مصر: تفويض البرلمان لتحديد موعد استجواب المشير.. والجامعات تواصل إضرابها

المجلس العسكري في رسالة للشعب: رفضتَ العصيان لتثبت أنك «المعلم»

طالب جامعي يهتف ضد المجلس العسكري في مظاهرة بميدان التحرير أمس (أ.ب)
TT

جدد المجلس العسكري في مصر التزامه بتسليم السلطة إلى رئيس مدني منتخب قبل نهاية يونيو (حزيران) 2012، بينما وجه المجلس العسكري رسالة شكر للشعب المصري، أمس، قال فيها: «قلت كلمتك في استفتاء جماهيري حاشد ورفضت العصيان، لتثبت أنك أنت المعلم.. فمنك نأخذ القدوة وبك نستمد العزم.. وعلى هدى خطاك نستلهم الطريق».

وقد فوضت الحكومة المصرية البرلمان في تحديد موعد استجواب المشير حسين طنطاوي، القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بعد أن تقدم برلمانيون، أمس، باستجواب المشير طنطاوي ووزير الداخلية المصري على خلفية مقتل 74 من مشجعي كرة قدم قبل أسبوعين في مدينة بورسعيد.

إلى ذلك، واصلت الجامعات المصرية، أمس، انتفاضتها في اليوم الثاني للإضراب العام الذي دعا له ناشطون في الذكرى الأولى لتنحي الرئيس السابق حسني مبارك عن الحكم، بهدف الضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة للمدنيين، وانتظمت الحياة العامة بالمؤسسات الحكومية في العاصمة القاهرة والمحافظات بشكل طبيعي، كما انتظمت حركة قطارات السكك الحديدية وحركة النقل الجوي والبحري بمطار القاهرة الدولي والموانئ، وسط حراسة من قوات الجيش بعد أن نشرت أرقام هواتف لتلقي الشكاوى واستغاثات المواطنين في إطار جهودها للتصدي لجميع عناصر البلطجة والخارجين عن القانون.

من جانبه، فوَّض المستشار محمد عطية، وزير الدولة لشؤون مجلسي الشعب والشورى (غرفتي البرلمان)، هيئة مكتب مجلس الشعب في تحديد موعد مناقشة 15 استجوابا تقدم بها عدد من النواب ضد عدد من الوزراء، على رأسهم وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم (10 استجوابات)، وكذلك على المشير حسين طنطاوي بصفته وزيرا للدفاع، وكذلك لوزراء الإسكان والبترول والتأمينات الاجتماعية والتموين.

وقال المجلس الأعلى للقوات المسلحة في رسالته رقم 6 على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «يا شعب مصر العظيم، إننا لا نستطيع مهما قلنا أن نوفيك حقك، ولا نقدر مهما فعلنا أن نعبر لك عما يجيش في صدورنا من امتنان، وما يجول في خاطرنا من تقدير وعرفان، غير أننا كما تعاهدنا معا على عبور الهزيمة وتحقيق النصر وتحرير التراب الوطني، نعدكم بكل شرف وإخلاص بالعبور بالبلاد إلى بر الأمان وتحقيق النصر لثورتنا المجيدة في مسيرتها نحو الديمقراطية وحكم الشعب، حينما نسلم أمانة الحكم إلى رئيس الجمهورية المنتخب قبل نهاية يونيو (حزيران) المقبل».

وأضافت الرسالة: «إن القوات المسلحة لا تفرق بين مصري وآخر، ولا توزع صك وطنية على مصري وتنزعه من آخر.. إننا كلنا مصريون وطنيون نعشق تراب هذا البلد ونفتديه بكل غالٍ ونفيس، هدفنا كلنا واحد، هو عزة مصر ورفعة أبنائها، إذا اختلفنا فإننا نختلف على الوسيلة، لكنها أبدا لا تقدح في نبل الغاية وشرف المقصد وإخلاص النوايا».

