حرب كلامية بين بريطانيا والأرجنتين بسبب فوكلاند.. وبان يدعو للتهدئة

لندن تتعهد بالدفاع عن الجزر «بالقوة».. وبيونس آيرس تنتقد «عسكرة» المنطقة

الأمين العام للأمم المتحدة (يمين) أثناء اجتماعه مع وزير الخارجية الأرجنتيني الليلة قبل الماضية في نيويورك (أ.ب)
TT

حذرت بريطانيا من أنها ستدافع «بقوة» عن جزر فوكلاند، وذلك بعد تقديم الأرجنتين شكوى رسمية إلى الأمم المتحدة، ضد «عسكرة» بريطانيا لجنوب المحيط الأطلسي، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الطرفين إلى «عدم تصعيد خلافهما» بشأن الجزر الواقعة في المحيط الأطلسي.

فقد ذكر سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرانت أن بلاده ستدافع «بقوة» عن جزر فوكلاند إذا دعت الحاجة لذلك، لكنه قال إن بلاده لا تزال مستعدة لإجراء محادثات ثنائية مع بيونس آيرس بشأن أي قضية باستثناء السيادة على جزر فوكلاند. وأدلى غرانت بهذه التصريحات للصحافيين بعد اجتماع وزير الخارجية الأرجنتيني هكتور تيمرمان مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ورئيس مجلس الأمن الدولي، ليطلب منهما المساعدة في وقف ما وصفه بقيام بريطانيا بـ«عسكرة جنوب المحيط الأطلسي». وقال ليال غرانت: «إننا لا نتطلع لتصعيد الحرب الكلامية ولكن بوضوح إذا كانت هناك محاولة من جانب الأرجنتين لاستغلال الذكرى السنوية الثلاثين على حرب فوكلاند فإننا سندافع حينئذ بشكل واضح عن موقفنا وندافع عنه بقوة». وجاءت تصريحات السفير البريطاني بعد يوم واحد من تعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالدفاع عن الجزر «بشكل ملائم».

وكان وزير الخارجية الأرجنتيني تيمرمان قال للصحافيين: «لدينا معلومات أنه في إطار الانتشار الأخير، فإن (البريطانيين) أرسلوا إلى جنوب الأطلسي غواصة نووية تستطيع نقل أسلحة نووية». واتهم الوزير بريطانيا بأنها «ضاعفت أربع مرات قدرتها البحرية في جنوب الأطلسي» عبر هذا الانتشار بحيث صارت «القوة العسكرية الكبرى» في المنطقة.

وقد أرسلت بريطانيا مؤخرا الأمير ويليام إلى جزر فوكلاند كما قررت إرسال سفينة حربية جديدة إلى هذه الجزر، مؤكدة أن ذلك يندرج في إطار «عمليات روتينية». واستنادا إلى الصحف البريطانية فإنها قد ترسل أيضا غواصة نووية إلى المكان. ولإثبات معلوماته، أظهر تيمرمان للصحافيين صورا لمنشآت عسكرية في فوكلاند وقواعد بريطانية أخرى في المنطقة وأنظمة تسلح مختلفة. وقال تيمرمان إن إدخال أسلحة نووية إلى المنطقة يمثل خرقا لاتفاقية أميركا اللاتينية التي تحظر وجود الأسلحة النووية أو السعي لامتلاكها أو استخدامها. وقال هازئا إن «جنوب الأطلسي هو آخر معقل لإمبراطورية تنهار».

وردا على تصريحات تيمرمان، وصف السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة، غرانت، اتهام الأرجنتين بأنه «عبثي»، مضيفا: «لم يتغير شيء في الانتشار العسكري البريطاني، وهو دفاعي بحت». وتابع غرانت: «لا نعلق على موقع الأسلحة النووية أو الغواصات. هناك غواصات تقوم بدوريات في كل أنحاء العالم وفي كل الأوقات، هذا يشكل جزءا من قدرتها على الردع».

وإثر اجتماعه مع وزير الخارجية الأرجنتيني قال الأمين العام للأمم المتحدة إنه يشعر «بالقلق حيال التصريحات المتبادلة التي تزداد حدة» بين البلدين، معربا عن الأمل في أن «تتفادى الحكومتان الأرجنتينية والبريطانية حدوث تصعيد في هذا الخلاف، وأن تحلا خلافاتهما سلميا وعبر الحوار». وأكد الأمين العام للمنظمة الدولية استعداده لتقديم «مساعيه الحميدة لحل هذا الخلاف إذا طلب منه البلدان ذلك».

وتقع جزر فوكلاند أو مالوين في أقصى جنوب الأرجنتين وهي تخضع لسيطرة بريطانيا منذ عام 1833 عندما طردت فرقة مدفعية بريطانية السلطات الأرجنتينية منها. واشتبكت قوات البلدين في حرب استمرت عشرة أسابيع على خلفية النزاع على الجزر في عام 1982. وترفض لندن بدء محادثات بشأن السيادة مع بيونس آيرس ما لم يكن سكان الجزيرة البالغ عددهم ثلاثة آلاف نسمة يريدونها. وتكثفت حرب تصريحات بين البلدين حول هذا الأرخبيل مع اقتراب الذكرى الثلاثين للحرب التي نشبت بينهما من أجل السيادة عليه من 2 أبريل (نيسان) إلى 14 يونيو (حزيران) 1982.