انتخابات تمهيدية غير مسبوقة في فنزويلا لاختيار منافس لشافيز

ترجيح فوز محام يريد وضع حد لفترات الرئاسة المتعددة

TT

نظمت المعارضة الفنزويلية المشتتة تاريخيا، انتخابات تمهيدية غير مسبوقة، أمس، لاختيار مرشح سينافس هوغو شافيز الأوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وستقع على عاتق الفائز في الاقتراع المهمة الشاقة التي تتلخص بمواجهة شافيز، الضابط المظلي السابق الذي يحكم البلاد منذ 1999 وما زال يتمتع بشعبية تعززت مؤخرا بعد الإعلان عن إصابته بالسرطان الذي يؤكد أنه شفي منه وبإطلاق برامج اجتماعية جديدة.

ورجحت استطلاعات الرأي مسبقا أن يحقق حاكم ولاية ميراندا (شمال) اينريكي كابريليس، 39 عاما، الذي ينتمي إلى يسار الوسط فوزا مريحا في مواجهة حاكم ولاية زوليا (غرب) بابلو بيريز، 42 عاما، المدعوم من الأحزاب التقليدية القديمة. ويفترض أن يتقدما بذلك على النائبة الليبرالية ماريا كورينا ماشادو والسفير السابق دييغو اريا (محافظ) والنقابي بابلو ميدينا (يسار).

وفي بلد تنقسم فيه الساحة السياسية بين مؤيدي شافيز ومعارضيه، انفرد كابريليس وبيريز، حاكما أغني ولايتين في فنزويلا وأكثرها اكتظاظا بالسكان منذ 2008، بمواقفهما بدعوتهما إلى مصالحة البلاد من دون مهاجمة شافيز، خلافا للمرشحين الآخرين. ودعا تحالف المعارضة «طاولة الوحدة الديمقراطية» الذي ينظم الاقتراع، الفنزويليين إلى الإدلاء بأصواتهم، مؤكدا سرية التصويت، وقال إن لوائح المقترعين ستتلف بعد 48 ساعة.

وجرى الاقتراع في 7600 مركز فتحت أبوابها من الساعة الثامنة إلى الساعة 16.00 بالتوقيت المحلي. وقالت المحللة بياتريس فرنانديز رئيسة معهد «داتا استراتيجيا» إن التصويت يسمح للمعارضة باختبار قدرتها على التعبئة، موضحة أنها تتوقع أن تتراوح نسبة المشاركة «بين 10 و15 في المائة» من 18 مليون ناخب في البلاد.

وكابريليس محام أعزب يبحث عن «سيدة أولى» ومعروف بروح النكتة لديه. وقد وعد بالإبقاء على السياسات الاجتماعية لشافيز، التي تؤمن دعم الطبقات الشعبية للرئيس الحالي، وتحسينها لكن بتغيير «أسلوب» الحكم. وبعد 14 عاما على بدء حياته السياسية كنائب ورئيس للبرلمان، وعد الحاكم الشاب أيضا بوضع حد لإعادة انتخاب الرئيس إلى ما لا نهاية والتي دفعت شافيز إلى القول إنه ينوي البقاء في السلطة حتى 2013.

وتحدى بابلو بيريز أيضا شافيز لكنه لم يعلن عن تغييرات جذرية. وقال بيريز المحامي المتزوج والأب لثلاثة أولاد إن زمن شافيز «انتهى»، مؤكدا أن «الأمور التي أحسن صنعها سنبقي عليها والأمور السيئة سنزيلها». ويتمتع كابريليس بدعم غالبية الناخبين المستقلين الذين يتطلعون إلى انتقال لا يمر عبر الأحزاب التقليدية القديمة التي يمثلها بيريز.

وكانت أحزاب المعارضة أصدرت في يناير (كانون الثاني) الماضي برنامجا مشتركا يشدد على اقتصاد السوق الحر والأمن العام.

وقد دعت هذه الوثيقة إلى وقف مراقبة الأسعار المفروض منذ 2003 وتبني سعر تنافسي للعملات الأجنبية وإعادة الاستقلالية إلى المصرف المركزي الفنزويلي. ويعد شافيز من أشد منتقدي الولايات المتحدة والحليف السياسي والاقتصادي الوحيد لكوبا، الجزيرة الشيوعية التي تعد البلد الوحيد الذي يحكمه حزب واحد في الأميركتين.