وبدا ميدان التحرير بوسط القاهرة، أمس، هادئا، وانتظمت الحركة المرورية بشكل طبيعي، وواصل العشرات اعتصامهم بوسط الميدان، وإلى جوارهم الباعة الجائلون الذين احتلوا القسم الأكبر منه.

ونظم طلاب جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان مسيرات لليوم الثاني على التوالي للتعبير عن مشاركتهم في الإضراب. وقالت هند حلمي بكلية طب القاهرة لـ«الشرق الأوسط»: «تم تأسيس لجان للإضراب في الكليات والجامعات المختلفة بهدف ربط الحركة الطلابية بالحركة العمالية كخطوة ضرورية في سبيل إنجاح الإضراب».

بدورها، قررت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة تعليق أنشطتها الدراسية أمس واليوم (الاثنين) لممارسة مزيد من الضغوط على المجلس العسكري، وقالت هالة السعيد، عميدة الكلية، لـ«الشرق الأوسط»: «قررنا تعليق الدراسة ليومين حتى نتجاوز الانقسام بين الطلاب الموافقين على الإضراب والرافضين له».

واعتبرت الدكتورة أمل حمادة أن «الحراك الذي تشهده الكلية هو نوع من الشعور بالذنب تجاه المصريين من إمداد الكلية للنظام السابق بالعقول عبر سنين»، وأضافت حمادة لـ«الشرق الأوسط» أن «إضراب الطلاب يضع النظام الحاكم لأول مرة في موقف رد الفعل، لا الفعل».

وقالت نسرين الدميري (طالبة) التي حملت لافتة مكتوبا عليها «لما دماء الشهداء هانت.. الحقايق ماتت»، «مثلما ضغطنا على مبارك ورحل.. سنضغط على المجلس العسكري وسيرحل».

ونظمت جامعة قناة السويس بالإسماعيلية، أمس، 3 مظاهرات، وردد المتظاهرون هتافات غاضبة، للمطالبة بإنهاء الحكم العسكري وتشكيل حكومة ائتلاف وطني.

في المقابل، اعتبرت حركة شباب «6 أبريل» (من الداعين للإضراب العام) أن الإضراب لم يفشل، وقالت إنجي حمدي، عضو المكتب السياسي للحركة، لـ«الشرق الأوسط»: «إن ما حدث طبيعي.. ونتيجة الإضراب لن تأتي بين يوم وليلة». وأضافت: «إن طلاب الجامعات أكثر من تفاعلوا مع الإضراب وإن (6 أبريل) نجحت مع الحركات الأخرى في توجيه الإضراب لمساره الصحيح داخل الجامعات وإقناع الأساتذة بالانضمام للطلبة في إضرابهم».

على صعيد آخر، حمَّلت لجنة تقصي الحقائق التي شكلها مجلس الشعب (البرلمان) لبحث أحداث مباراة الأهلي والمصري البورسعيدي مطلع الشهر الحالي في تقريرها المبدئي، المسؤولية الأكبر للإعلام الرياضي عمَّا حدث من شغب في الملاعب الرياضية خلال الآونة الأخيرة.

وقال النائب أشرف ثابت، رئيس لجنة تقصي الحقائق: «إن الإعلام الرياضي عمل على تحميس (الألتراس) وزيادة تعصبهم دون أن يعمل على ترشيد أدائهم»، موضحا أن «الإعلام الرياضي التلفزيوني حوَّل مباريات كرة القدم إلى ما يشبه المعارك».

وتابع ثابت أن قضية «الألتراس» تعتبر الآن من أهم القضايا التي يجب أن تكون لها معالجة خاصة، مضيفا أن «شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت تلعب دورا كبيرا في تحويل مباريات كرة القدم إلى معارك بين شباب (الألتراس)»، لافتا إلى أن مباراة المصري والأهلي سبقتها معركة بين «الألتراس» على موقع «فيس بوك».