البشير: «الإنقاذ» لن تنهار.. وإغلاق جوبا لأنابيب النفط أدى لانخفاض الدولار

قال إن المعارضة كانت تنتظر سقوط الحكومة بعد شهرين من انفصال الجنوب

عمر البشير
TT

أكد الرئيس السوداني، عمر البشير، أن قوى المعارضة السودانية، وبعض قيادات الحركة الشعبية في دولة جنوب السودان، اعتقدت أنه بعد انفصال جنوب السودان عن الشمال بشهرين ستسقط الحكومة في الخرطوم، ولكن «نقول لهم: خاب ظنكم لأن الإنقاذ ستصمد أمام كل التحديات والمواجهات»، مشيرا إلي أنه بمجرد الإعلان عن إغلاق أنبوب النفط انخفض الدولار.

وأوضح الرئيس البشير أن «على الجنوبيين أن يتفهموا أن السودان لديه مستحقات مالية عليهم يجب الالتزام بدفعها، أو فليغلقوا أنبوب نفطهم إن أرادوا، لأننا لا نساوم في حقوق الوطن».

وقال البشير لدى مخاطبته العاملين في مشروع مجمع سدي أعالي نهر عطبرة وستيت، أول من أمس: «إن هذا المشروع يعد من أكبر مشاريع التنمية في السودان»، موضحا أن «الأشياء تعرف بأضدادها، فنحن نواجه خارجيا الحلف الصليبي الصهيوني، وداخليا نواجه من يمثلون هذا الحلف من أبناء الوطن، ولكننا قبلنا التحدي وسرنا على درب التحديات، باعتباره درب الأنبياء والرسل، وهذا ما جعلنا نصمد 22 عاما ويجعلنا نصمد أكثر فأكثر. وأضاف: «تمر علينا اليوم ذكرى استشهاد الزبير محمد صالح (النائب الأول للرئيس السوداني، الذي لقي حتفه في حادث سقوط طائرة)، فذكرى الشهداء بالنسبة لنا لحظات مهمة لأننا جلسنا معهم وخططنا معا لثورة الإنقاذ الوطني، وتعاهدنا معهم على بناء السودان».

وأشار إلى أن مشروع سدي أعالي نهر عطبرة وستيت كان حلما، وبدأ هذا الحلم يتحول إلى واقع وحقيقة ماثلة أمامنا الآن. وأعرب الرئيس السوداني عن شكره وتقديره لشركاء السودان في هذا المشروع من بيوتات الخبرة الأجنبية ومؤسسات التمويل والصناديق المالية العربية. وقال: «إنه بفقدان السودان لعائدات النفط بسبب انفصال الجنوب بدأنا في استخراج الذهب وتصديره لأن الأرزاق بيد الله، ولم يكن ذلك في الحسبان من قبل، ومن المتوقع أن تصل عائدات تصدير الذهب لنحو 2.5 مليار دولار سنويا. وبإنتاجنا للبترول حدث لنا شيء من الخمول، خاصة في أوساط المهن الحرفية، حتى إن الحصاد لم يجد له ناسا يقومون به، ولكن رب ضارة نافعة لأننا بدأنا بعد ذهاب نفط الجنوب في عقد العزم على بناء وطننا بسواعدنا». وأشاد البشير بدور العاملين في المشروع من سودانيين وأجانب، مشيرا إلى أنه إذا انسحب الغربيون عن مشاريع التنمية في السودان فهناك الصينيون الذين سيسدون هذا الفراغ تمويلا وتدريبا، معلنا أن المشروع سيوفر ملايين الأفدنة لزيادة الرقعة الزراعية في هذه المنطقة وسيكون هذا خيرا لأهل القضارف وكسلا حتى بورتسودان، ومن ثم سيشمل هذا الخير السودان كله.

ومن جانبه، قال المهندس أسامة عبد الله، وزير الكهرباء والسدود السوداني، لـ«الشرق الأوسط»: «إن زيارة الرئيس عمر البشير هدفت إلى الوقوف على المرحلة الحالية من سير العمل في المشروع، وتفقده، وإعطاء دفعة روح معنوية للعاملين من السودانيين والأجانب. وتم في إطار هذه الزيارة افتتاح جسرين على أعالي نهر عطبرة وستيت».

وأضاف أن لهذا المشروع فوائد كثيرة، منها زيادة إنتاج الكهرباء بنسبة 50 في المائة، إلى جانب تكثيف المشاريع الزراعية القائمة، وإضافة رقعة زراعية جديدة، وسيزيد من إنتاج الكهرباء في سد مروي بنسبة 25 في المائة. وقال الوزير إنه من المتوقع أن تملأ بحيرة السدين المشتركة في أغسطس (آب) من عام 2014. ويتم إنتاج الكهرباء في أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه. ومن المؤمل أن يكتمل المشروع كله في عام 2015. وقال كرم الله عباس الشيخ، والي ولاية القضارف، لـ«الشرق الأوسط»: «إن قيام مشروع مجمع سدى أعالي نهر عطبرة وستيت يحمل بُشريات كبرى لمواطني المنطقة من حيث زيادة مشاريع التنمية، خاصة الزراعية، التي ستقام في ولايتي القضارف وكسلا بعد اكتمال المشروع. وسيحدث المشروع نقلة نوعية اقتصادية واجتماعية لمواطني هاتين الولايتين في السنوات المقبلة».