المعارضة السورية ترحب بقرارات الجامعة العربية وتعول على تغيير في الموقف الروسي

المالح لـ«الشرق الأوسط»: كنا ننتظر أكثر من ذلك.. خاصة الاعتراف بالمجلس الوطني

متظاهرون لبنانيون في مدينة صيدا في مظاهرة احتجاج ضد النظام السوري أمس (أ.ف.ب)
TT

وصف عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري هيثم المالح، قرارات وزراء الخارجية العرب بـ«القرارات التي لا بأس بها»، لافتا إلى أن «المجلس الوطني كان ينتظر أكثر من ذلك، خاصة لجهة الاعتراف رسميا به ممثلا للشعب السوري».

وقال المالح لـ«الشرق الأوسط»: «نحن في مرحلة نحتاج فيها لكيان سياسي يمثل السوريين في الخارج، وهذا الأمر مفروض أن يحسم في القريب العاجل»، كاشفا أنه «كانت هناك إشارات إيجابية في الأيام القليلة الماضية لجهة اعتراف مجلس التعاون الخليجي بالمجلس الوطني»، متوقعا أن «يتم ذلك قريبا، خاصة أن أكثر من سفارة سورية فرغت من موظفيها، وبالتالي، بات يتوجب على المجلس الوطني أن يسير مصالح الشعب السوري في الخارج».

واعتبر المالح أنه «إذا نجحت الجامعة العربية بالتعاون مع مجلس الأمن في إرسال قوات حفظ سلام دولية إلى سوريا، فإن ذلك سيضع حدا للمجازر التي يرتكبها النظام بحق المدنيين العزل»، وأضاف: «يبدو أن الروس أدركوا أنهم وقعوا في فخ كبير، وها هم اليوم يتصلون بأكثر من طرف وفريق للإعراب عن ندمهم»، متوقعا تغييرا قريبا في موقفهم.

بدوره، رحب عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني نجيب الغضبان بمقررات الجامعة العربية، لافتا إلى أن «الخطوات المتخذة ذات أولوية بالنسبة للمجلس، خاصة في ما يخص وقف المجازر التي ترتكب في حمص وإدلب وريف دمشق وغيرها من المدن والمحافظات السورية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نرحب بإرسال قوات حفظ سلام لأنها ستكون فعالة وذات مصداقية أكثر بكثير من المراقبين العرب».

وعن دعوة وزراء الخارجية العرب قوى المعارضة السورية للوحدة، قال الغضبان: «نحن نعمل على ضبط أمورنا ونتوقع أن يتم الاعتراف بالمجلس الوطني قريبا».

وفي حين دعا الغضبان إلى إعطاء فرصة ثانية لروسيا لتغيير موقفها، وبالتالي المحاولة مجددا عبر مجلس الأمن، لفت إلى أنه من غير المستبعد اللجوء لصيغة من خارج مجلس الأمن في حال فرض الفيتو الروسي والصيني مجددا.

بدوره، اعتبر رئيس حركة «التغيير الديمقراطي» في سوريا عمار القربي أن «دول العالم تأخرت في دعم الثورة السورية في ظل مقاطعة قوى المعارضة للحوار مع النظام السوري»، لافتا إلى أن «نظام الرئيس بشار الأسد انتقل من لا شرعي بالكلام إلى لا شرعي على أرض الواقع، خصوصا أن هناك اليوم اعترافا ودعما للمعارضة».

وأضاف القربي: «ما تحدثت به الدول في السر تطلقه اليوم في العلن، وقد تم وضع النظام السوري على سكة الرحيل، في حين أن مصير رئيسه (بشار الأسد) لن يكون أقل من مصير العقيد الليبي (الراحل) معمر القذافي»، معتبرا أن «الشعب السوري لا يعيش في ظل نظام؛ بل هو يتعرض لإبادة جماعية في مختلف المناطق».

وإذ لفت إلى أن «الوضع الإغاثي يتجاوز إمكانات رجال الأعمال»، دعا القربي المجتمع الدولي إلى «التعاون الوثيق لتشكيل مجموعة لإغاثة الداخل السوري إنسانيا، لأن الطعام والوقود والدواء مفقود، إضافة إلى وجوب طرد كل سفراء سوريا من كل الدول العربية وتسليم السفارات السورية للمعارضة كي تهتم بشؤون السوريين»، مشددا على ضرورة «إقامة ممرات ومناطق عازلة لتحييد كتائب الأسد، خصوصا أن ضباطا كثرا يقولون إنهم مجبرون على ارتكاب الجرائم».

القربي الذي شدد على أنه لا يمكن اقتلاع النظام السوري «إلا بالقوة»، دعا المجتمع العربي إلى «نجدة الشعب السوري من الطاغية قبل أن تقع كل المنطقة في فخه».