اليمن: مصرع ضابطين في عدن والبيضاء ومواقف متفاوتة لشباب الثورة من الانتخابات

مصدر قبلي لـ «الشرق الأوسط»: تأمين خطوط الطاقة مرتبط بتلبية احتياجات مناطق القبائل

زعماء قبليون يحضرون حلقة نقاش نظمها «تحالف قبائل اليمن أمس في صنعاء» حول أهمية مشاركة القبائل في الانتخابات الرئاسية القادمة (أ.ب)
TT

لقي ضابط في الجيش اليمني، أمس، مصرعه في حادث تفجير سيارته في عدن بجنوب البلاد، في وقت تتفاعل فيه الأحداث مع قرب الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في الـ21 من الشهر الحالي، في وقت قال فيه مصدر قبلي إن تأمين خطوط الطاقة التي تمر بمناطق القبائل مرتبط بشكل أساس بمدى توفير احتياجات هذه المناطق من خدمات الطاقة وغيرها.

وقالت مصادر محلية وشهود عيان إن العميد صالح ناصر الشعيبي، قائد حرس الحدود السابق، قتل في حادث تفجير سيارته بواسطة عبوة متفجرة في عدن، زرعت في سيارته وانفجرت أثناء قيادته للسيارة على اللسان البحري الذي يربط مديرية الشيخ عثمان بمديرية خور مكسر في إطار محافظة عدن، غير أن وزارة الدفاع اليمنية نعت العميد الشعيبي، وقالت إنه توفي في حادث مروري، ورجح مصدر قبلي لـ«الشرق الأوسط» مقتل الضابط الشعيبي في حادث مروري.

وفي شأن آخر، لقي ضابط في المخابرات اليمنية مصرعه على يد مسلحين مجهولين في محافظة البيضاء المجاورة لمحافظة أبين، في حين قتل 9 أشخاص في تجدد المواجهات المسلحة بين المسلحين الحوثيين والجماعة السلفية في منطقة دماج بمحافظة صعدة.

وكان مدير المباحث الجنائية في مديرية تبن بمحافظة لحج، القريبة من عدن، قتل، أول من أمس، في عملية اغتيال نفذها مسلحون كانوا يستقلون دراجة نارية. وتشهد محافظات أبين وشبوة ولحج وعدن وحضرموت في جنوب البلاد، منذ أكثر من عامين، سلسلة عمليات اغتيالات متواصلة ضد ضباط أجهزة الأمن المختلفة.

وفي شأن أزمة الطاقة في البلاد، وما تتعرض له خطوط الإمداد من تخريب، أكدت مصادر قبلية أن تأمين القبائل لخطوط الطاقة الممتدة عبر أراضيها مرتبط بشكل أساس بمدى تحقيق مطالب أبناء القبائل المتعلقة بالمشاركة في السلطة والثروة، وقال الشيخ علوي الباشا بن زبع، رئيس تحالف قبائل مأرب والجوف، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن: «من الثمانينات وحتى الآن لم يحدث تأمين حقيقي لخدمات الطاقة في هذه المناطق، وسيكون الأمر صعبا جدا بعد الثورة، ما لم تعالج الأمور بالشكل اللازم». وحول ما بدا أنه عتب قبلي على حكومة الوفاق، قال الشيخ الباشا «لم يكن بعض الوزراء موفقا في تصريحاته إزاء القبائل على خلفية موضوع الطاقة»، في إشارة على ما يبدو إلى تصريحات وزير الكهرباء حول ضرورة اللجوء للحل الأمني لتأمين خطوط إمداد الكهرباء.

وحول سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول ضرورة تعاون القبائل في التصدي لمن يفجرون أو يقطعون خطوط إمداد الطاقة، قال الباشا: «نحن لا نجيز تعطيل الخدمات واستخدامها كسلاح لتحقيق المطالب، هذا مرفوض، لكن علينا أن نتكلم بشفافية، في مخاطبة المركز ومخاطبة الدول الداعمة للعملية السياسية، من غير المعقول أن تذهب الكهرباء على سبيل المثال لتغطية مناطق تقع على بعد مئات الكيلومترات من مناطق منابع الطاقة، ومع ذلك تظل مناطق المنبع والمناطق التي تمر عليها خطوط الطاقة محرومة»، وأضاف: «ومن غير المنطقي أن أتطوع للتصدي لقطاع الطرق، وأصحاب المصالح الحزبية جالسون في بيوتهم يتدبرون شؤون أسرهم، إذا أردنا أن نؤمن خطوط إمداد الطاقة فلا بد من البدء بتغطية احتياجات هذه المناطق من الطاقة قبل غيرها حتى لا يشعر أهلها بالحرمان، ومن ثم السعي للتخريب»، وأكد الباشا أن «أبناء قبائل مأرب والجوف لهم تطلعاتهم وحقوقهم التي يريدون أن ينالوها، والتي أهدرت خلال العقود الماضية».

