فتح تنتقد «صمت» هنية أمام «تجني» خامنئي على عرفات وتحريضه على المصالحة

استقطابات داخل «حماس غزة» ضد مشعل والمصالحة

آية الله علي خامنئي يرحب بإسماعيل هنية في طهران (أ.ب)
TT

تسببت زيارة رئيس الحكومة المقالة في غزة، إسماعيل هنية، إلى إيران، في توتر كبير مع فتح، التي اتهمته بالصمت، بينما كان يستمع إلى المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، وهو يوجه انتقادات ساخرة للرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، ولم يعلق هنية بشيء. وقالت فتح في بيان شديد اللهجة، إن «مكانة الزعيم الشهيد ياسر، خالدة في ضمائر الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم، ولا يحتاج إلى شهادة زور من خامنئي إيران». واستنكرت فتح «الأقوال التي أدلى بها خامنئي، عن الشهيد الخالد ياسر عرفات، بحضور إسماعيل هنية». كما استهجنت «صمت هنية أمام تجني خامنئي على قائد الثورة والمقاومة الفلسطينية ياسر عرفات، وعلى تاريخ الشعب الفلسطيني الذي يعتبر عرفات رمزا خالدا لا يمكن للصغار التأثير عليه»، كما جاء في البيان.

وقال الناطق الرسمي باسم فتح أحمد عساف: «يعلم خامنئي ويعلم الساكت عن الحق أمامه، إسماعيل هنية، أن الاحتلال الإسرائيلي قد اغتال قائد الشعب الفلسطيني بسبب ثباته على حقوق شعبنا وتمسكه بالمقاومة المشروعة للاحتلال والاستيطان، حتى قضى شهيدا بعد حصار في مقر قيادته في الوطن لـ3 سنوات».

وأكد عساف وقوف حركة فتح إلى جانب الشعوب العربية في الخليج العربي بوجه المطامع الإيرانية، داعيا إيران للكف عن التدخل في الشؤون الفلسطينية والعربية التي لم ينتج عنها سوى الاقتتال والانقسام والتشرذم والمآسي. وكان خامنئي هاجم بشكل علني عرفات أمام هنية، قائلا إنه لقي مصيره بهذه الطريقة نتيجة تركه مسار المقاومة.

ووصف خامنئي أبو عمار بأنه انتهى منبوذا بعدما كان يتمتع بالشعبية الكبيرة، على حد قوله، مضيفا: «لقد انحرف عن جادة المقاومة وفقد رصيده بين شعوب المنطقة ولقي مصيره». وحذر خامنئي هنية من ترك حماس مسار المقاومة، ومن السماح لعناصر داخلية وخارجية بحرف الحركة عن مسارها، في إشارة كما يبدو إلى تبني خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة، نهج المقاومة الشعبية، وتصالحه مع فتح.

وجاءت زيارة هنية إلى طهران رغم طلبات من دول عربية ومن قيادات في الإخوان المسلمين له بإلغائها. وفسر مراقبون زيارة هنية بأنها رد على المصالحة مع فتح، وفيها إحراج كبير لقيادة حماس في الخارج، التي تبدو علاقتها بإيران متوترة بعد توتر علاقتها مع سوريا.

وقال هنية لخامنئي، إن النضال سيستمر حتى تحرير كل الأرض من النهر للبحر، وإن حركته لن تستجيب لرغبات فتح بالاعتراف بإسرائيل. وتأتي مواقف هنية هذه، وزيارته إيران، وهو الذي يمثل جزءا من قيادة حماس في غزة، متزامنة مع ازدياد وتوسع المعارضة داخل حماس في غزة لاتفاق المصالحة الذي وقعه رئيس المكتب السياسي لحماس مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس.

وبدأت المعارضة داخل حماس، أولا، بإعلان كتلتها البرلمانية في غزة أن الاتفاق غير قانوني، وأنه لا يجوز للرئيس الفلسطيني تسلم منصب رئيس الوزراء. ومن ثم دخل على الخط، عضو المكتب السياسي لحماس، محمود الزهار، وهو رجل مؤثر في ساحة غزة، موجها انتقادات للاتفاق ولمشعل، متهما إياه بالانفراد بالقرار وعدم التشاور، وداعيا إلى تصحيح الخطأ. وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن ثمة معارضة متزايدة داخل حماس، وحالة استقطاب، في محاولة للتمرد على قرار مشعل. وقد وصل الأمر إلى استمالة قياديين في كتائب القسام لمعارضة الاتفاق.

ويبدو أن ذلك آتى ثماره، إذ انضم أيضا عضو المكتب السياسي لحماس، خليل الحية، وهو أحد أبرز قيادات غزة، وكان يحسب على مشعل، للمعارضين، ووصف الاتفاق أيضا بغير القانوني، وقال إن تسلم عباس منصب رئيس الوزراء يحتاج إلى تغيير القانون، وإلى حلفه اليمين أيضا، وإلا فإن الاتفاق لن يمر. وتثير مسألة حلف اليمين إشكالية مع فتح، وتعتبر عقبة أخرى في طريق المصالحة، تضاف إلى عقبات كثيرة أبرزها تسهيل مهمة إجراء الانتخابات في غزة.