المرزوقي يزور الجزائر

بعدما كان ممنوعا من دخولها

TT

نقل الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي، عن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة «تمسكه بمشروع تفعيل اتحاد المغرب العربي»، الذي كان أهم القضايا التي بحثها خلال محطته الأخيرة في جولته المغاربية.

وصرح المرزوقي أمس عقب لقائه بوتفليقة، أن زيارته للجزائر التي بدأها أمس وتستمر ليومين، «تكتسي بعدا سياسيا، سيما في ما يخص تفعيل الاتحاد المغاربي». وقال إنه «سعيد كون الرئيس بوتفليقة طمأنني بتمسكه بهذا المشروع، وإن شاء الله يبقى الأمل مفتوحا لتفعيل الفضاء المغاربي». وأضاف الرئيس التونسي، أن الزيارة «تكتسي أهمية قصوى، خاصة ما تعلق منها بتعزيز العلاقة بين شعوبه»، مشيرا إلى أن زياراته السابقة إلى الجزائر «كانت إما بروتوكولية أو مجاملة أو مصلحة»، معربا عن «تأثري بوجودي في (بلد الثورة) الذي كنا نتغنى بنشيده الرسمي، أكثر مما نتغنى بنشيدنا الوطني».

وتحدث المرزوقي عن «بعد عاطفي كبير تتميز به زيارتي إلى الجزائر»، التي وصفها بـ«الشقيقة الكبرى» وبأن العلاقات معها «ستزداد متانة بفضل هذه الزيارة التي من شأنها أن تعزز العلاقات بين الشعوب المغاربية». وبعد محادثاته مع بوتفليقة، زار المرزوقي «دار الصحافة» جنوبي العاصمة، حيث جمعته صداقة قوية مع صحافيين ونشطاء في مجال حقوق الإنسان يوم كان مطاردا في بلده من طرف نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي. ومن المفارقات، أن المرزوقي كان على لائحة التونسيين الممنوعين من دخول الجزائر، التي أعدت بناء على طلب من بن علي شخصيا. واليوم يزور الطبيب والحقوقي الجزائر وهو رئيس، والسجاد الأحمر مفروش تحت قدميه بمطار «هواري بومدين» الدولي.

ورتبت سفارة تونس صباح أمس لقاء بين الرئيس المرزوقي ومجموعة من الصحافيين بإقامة رئاسية غربي العاصمة، للحديث عن زيارته وأهدافها. يشار إلى أن البناء المغاربي توقف بضعة أعوام بعد إطلاقه، بسبب الخلاف الحاد بين الجزائر والمغرب بشأن نزاع الصحراء الغربية.

وذكر المرزوقي لوكالة الأنباء الجزائرية، أن قضية الصحراء «ليست عائقا لا يمكن تجاوزه»، مشيرا إلى أنه «بالإمكان الالتفاف حول المشكلة عندما نعجز عن تجاوزها»، وأضاف: «لا بد من مواصلة الحوار (بين الجزائر والمغرب) مع الإبقاء على المشكلة جانبا في الوقت الراهن، لنترك الأمم المتحدة تهتم به». ومعروف أن الرباط والجزائر، تطلب كلتاهما من الأخرى تطوير علاقاتهما الثنائية، وترك أزمة الصحراء جانبا. لكن يبدو أن الملف أثقل وأعقد مما يتصوره الكثيرون في البلدين وفي المغرب العربي.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن «مصدر دبلوماسي»، أن الجزائر «كانت دائما السباقة إلى الدعوة لبعث هياكل اتحاد المغرب العربي، حتى في عز الأزمة الليبية». وذكر المصدر بأن «تعزيز العلاقات الثنائية بين دول المنطقة، هي أحسن طريقة لتحقيق التكامل والاندماج المغاربيين».