مبعوث الصين الخاص بسوريا: لا مآرب لنا من الفيتو وسندرس القرارات العربية الجديدة

العربي يلتقي سفراء الدول الأعضاء بمجلس الأمن ويبحث إمكانية إعادة الملف السوري إلى المجلس

TT

قدم المبعوث الصيني الخاص بسوريا، السفير لي هواشين، مبررات للأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، حول استخدام بلاده حق الفيتو ضد القرار العربي الغربي بشأن سوريا مؤخرا، ودعا في الوقت نفسه إلى وقف العنف، قائلا حول قرار مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الذي صدر الليلة قبل الماضية، إنه «من المبكر تحديد موقف من قرار مجلس الجامعة، لكن سندرسه».

ومن جانبه اجتمع العربي مع سفراء 14 دولة من أعضاء مجلس الأمن وجرى التشاور حول إمكانية الذهاب بالقرار العربي الأخير إلى مجلس الأمن مجددا لوقف إراقة الدماء في سوريا.

واستهل العربي مباحثات من أجل سوريا صباح أمس مع هواشين، حيث ناقشا الأوضاع في سوريا في ضوء قرارات الجامعة العربية التي صدرت الليلة قبل الماضية، وجاء في توصياتها دعوة مجلس الأمن إلى تشكيل قوات حفظ سلام أممية عربية مشتركة.

وقال المبعوث الصيني في تصريحات للصحافيين عقب اللقاء إنه تحدث مع العربي عن أسباب استخدام الصين للفيتو في مجلس الأمن منذ أيام ضد المبادرة العربية، انطلاقا من سياسية الصين الثابتة ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وأهدافها.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت بكين سوف تستخدم الفيتو ضد القرار العربي الأخير الذي يدعو لتشكيل قوة عربية أممية لحفظ السلام في سوريا، قال المبعوث الصيني: «إننا قرأنا محتويات البيان الختامي لمجلس وزراء الخارجية، ولاحظنا أنه يحتوي على عناصر كثيرة، ولكن القرار مطروح للتو، والوقت مبكر لتحديد موقف الصين منه، فنحن نحتاج إلى وقت لدراسته، ولكن أؤكد أننا سندرسه ونتابعه بكل مسؤولية واهتمام».

وقال سفير الصين إن موقف بلاده من الأزمة الحالية في سوريا هو أنها تدعو جميع الأطراف في سوريا لوقف فوري لجميع أعمال العنف، وخصوصا العنف الموجه ضد المدنيين الأبرياء، وأنه يجب بدء عملية حوار للوصول إلى حل سياسي فورا دون تأخير، وضرورة التغلب على الخلافات للوصول إلى حل سياسي سلمي.

وأشار هواشين إلى أن موقف بلاده مع مراعاة مطالبات الشعب السوري حول ضرورة التغيير، والحاجات الاقتصادية، مؤكدا أن الشعب السوري يحق له اختيار طريقة قيادة البلد، وقال: «إننا نعتقد أنه يجب على المجتمع الدولي أن يلعب دورا بناءً في موضوع سوريا، بما يفيد ويدفع لإجراء الحوار والوصول إلى حل سلمي وسياسي للمسألة السورية».

وأكد هواشين أن الصين تهتم جدا بدور الجامعة العربية، و«نؤيد جهود الجامعة في حل مشكلة سوريا بطريقة سلمية وسياسية»، مشيرا إلى أنه استمع إلى حديث العربي حول جهود الجامعة العربية ونتائج اجتماع أول من أمس، وقال: «اتفقنا أن نواصل المشاورات واللقاءات بيننا»، مشيرا إلى أن آراء ورؤية الأمين العام للجامعة العربية مهمة جدا بالنسبة للصين.

وردا على سؤال حول أسباب استخدام الصين للفيتو في مجلس الأمن، قال المبعوث الصيني: «أؤكد أن الصين في موضوع سوريا ليس لديها مآرب ذاتية تخفيها، ونحن لا نقصد عمدا إلى معارضة هذا أو ذاك أو أن ندافع عن هذا أو ذاك، كل ما نفكر به هو مصلحة الشعب السوري والشعوب العربية والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وكل ما نلتزم به هو أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة»، وأضاف: «إن للصين سياستها المستقلة في الشؤون الدولية، وهذه هي منطلقات تفكيرنا في استخدام أو عدم استخدام الفيتو، فنحن نستخدم هذا الحق بكل تأنٍّ وبكل اهتمام، أما الأشياء الأخرى التي تقال فهي ليست حقيقة».

وكانت وزارة الخارجية الصينية قد أيدت في وقت سابق أمس جهود الوساطة التي تبذلها جامعة الدول العربية في سوريا، لكنها لم تظهر علامة تأييد واضحة لدعوتها لإرسال قوات حفظ سلام لوقف الحملة العنيفة التي تشنها الحكومة السورية على جماعات المعارضة.

ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو وي مين الحديث عما إذا كانت بكين تدعم إرسال قوات لحفظ السلام. ولدى سؤاله عن قرار الجامعة العربية قال ليو: «تدعو الصين وتؤيد جهود الجامعة العربية المتواصلة للوساطة السياسية التي تلعب دورا مؤثرا وبناء في ما يتعلق بالتسوية السلمية للمسألة السورية»، بحسب وكالة «رويترز».

ولم يحدد قرار الجامعة العربية ما إذا كانت قوة حفظ السلام المشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ستضم جنودا مسلحين أم سيتم تقديم مساعدة للمعارضة تشمل الأسلحة.

وبدوره أطلع العربي أمس سفراء الدول الأعضاء بمجلس الأمن على نتائج الاجتماع الوزاري العربي بشأن سوريا، وسلم العربي السفراء نسخا من قرار مجلس الجامعة.

وقال مصدر مسؤول بالجامعة العربية إنه تم خلال الاجتماع التشاور حول الخطوات المستقبلية وإمكانية الذهاب بالقرار إلى مجلس الأمن مرة أخرى والتنسيق لإيجاد حلول للأزمة السورية بما يضمن وقف إراقة الدماء وتفعيل الحل السياسي.

ولفت المصدر، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، إلى أن عددا من سفراء الدول الأعضاء بمجلس الأمن عبروا عن تخوفهم من استخدام الفيتو ضد أي تحرك مستقبلي في مجلس الأمن، خصوصا بعد الفيتو الروسي الصيني مؤخرا.