تقارير عن دعم إيراني بمليار دولار لنظام الأسد تعويضا عن المقاطعة العالمية

كشف عنه بعد أن تمكن قراصنة من اختراق كومبيوترات 78 مسؤولا سوريا

سوريات يؤدين صلاة الغائب على أرواح الضحايا في داريا أمس
TT

كشفت وثائق نشرتها وسائل إعلام أميركية عن أن الحكومة الإيرانية أرسلت مؤخرا إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد أكثر من مليار دولار بهدف التعويض عن المقاطعة العربية والعالمية للنظام.

وقالت صحيفة «أتلانتا كونستيتيوشن» الأميركية إن وثائق كشفت عن أن حكومة إيران أرسلت إلى حكومة سوريا أكثر من مليار دولار. وقالت الصحيفة إنه تم الكشف عن ذلك بعد أن تمكن موقع «أنونيماص»، (مجهول) في الإنترنت، المتخصص في القرصنة، من اخترق كومبيوترات 78 من كبار المسؤولين في مكتب الأسد.

وأحد تلك الكومبيوترات تابع لوزير شؤون الرئاسة منصور عزام. وفيه خطابان حول مساعدة إيران لسوريا. وفي الخطابين إشارات إلى أن «على سوريا الاستفادة من تجربة إيران في هذا المجال».

وفي الوثائق أيضا تقرير عن «زيارة وفد إيراني إلى سوريا»، في إشارة إلى وفد من عشرة أشخاص من مكتب رئيس الجمهورية الإيراني محمود أحمدي نجاد، والبنك المركزي الإيراني. وكان الوفد زار سوريا في نهاية السنة الماضية، وقابل رئيس وزراء سوريا عادل سفر وآخرين. وفي هذه الوثيقة إشارات إلى مساعدة المليار دولار، وإلى أنها سترصد لشراء منتجات سوريا، دون تحديد إذا كانت إيران تحتاج إلى هذه المنتجات أو أنها غطاء لمساعدة نقدية. وأيضا، حسب الوثيقة، اتفق الجانبان على خطوات لمواجهة حظر الطيران المفروض على الطيران السوري من جانب تركيا ودول عربية مجاورة. بالإضافة إلى بدائل في مطارات إيران لمواجهة إغلاق مطارات خليجية أمام الطيران السوري.

وقالت وثيقة أخرى إن البنك السوري سيستعمل بنوكا في الصين وروسيا لتحويل الأموال وذلك لمواجهة القيود التي فرضت على البنك المركزي السوري. ولأن الوثيقة تعود إلى نهاية السنة الماضية، ليست فيها إشارة إلى أن البنك المركزي الإيراني نفسه وضع، في الأسبوع الماضي، في قائمة المقاطعة من جانب الحكومة الأميركية.

إلى ذلك، ومع تزايد قتال المعارضة السورية المسلح، واغتيال اللواء عيسى الخولي في وضح النهار أمام منزله بواسطة ثلاثة مسلحين، قالت مصادر إخبارية أميركية إن إدارة الرئيس باراك أوباما صارت تقتنع بأن المعارضة السورية لم تعد سلمية، كما كانت تتمنى، وأن الوضع في سوريا يمكن أن يتطور إلى حرب أهلية، إن لم يكن تطور فعلا. في نفس الوقت، تخشى إدارة الرئيس أوباما من أن ذلك سيعني زيادة نشاطات تنظيم القاعدة، خاصة بعد تصريحات أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، بأن «القاعدة» تؤيد المعارضة السورية المسلحة، ودعوته لمزيد من التضحيات لإسقاط نظام الأسد.

وأمس، نقلت وكالة «ماكلاتشي» الأميركية على لسان مسؤولين أميركيين، إن «القاعدة» وراء اثنين من التفجيرات الانتحارية التي أسفرت عن مقتل 44 شخصا في دمشق في 23 ديسمبر (كانون الأول). وأيضا، ربما، وراء التفجيرات التي وقعت يوم الجمعة في حلب، وقتلت 28 شخصا. وقال هؤلاء إن الظواهري، الذي يعتقدون أنه يختبئ في باكستان، دعا مقاتلي «القاعدة» في العراق للانتقال إلى سوريا.

وقال مسؤول استخباراتي أميركي لصحيفة «واشنطن بوست» إن التفجيرات الأخيرة في سوريا «فيها السمات المميزة لعمليات (القاعدة)». لكن، لم تؤكد أي صلة قاطعة مع تنظيم القاعدة أو مقاتلين عراقيين تابعين لها.

وقال المسؤول إنه من المعقول أن «(القاعدة) بعد أن صارت مهمشة بسبب الانتفاضات الأخيرة عبر العالم العربي، ستحاول أن تقحم نفسها في الجهود الرامية إلى الإطاحة بنظام الأسد». وأضاف «لن تكن مفاجأة أن تنظيم القاعدة في العراق لديه شبكات نشطة في سوريا، سوف تسعى إلى الانضمام إلى المعارضة ومهاجمة نظام الأسد».

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» على لسان مسؤول أمني أميركي قوله، إن التقارير الأمنية التي وصلت إلى البيت الأبيض خلال الشهور القليلة الماضية أوضحت أن عددا من مقاتلين يعتقد أنهم من «القاعدة» أو لهم صلة بها، انتقلوا من الموصل إلى سوريا.

إلى ذلك وفي جولة جديدة من جولات الصراع الإلكتروني الدائر في سوريا، وبعد أن أعلن الناشطون سابقا عن اختراق البريد الإلكتروني للرئيس السوري بشار الأسد منذ عدة أيام.. تمكن نشطاء معارضون من اختراق الموقع الإلكتروني الرسمي لزوجته أسماء الأسد، وذلك بعد عدة أيام من إعلانها تأييدها التام لزوجها في تصريحات صحافية.

وقام النشطاء، الذين لم يعرفوا أنفسهم على الصفحة بالعبث بالسيرة الذاتية لأسماء الأسد، لتصبح صيغتها: «أنا أسماء الأسد.. أنا زوجة لمجرم حرب شرس، يقتل المدنيين الأبرياء، ويرسل قواته لاصطياد الأطفال وتعذيبهم، وقنص المدنيين، واغتصاب النساء. إنه يفتك حاليا بمسقط رأسي، مدينة حمص.. حيث يلقي القنابل على المساجد والكنائس والمستشفيات بوحشية لا حدود لها. يحاول تأليب العلويين على السنة والمسيحيين والأكراد.. أخبرته أن هذا لن ينجح، لكنه واثق من نجاح خطته، إنه يعتقد أنه يمكن خداع الرأي العام الأميركي بمقابلات لطيفة».

وتابع النص: «أؤيد زوجي، وأؤيد الاغتصاب والقتل وقتل الأطفال الصغار وتدمير مدن بأكملها. وأعلم أنني شخصية بشعة، وأنه هتلر الجديد.. أكره الحرية والعدالة، وأقف مع حزب الله وحماس وإيران ضد الولايات المتحدة وأوروبا؛ على الرغم من أنني ترعرعت هناك». ويختتم النص بعبارة: «أنا أسماء الأسد، وأنا أقف مع زوجي!»