الولايات المتحدة وإيطاليا تدعمان جهود الجامعة العربية لإرسال بعثة جديدة

أوباما ندد بـ«حمام الدم الرهيب في سوريا».. وباريس تنتظر نتائج اجتماع القاهرة

TT

صرح وزير الخارجية الإيطالي، جوليو تيرزي، في مقابلة نشرت أمس، بأن الولايات المتحدة وإيطاليا تدعمان جهود الجامعة العربية «ونيتها إرسال بعثة جديدة للمراقبين» إلى سوريا. وفي مقابلة مع صحيفة «لاستامبا»، قال تيرزي بعد لقاء مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في واشنطن: «نشاطر الجامعة العربية عملها ونيتها إرسال بعثة جديدة للمراقبين أكبر عددا وأكثر وضوحا لوضع النظام أمام مسؤولياته».

وأضاف أن «هذه البعثة يمكن أن تدعمها مجموعة لأصدقاء الشعب السوري أو للديمقراطية، تضم الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي». وأوضح السفير السابق في واشنطن أن الفكرة هي «تقديم جبهة أوسع قادرة على تغيير التوازنات السياسية جذريا، عبر احترام الإرادة الديمقراطية للبلاد».

وحول محادثاته مع كلينتون، أكد تيرزي أنه بحث في الجهود التي تبذل «من أجل التوصل إلى حل سياسي» في سوريا «وخيبة الأمل من عدم الموافقة على قرار الأمم المتحدة الذي كان سيعطي (الرئيس السوري بشار) الأسد إشارة محددة للخروج من الساحة أو إنهاء العنف».

وأكد تيرزي أن الخيار العسكري لم يبحث جديا بين الولايات المتحدة وإيطاليا. وقال الوزير الإيطالي «سيكون من التهور التفكير في تحركات إنسانية مدعومة بالقوة، دون المرور عبر مجلس الأمن الدولي أو دعم الجامعة العربية». وأضاف أن «هذا ليس في نية الأميركيين أو الأوروبيين».

وبشكل عام، قال تيرزي إن الولايات المتحدة «تقدر كثيرا الأهمية التي توليها إيطاليا لعلاقاتها مع دول المتوسط ولتشجيع تعزيز الديمقراطية».

وأضاف أن واشنطن «تثق في الدور البناء الذي يمكن أن تقوم به إيطاليا على الصعيد الثنائي ولإعادة التوازن للسياسات الأوروبية للتقارب مع المتوسط»، خصوصا عن طريق الميزانيات المخصصة للمنطقة.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد ندد، أول من أمس، بـ«حمام الدم الرهيب» المستمر في سوريا، مع شن الحكومة السورية هجوما داميا على مدينة حمص مركز الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد.

وأتى حديث أوباما على هامش لقائه في البيت الأبيض رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي، حيث كرر دعوة الأسد إلى التخلي عن السلطة.

وقال: «كلانا لديه مصلحة كبرى في توقف حمام الدم الرهيب الذي نشهده، ونريد أن نرى انتقال السلطة من الحكومة الحالية التي تعتدي على شعبها».

ومن جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن باريس تنتظر نتائج الاجتماع المقبل للجامعة العربية حول سوريا المقرر عقده غدا في القاهرة، مؤكدة أنها «تدعم تحرك» الجامعة، وتواصل مشاوراتها لـ«مساعدة الشعب السوري». وذكر المتحدث باسم الوزارة، برنار فاليرو، في لقاء مع الصحافيين، أن «هذا التحرك سيترجم باجتماع مهم للجامعة العربية خلال الأيام المقبلة في القاهرة، يترافق مع اجتماع لمجلس التعاون الخليجي لدفع الخطة التي عرضتها الجامعة على مجلس الأمن».

ويواصل وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، مشاوراته، حيث يستقبل الثلاثاء نظيره الهولندي يوري روزنتال، ويلتقي الخميس الروسي سيرغي لافروف في فيينا. وقال برنار فاليرو إن «العمل التشاوري مستمر. هناك أفكار يتم طرحها. ونعمل على مشاريع لإنشاء مجموعة أصدقاء لسوريا»، مؤكدا أن «مساعدة الشعب السوري لها الأولوية في الدبلوماسية الفرنسية». وأضاف أن «مذبحة مدينة حمص مستمرة. والمعلومات التي تردنا عن الوضع في حمص مفجعة للغاية».

إلى ذلك، رحب مسؤول إيراني بارز، أمس، بقرار الجامعة العربية بشأن استئناف مهمة المراقبين إلى سوريا. وقال مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، في تصريح أوردته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا)، إن إيران ترحب بأي مشروع «يدعم عودة الهدوء والاستقرار في سوريا، ويحول دون إلحاق الضرر بالشعب السوري، إضافة إلى أي إجراء يدعم تطور مشاريع الحكومة السورية بما في ذلك مشروع الإصلاحات التي تعمل الحكومة السورية على تنفيذها».

واعتبر عبد اللهيان عودة المراقبين العرب إلى سوريا خطوة «إيجابية»، وقال إن المراقبين قدموا في المرحلة الأولى من مهمتهم تقريرا «متزنا» عن الأوضاع في البلاد، حسب وكالة الأنباء الألمانية.

وأعرب عبد اللهيان عن اعتقاده أن المشكلات في سوريا يمكن حلها داخليا، كما أعرب عن أسفه لاستدعاء بعض دول المنطقة سفراءها من دمشق، معتبرا أن هذه الإجراءات «المتسرعة لن تساعد في حل المشكلة القائمة بل ستزيد الوضع تعقيدا».