«14 آذار» تستذكر اليوم اغتيال الحريري.. والمجلس الوطني السوري يوفد ممثلة عنه

نشار لـ«الشرق الأوسط»: الحريري شهيد التوحيد العربي.. والنظام السوري شارك في اغتياله سياسيا

TT

يحتفل 14 آذار اليوم بالذكرى السنوية السابعة لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، في احتفال يقيمه بعنوان: «14 شباط: لولا شباط ما في آذار - لولا آذار ما في ربيع»، في مركز البيال في وسط بيروت، من المقرر أن يحضره إلى جانب أركان قوى 14 آذار، ممثلة عن المجلس الوطني السوري، ستوجه خلال الاحتفال رسالة إلى اللبنانيين، باسم أعضاء المجلس الوطني الذين يتعذر حضورهم «لأسباب أمنية».

وفيما أعلن المكتب الإعلامي لتيار المستقبل في بيان أمس أنّ «من أبرز المتحدثين رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل، ورئيس تيار المستقبل، الرئيس سعد الحريري (سيتكلم عبر الشاشة من مقر إقامته في باريس)، ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، على أن «تبث رسالة موجهة من المجلس الوطني السوري»، قال عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري سمير نشار لـ«الشرق الأوسط» إن «أعضاء المكتب التنفيذي قد كلفوا إحدى الزميلات في «المجلس الوطني» بتمثيلهم وإلقاء كلمة خلال الاحتفال، إذا سمحت الظروف الأمنية بذلك، وهو ما تركنا تقديره لقوى 14 آذار.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة في المجلس الوطني أن «إحدى السيدات من أعضاء المجلس الوطني موجودة في بيروت ستتولى مهمة تمثيل المجلس الوطني، وفي حال لم تسمح الظروف الأمنية بوجودها في مركز البيال، فسيصار إلى الاكتفاء بتلاوة الرسالة الموجهة من المجلس الوطني».

وأكد نشار أن «المعارضة السورية تنظر إلى الشهيد رفيق الحريري باعتباره شهيد التنوير وشهيد التنوير العربي»، لافتا إلى أن «النظام السوري، بشكل أو بآخر، أسهم في اغتياله من الناحية السياسية». وعن رمزية مشاركة المجلس الوطني في هذه المناسبة، أوضح نشار أن «القوى الاستقلالية في لبنان المتمثلة بفريق 14 آذار أظهرت كل التأييد والدعم والمساندة للثورة السورية، كما أن الشيخ سعد الحريري أدلى بتصريحات منذ اندلاع الثورة السورية أظهرت محبته وتأييده وتعاطفه»، وقال: «أردنا أن نرد التحية للإخوة اللبنانيين بتحية مماثلة، وستمثلنا إحدى الزميلات».

وكان الرئيس اللبناني أعرب أمس عن أمله «في أن تكون محطة الرابع عشر من فبراير (شباط) مناسبة لوقفة تأمل وتبصر في الواقع القائم في البلاد، وأن تكون ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري الأليمة في تاريخ لبنان وما تبعها من اغتيالات، نقطة لاستعادة المشهد اللبناني الجامع والموحّد الذي يرتكز على الاعتراف بالآخر على قاعدة مد اليد والتحاور من أجل تحصين الوحدة الداخلية وتعزيز منعة الوطن في وجه التداعيات والارتدادات الخارجية».

ورأى أن «هذا الأمر لا يتحقق إلا بالحوار الوطني الصادق الذي يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ويتعالى عن الأنانيات الشخصية والمصالح الضيقة التي عانى منها لبنان واللبنانيون على مدى عقود».

واعتبر مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ محمد رشيد قباني، في كلمة وجهها أمس، أن «الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس الحريري هي مناسبة وطنية نجدد فيها الوفاء له لما كان يختزنه في خبرته وقدرته على حوار ملوك ورؤساء وأمراء العرب والعالم». ودعا قباني إلى أن «نحرص كل على دعم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لكشف الحقيقة والقتلة في اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه الشهداء، والاقتصاص منهم تحقيقا للعدالة»، معتبرا أنه «لا يجب أن يكون ذلك موضع نزاع، بل حافز للإجماع الوطني لكشف حقيقة وحقائق هذه الجريمة التاريخية النكراء».

أما منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد فأشار إلى أن قوى 14 آذار ستخرج في المهرجان من المحلية السياسية والصراعات التي دخلت بها في مرحلة معينة إلى صلب وقلب الربيع العربي، لافتا إلى أن «الوضع الأمني الذي تعيشه كل قيادات 14 آذار هو وضع حساس». وعما ستتضمنه كلمات الخطباء قال إن «فريق 14 آذار ليس ذاهبا إلى تسوية داخلية على حساب الدستور اللبناني». ولفت إلى أنه «على حزب الله مراجعة حساباته لمواجهة مرحلة ما بعد سقوط النظام السوري»، معتبرا أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ينتظر مهرجان 14 آذار ليرد عليه في إطلالته في السادس عشر من الشهر الحالي (ذكرى اغتيال المسؤول في حزب الله، عماد مغنية).