسكرية سوداء، لا تقيم وزنا للقيم الإنسانية والأخلاقية، ولأي شكل من أواصر الأخوة والقرابة التي تربط بين المكلفين بأعمال القتل والضحايا، الأمر الذي يؤكد وصول النظام السوري إلى حافة الانهيار وسقوطه في شر أعماله حتى النهاية، غير آبه بصراخ الأطفال واستغاثة الشيوخ والنساء، وبشبه الإجماع العربي والعالمي على إدانة النظام والجرائم التي تلطخ وجهه».

وقال الحريري إن «بشار الأسد ما كان يتجرأ على اجتياح المدن والقرى السورية بالدبابات وراجمات الصواريخ، لو لم يحصل على غطاء خارجي يمكنه من ذلك، وقد آن الأوان لكل المتضامنين مع الشعب السوري الشقيق، لا سيما الدول العربية التي استنفدت عبر جامعتها ومؤسساتها الرسمية كل وسائل الضغط على النظام السوري.. آن الأوان لهذه الدول أن تبادر إلى خطوات عملية لا تقف عند حد الإدانة والاستنكار ولا حتى عند حدود فرض العقوبات الاقتصادية، بدءا باعترافها بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للشعب السوري، وأن تسحب البساط من تحت أقدام النظام الوحشي القاتل، لأن الخطر الذي يتهدد الشعب السوري الآن هو خطر يستهدف كيان سوريا وإرادتها الوطنية في التحرر من زمن الاستعباد والهيمنة والتسلط».

ورأى الحريري أن «كتائب بشار الأسد تخوض حاليا آخر معارك الدفاع عن محور إقليمي، يستهدف إخراج سوريا نهائيا من الحاضنة العربية، والاستيلاء على قرارها الوطني بداعي الدفاع عن أنظمة المقاومة والممانعة»، مشيرا إلى أن دماء مئات الأبرياء المسالمين الذين سقطوا داخل منازلهم في حمص والزبداني ومضايا وحوران وسواها من المدن والبلدات تستصرخ ضمائر العالم وضمائر العرب بالدرجة الأولى، ومنهم قيادات يعول عليها الشعب السوري البطل، وينتظر منها موقفا تاريخيا يوقف المسلسل الدموي ويقطع دابر الفتنة التي يريد النظام السوري اندلاعها بكل الوسائل.

وقال «إننا في لبنان نشعر بكل جرح يصيب إخوتنا في سوريا، ونعتبر التضامن معهم في المحنة التي يواجهونها واجبا قوميا ومسؤولية أخوية، لن ننأى عن التعامل معها، وهناك فئات كبيرة من شعبنا عاشت في الماضي حالات مماثلة من القهر والاستبداد وتعرضت لهجمات عسكرية على أيدي النظام نفسه الذي يفتك بشعبه الآن. إننا على ثقة في أن الشعب السوري سينتصر في النهاية، مهما بلغت وحشية النظام، وأن قوى الاستبداد لن تلقى سوى المصير الذي تلقاه عادة كل الأيادي الملطخة بالدماء، ورهاننا في هذا المجال هو رهان كل العرب الشرفاء الذي يتطلعون لإجراءات حاسمة توقف سفك الدماء وتقطع دابر الفتنة التي يسعى إليها النظام. أخيرا، نقول لإخوتنا في حمص البطلة وفي كل المحافظات السورية: صبرا، صبرا، صبرا، لقد انتصرتم منذ الآن بدمائكم وتضحياتكم، لقد انتصر شعب سوريا، وإن غدا لناظره قريب».