محللون استخباراتيون يفتقدون مجلة تنظيم القاعدة

مؤسسوها لقوا حتفهم جراء هجوم بطائرة أميركية من دون طيار في صحراء اليمن

TT

لم تتم مشاهدة أي عدد من أعداد مجلة «إنسباير» البراقة، المجلة الإلكترونية الخاصة بتنظيم القاعدة، منذ أن لقي مؤسسوها حتفهم جراء هجوم بطائرة أميركية من دون طيار الخريف الماضي، لكن الموالين للمنظمة الإرهابية ليسوا هم وحدهم من يأسفون على توقفها.

فالمحللون الاستخباراتيون الأميركيون يفتقدونها بدورهم، حيث إنها على الأقل كانت بمثابة نافذة للتعرف على أسلوب تفكير تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، مثلما يعرف بتنظيم القاعدة في اليمن.

«لقد ساعدتنا في جمع معلومات عن الجماعة»، هكذا تحدث مسؤول دفاع أميركي مشارك في عمليات تعقب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي تحدث مشترطا عدم الكشف عن هويته. ويمثل توقف صدور المجلة «خسارة استخباراتية بالنسبة للولايات المتحدة»، على حد قول المسؤول.

ظهرت مجلة «إنسباير» للنور لأول مرة في يوليو (تموز) كواحدة من أكثر صور الدعاية بريقا، فهي مجلة تصدر باللغة الإنجليزية وتضم صورا ملونة ومقالات تهدف إلى الوصول إلى القراء في الولايات المتحدة وأوروبا، وربما التأثير على أفكارهم. ظهر أسلوبها التحريضي في أول عدد صدر منها، الذي تضمن مقالا حمل عنوان «كيف تصنع قنبلة في مطبخ أمك؟». وكشفت أعداد لاحقة منها عن تفاصيل تتعلق بمخططات لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، من بينها عدد أشار إلى مبلغ 4000 دولار أنفقته الجماعة على المخطط الذي تم إحباطه والممثل في إرسال طرود محملة بمتفجرات إلى عناوين في الولايات المتحدة.

وكانت المجلة قد ظهرت للمرة الأولى عام 2010 لتكون أول منشور بالإنجليزية للتنظيم، ونشرت مقالات حول كيفية صنع قنابل ومواقف «القاعدة» من قضايا كثيرة، ولكن العدد السابع منها، الذي صدر في سبتمبر (أيلول) الماضي، كان الأخير بعد مقتل القيادي أنور العولقي، ومعه سمير خان، الذي يحمل الجنسية الأميركية ويعتقد أنه كان محررها الرئيسي.

لقد أعطت المجلة المحللين في الـ«سي آي إيه» ووكالة استخبارات الدفاع وغيرها من الهيئات لمحة عن أجندة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، إضافة إلى قائمة أعضائها. وقد حملت تعريفات مطولة عن شخصيات بارزة مثل أنور العولقي، رجل الدين أميركي المولد الذي أصبح المتحدث الرئيسي باسم الجماعة.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»