مثل الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، أمس، في قفص الاتهام، في القاعة التي تم تجهيزها في أكاديمية الشرطة لنظر دعوى اتهامه بقتل متظاهرين أثناء الثورة المصرية، في اليوم الذي يوافق ذكرى تخليه عن السلطة في البلاد، وبدا تنبيه القاضي أحمد رفعت لممثلي النيابة العامة بتجهيز ردها على محامي المتهمين بمثابة إشارة لقرب الفصل في «محاكمة القرن».
وطالب رفعت في جلسة أمس من النيابة العامة تجهيز رد على الدفوع التي قدمها محامي المتهمين، وكتابة مذكرات تشرح تعقيبهم على هذه الدفوع. وعلق المحامي العام الأول لنيابة استئناف القاهرة المستشار مصطفى سليمان قائلا للقاضي: «نسجل جميع الدفوع التي قدمها الدفاع وبدأنا في إعداد مذكرة الرد عليها».
وأعلنت المحكمة أنها ستحدد للمحامين المدعين بالحق المدني ومحامي المتهمين يوما واحدا فقط للتعقيب على المرافعات، على أن تنتهي الإجراءات بالاستماع إلى المتهمين، إذا أرادوا الحديث ليكونوا آخر من يتحدث في المحكمة، وفقا للقانون، بعد ذلك تفصل المحكمة في القضية وتصدر حكمها.
واستمعت المحكمة، أمس، إلى ختام مرافعة المتهم الثامن اللواء حسن عبد الرحمن، رئيس جهاز أمن الدولة السابق، الذي يحاكم مع 5 آخرين من قيادات الداخلية بالإضافة لمبارك ووزير داخليته حبيب العادلي، وذلك بتهمة القتل.
وتزامنت جلسة أمس مع الذكرى السنوية الأولى لتنحي الرئيس السابق عن الحكم في 11 فبراير (شباط) 2011. وقبل بداية الجلسة قال المحامي السيد حامد، أحد المدعين بالحق المدني: «في مثل هذا اليوم تنحى مبارك وهو يوم سيظل ثابتا في ذاكرة التاريخ، ومصر عادت للمصريين وتم تحريرها من الطغاة في مثل هذا اليوم، ولن تعود العجلة إلى الخلف مرة أخرى». وهاجم خالد سليمان، المحامي عن حسن عبد الرحمن، النيابة العامة، وقال إنها لم تعترف بالثورة إلا بعد سقوط مبارك؛ بدليل أنها أصدرت قرارا بحبس 100 متظاهر 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة الإخلال بالأمن العام. وكان لافتا تشجيع القاضي أحمد رفعت لمحامية قامت بالدفاع عن المتهم الثاني في مرافعتها حيث طالبت المحامية، مروى أمين، ببراءة حسن عبد الرحمن، واستشهدت في مرافعتها بما قاله رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، عندما واجهت بريطانيا بعض الاحتجاجات والمظاهرات من أجل الإصلاح السياسي والاقتصادي فأمر الشرطة بالتعامل بأقصى قوة وعنف لصد تلك المظاهرات وقمعها، وعندما سئل عن حقوق الإنسان قال: «إذا تعارضت حقوق المدنيين مع مصالح بريطانيا العليا فليسقط المدنيون ولتحيا بريطانيا».
وعقب الانتهاء من مرافعتها قام المستشار رفعت بتحيتها على مرافعتها والتزامها المهني، وعلق باقي أعضاء الدفاع «البنات تكسب»، في حين وقف حسن عبد الرحمن وحياها على أدائها.
وتستكمل المحكمة جلساتها اليوم، الأحد، بالاستماع إلى مرافعة دفاع المتهم التاسع، اللواء إسماعيل الشاعر، وسمحت المحكمة بتجهيز القاعة أثناء مرافعة دفاع المتهم العاشر، أسامة المراسي الذي طلب عرض مجموعة من مقاطع الفيديو.