على صعيد آخر، تتواصل التحضيرات للانتخابات الرئاسية المبكرة، في وقت تتفاوت فيه المواقف داخل ساحات الاعتصامات في المحافظات اليمنية من إجراء الانتخابات، فهناك من يؤيدها من شباب الثورة المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء وساحة الحرية في تعز وغيرها من الساحات، ويقول محمد البحر، من شباب الثورة في صنعاء ذوي التوجه الإسلامي، إن هناك توجيهات عليا من قبل قيادة حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي بـ«ضرورة المشاركة الفاعلة، وقد حدد رقم لنجاح الانتخابات وهي 6 ملايين ناخب، وبالنسبة للشباب فقد عقد مؤتمر صحافي للمنسقية، التي هي الجناح الشبابي للإصلاح، وحثت الشباب في الساحات للمشاركة الفاعلة في الانتخابات»، وبالنسبة لشباب الثورة التابعين لأحزاب اللقاء المشترك الشريك، حاليا، في الحكم، فيقول البحر إن ما نسبته 80 في المائة منهم يؤيدون المشاركة في الانتخابات.

ويضيف البحر لـ«الشرق الأوسط»: «في إحصائية للموجودين في الساحات وجدنا أن من يسمون أنفسهم بالمستقلين هم أصلا حزبيون؛ إما اشتراكيون أو ناصريون أو حوثيون، القليل من الشباب هم فعلا مستقلون وهم لا يتجاوزون 1 في المائة، هناك قوى معارضة لكنها لا تمثل رقما، وهم الحوثيون وبالنسبة لنا فننظر إلى الأمر من طرفين: الأول هو إنهاء الحكم الأسري المتمثل في النظام السابق وبطريقة لن تراق فيها دماء، والأمر الآخر نحن نعبر هذه الانتخابات معيار لدى الغرب على نسبة رغبة الشعب اليمني في التغيير، ولذلك سنشارك لنثبت للعالم رغبتنا في التغيير، وذلك اعتراف صريح من الجميع بشرعية الثورة».

وردا على سؤال يتعلق بتوجه شباب الثورة لتقديم مرشح من الساحات للرئاسة، يقول البحر إن الشباب «لم يكونوا يرغبون في هذه المرحلة في تقديم أي مرشح، وما قام به البعض من تقديم أنفسهم كمرشحين إنما كان هدفه هو الحصول على مقابل فقط، ونحن نعتبر هذه المرحلة منحنى صعبا نريد أن نتجاوزه وفي 2014 سنقدم مرشحين، وسيكون لنا ربما حزب أو أحزاب تمثلنا»، مردفا: «نحن في الفترة الانتقالية سنشارك في برنامج المصالحة وسنظل مراقبين للرئيس وللحكومة، وسيكون لنا دور في البناء من خلال مشاركتنا الفاعلة في بناء اليمن الجديد الذي سيولد في 2014 بإذن الله».

وعلى العكس من موقف البحر من ساحة التغيير في صنعاء، فإن سناء البدوي، إحدى شابات الثورة في ساحة الحرية بمحافظة تعز، تقول لـ«الشرق الأوسط» إنها شخصيا ليست مع إجراء انتخابات توافقية لأنها «لا تعبر عن رأينا كشباب ولا عن الثورة وأهدافها المنشودة، لذلك أنا ضد هذه الانتخابات التي تعمل على هدم الثورة وخيانة لدماء الشهداء ومؤامرة على الفعل الثوري أو على ثورة الشباب، وهي لا تجسد معاني الديمقراطية لأن المرشح من قبل المؤتمر الشعبي العام فقط».

وقالت البدوي إن «شباب ساحت الحرية بتعز قد دشنوا حملتهم ضد الانتخابات عبر (فيس بوك) و(تويتر) وفي الساحة هناك برنامج للشباب في هذا الإطار، وشباب ساحة الحرية يرون أن هذه الانتخابات مصادرة للحرية ومصادرة للثورة ومصادرة للكرامة الإنسانية التي خرج الشباب بالتطلع إليها وبتبديل السيئ بأسوأ منه».